` `

ما معطيات التقرير الأممي المنسوب لمنظمات دولية بشأن تعرض أسيرات من غزة للاغتصاب؟

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
16 مايو 2024
ما معطيات التقرير الأممي المنسوب لمنظمات دولية بشأن تعرض أسيرات من غزة للاغتصاب؟
كشفت تقارير دولية وجود انتهاكات إسرائيلية في غزة (Getty)

تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، منشورًا يدعي وجود تقرير أممي يواجه ضغوطًا غربية، شاركت في إعداده خمس منظمات دولية بالتعاون مع ثلاث منظمات إسرائيلية غير حكومية.

وزعم المنشور أنّ أبرز ما ورد في التقرير كان توثيقًا لـ112 حالة اغتصاب داخل سجون الاحتلال، تعرضت لها أسيرات من قطاع غزة، بالإضافة إلى حالات إعدام عشرات المعتقلين بإطلاق الرصاص المباشر على الرأس، ومن ثمة إلقاء الجثامين في مناطق مختلفة في شوارع غزة. 

كما وثّقت المنظمات، بحسب المنشور، حالات أخرى مثل القصف المتعمد لمنازل الفلسطينيين وإبادة العائلات واستخدام المرتزقة ونهب المنازل، خلال الحرب الجارية على غزة.

المنشور المتداول المنسوب لمنظمات دولية
المنشور المتداول المنسوب لمنظمات دولية

لم يرد محتوى المنشور المتداول في أيّ تقارير أممية

رغم ما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، من تدمير وقتل للأبرياء، منذ بدء الحرب في السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلاّ أنّ بحث "مسبار" عن التقرير الأممي المشار إليه في المنشور لم يقد إلى أي نتائج مطابقة.

ولم تعلن أيُّ مصادر رسمية صدور تقرير أممي، أُعدَّ الهيئة بالشراكة مع خمس منظمات دولية وثلاث منظمات إسرائيلية غير حكومية، عن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة. كما لم يصدر توثيق أممي لـ112 حالة اغتصاب لأسيرات فلسطينيات من قطاع غزة داخل سجون الاحتلال، ولا توثيق أممي لإعدام عشرات المعتقلين بإطلاق الرصاص المباشر على الرأس، بعكس ما ورد في المنشور المتداول.

منصات إخبارية نشرت التقرير دون الإشارة إلى مصدره

في التاسع من مارس/آذار الفائت، نشرت مضمون المنشور المتداول منصات إخبارية، مثل موقع وطن وحساب جريد القدس على موقع إكس، دون الإشارة إلى مصدره الأصلي، أو إلى المنظمات الدولية التي شاركت في إعداده, واكتفت المنصات بالقول إنّه أعدَّ "بشكل مشترك من 5 منظمات دولية، منظمات (حكومية دولية) بالتعاون مع 3 منظمات إسرائيلية غير حكومية"، كما ضمّنت انتهاكات لم ترد في المنشور المتداول حديثًا.

إدانات دولية للانتهاكات الإسرائيلية في غزة

في السادس من مايو/أيار الجاري، أصدر خبراء أُمميون بيانًا مشتركًا، أدانوا فيه ما وصفوه بالعنف المنهجي ضد الفلسطينيين في غزة، وخاصةً النساء والأطفال.

وجاء في البيان، الذي شارك في كتابته سبعة متخصصين في مجال حقوق الإنسان، أنّه تم اكتشاف 390 جثة في مقابر جماعية بالقرب من مستشفيي الشفاء وناصر.

وأضاف البيان "نشعر بالفزع من التفاصيل التي ظهرت من المقابر الجماعية التي تم اكتشافها مؤخرًا في قطاع غزة"، موضحًا أن العديد من الجثث تظهر عليها "آثار التعذيب والإعدام بإجراءات موجزة، وحالات محتملة لأشخاص دفنوا أحياء".

وكان 14 ألفًا و500 طفل و9 آلاف و500 امرأة من بين أزيد من 34 ألف فلسطينيًا قتلوا في الحرب على غزة، وفقًا لما ورد في البيان.

وأعقب صدور البيان نشر تقارير عن اعتداءات جنسية وعنف تعرّضت لهما المحتجزات لدى القوات الإسرائيلية، وجاء في نصه إن "معاملة النساء الحوامل والمرضعات لا تزال مروعة، في ظل القصف المباشر للمستشفيات والحرمان المتعمد من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية من قبل القناصة الإسرائيليين، إلى جانب نقص الأسرة والموارد الطبية مما يؤدي إلى وضع ما يقدر بنحو 50 ألف امرأة فلسطينية حامل و20 ألف امرأة فلسطينية أخرى في وضع مروع".

انتهاكات ضد النساء والفتيات الفلسطينيات في غزة

أشار خبراء الأمم المتحدة في بيان نُشر في فبراير/شباط الفائت، إلى تقارير كشفت تعرّض النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات لدى الجيش الإسرائيلي لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط ذكور.

وقال الخبراء إنّ ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب، وأنّ أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي. كما أشار بيانهم إلى أنّ الجيش الإسرائيلي التقط صورًا للمعتقلات في ظروف مهينة ونشرها على الإنترنت.

