الأفكار الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأي "مسبار".
أعلنت شركة فيسبوك عبر مدونة نشرها مدير المحتوى آسثا غوبتا، يوم الأربعاء 10 فبراير/شباط الجاري، أنها ستختبر فكرة عرض محتوىً سياسي أقل في آخر الأخبار، استنادًا إلى التغذية الراجعة التي تصلها من بعض المستخدمين غير الراغبين بسيطرة المحتوى السياسي على إجمالي المحتوى المعروض لهم.
ذكرت الشركة أن الإجراء سيُطبق ابتداءً على نسبة قليلة من مستخدمي الموقع في كندا والبرازيل وإندونيسيا، ثم في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.
وأضافت أن هذه الاختبارات المبدئية ستسهم في اكتشاف طرق عديدة لتقييم المحتوى السياسي ومن ثم تحديد طريقة عرضه تباعًا في صفحة آخر الأخبار للمستخدمين. كما وضحت أنها ستجري استطلاعات لمعرفة رأي الأشخاص بهذه الاختبارات لتحديد فعاليتها، مؤكدةً أنها لا تسعى لإزالة المحتوى السياسي بشكل كلي من الموقع، إنما تحقيق رغبة المستخدمين بالتفاعل مع المحتوى السياسي الذي يفضلونه.
وذكرت "فيسبوك" في ذات المدونة، أن نسبة المحتوى السياسي المعروض على منصتها في الولايات المتحدة لا يتجاوز 6% من المحتوى الكلي، وهو ادعاءٌ غريبٌ في ظل الهجوم الذي واجهته الشركة حديثًا عن دورها في انتشار الشائعات وقت الانتخابات الأميركية الأخيرة، وانتشار خطابات الكراهية التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني الفائت، فبحسب تقرير لمشروع الشفافية التقنية (Tech Transparency Project)، نُشر يوم 19 يناير الفائت، فإن خطوة اقتحام مبنى الكونغرس جاءت بعد تحضير بعض المتطرفين لها في مجموعات خاصة على موقع فيسبوك، واستمرت لعدة أشهر قبل الحدث.
وعند سؤالها عن آلية تحديد المحتوى السياسي، قالت "فيسبوك" إنها ستسخدم تقنية الذكاء الاصطناعي وتحديدًا خوارزميات تعلم الآلة للبحث عن أبرز العلامات التي تميز المحتوى السياسي وتدريبها على التنبؤ بما إذا كانت المنشورات مرتبطة بالسياسة أم لا، وأن الاختبار سيشمل القصص ومنشورات العائلة والأصدقاء، مثيرةً بتصريحاتها هذه ألف سؤال وسؤال عن خصوصية بيانات المستخدمين وضمان حرية التعبير والرأي لهم في ما يعرف بأكبر منصة تواصل في العالم.
ومن الجدير بالذكر أن المعلومات المرتبطة بفايروس كورونا المستجد والصادرة عن الجهات الموثوقة العالمية والمحلية ستيم استثناؤها من إجراءات تقييم المحتوى السياسي، كما سيُستثنى المحتوى الصادر عن وكالات الحكومات الرسمية، وفقًا لما جاء في المدونة.
ولكن، نظرًا لحساسية الإجراء المتخذ، وللدور الكبير الذي تلعبه "فيسبوك" في صناعة الرأي العام وتحديد موقفه من العديد من القضايا، تبدو تصريحاتها إلى الآن مقتضبة ومثيرة للريبة برأيي، إنما لا نملك إلا ننتظر نتائج الاختبارات المبدئية وأن نتمنى أن لا يفضي هذا الإجراء إلى ما لا يحمد عقباه.
المصادر