وقالت ريم السالم، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية عن العنف ضد النساء والفتيات، إنّ المدى الحقيقي للعنف الجنسي قد يكون أعلى بكثير.

وأضاف البيان مستندًا إلى أحد التقارير، أنّ نساءً وفتيات فلسطينيات تعرضن للإعدام التعسفي في غزة، غالبًا رفقة أفراد أسرهن، بما في ذلك أطفالهن. وجاء في نص البيان "لقد صدمنا من التقارير التي تتحدث عن الاستهداف المتعمد والقتل خارج نطاق القضاء للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجؤوا إليها، أو أثناء فرارهم. وقال الخبراء إنّ بعضهم كان يحمل قطع قماش بيضاء عندما قتلهم الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له. كما ذكر البيان العديد من الانتهاكات الأخرى، التي طاولت النساء في غزة.

انتهاكات ضد النساء والفتيات الفلسطينيات في غزة

مقابر جماعية في غزة

قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان يوم 23 إبريل الفائت، إنّ تقارير مثيرة للقلق ما زالت تظهر حول وجود مقابر جماعية في غزة، بعدما عُثر على ضحايا فلسطينيين عراة مقيدي الأيدي، مما جدّد المخاوف من وقوع جرائم حرب وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة.

وجاء ذلك في أعقاب انتشال مئات الجثث التي كانت "مدفونة عميقًا في الأرض ومغطاة بالنفايات" في ساحة مستشفى ناصر في خانيونس، وسط قطاع غزة، وفي مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة.

وقالت رافينا شمداساني، المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان "يُزعم أنّ من بين المتوفين كبار السن ونساء وجرحى، بينما تم العثور على آخرين مقيدين بأيديهم... مقيدين ومجردين من ملابسهم".

تقرير عن المقابر الجماعية في غزة

جنود الاحتلال ينهبون منازل المدنيين في غزة

ولم تتوقف جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة عند التدمير والقتل وتنفيذ الهجمات العشوائية باستخدام القوة المفرطة ضد مبانٍ مدنية ومدنيين، في انتهاك صارخٍ للقانون الإنساني الدولي، إذ انتهجت أيضًا أسلوب العقاب الجماعي ضد سكان المدنيين، عبر حرمانهم من حقوقهم واستخدام التجويع كسلاح حرب ضدهم. 

ووثقت منظمات حقوقية ارتكاب العديد من جنود الاحتلال أعمال نهب وسرقة للممتلكات الخاصة، وتدمير ممتلكات المدنيين. كما انتشرت مقاطع فيديو وثق بها جنود الاحتلال عمليات سلبهم لمقتنيات ومقدرات من منازل فلسطينيين شمالي قطاع غزة.

انتهاكات الاحتلال في غزة

مرتزقة يشاركون إسرائيل حربها على غزة

كشفت تقارير إخبارية صدرت خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، وجود مرتزقة أجانب من دول عدّة يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ انطلاق عملياته البرية في القطاع أواخر أكتوبر الفائت.

ونشرت وسائل إعلام تقارير وشهادات عن مشاركة مرتزقة من جنسيات مختلفة، كان أحدها تقريرًا لشبكة الإذاعة الفرنسية Europe1، كشف مشاركة 4185 مواطن فرنسي إسرائيلي مع جيش الاحتلال في الحرب على غزة. وأثار التقرير جدلًا واسًعا في فرنسا، إذ دعا النائب في البرلمان الفرنسي توماس بورتس، إلى محاكمة وإدانة مزدوجي الجنسية المتورطين في جرائم حرب، وحث وزير العدل على ضمان محاكمتهم على الأراضي الفرنسية.

ونشرت صحيفة إلموندو الإسبانية، في وقت سابق، مقابلة مع مرتزق إسباني يقاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي. وقالت الصحيفة، في مقالها الذي حذف لاحقًا، إنّ المرتزق قدم دليلًا على أنّ إسرائيل توظف مرتزقة في حربها على غزة مقابل أجر أسبوعي قدره 3900 يورو.

وتجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل استخدمت في حروبها السابقة مرتزقة، قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عددهم، عام 2014، بستة آلاف، ألفان منهم على الأقل من الولايات المتحدة.

مرتزقة أجانب يشاركون الاحتلال في الحرب على غزة

استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

يأتي تداول الادعاء في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة، منذ السابع أكتوبر الفائت، والتي أودت، إلى اليوم، بحياة أكثر من 35 ألف فلسطيني وأسفرت عن إصابة 80 ألفًا آخرين. كما تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها بحق الفلسطينيين وقصفها العنيف على منازل المدنيين وتدميرها الممنهج للبنى التحتية، وذلك رغم المطالبات الدولية والحقوقية بوقف الحرب.

اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات أميركية مضللة حول صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية بشأن فلسطين والحرب على غزة

مزاعم إسرائيلية مضللة عن وجود مسلحين وأعمال تخريب في مجمع للأونروا في غزة

الأكثر قراءة