بعد أزمة قناة السويس ومحاولة تعويم سفينة "إيفر غيفن" العالقة، ثم حادثة القطارين في محافظة سوهاج المصرية، شاعت ادعاءات حول لعنة الفراعنة وأنّ ما حدث في مصر هو نتيجة استعدادات لنقل "موكب المومياوات الملكية"، من المتحف المصري إلى متحف الحضارة في الفسطاط.
وأبرز هذه الادعاءات أنّه في عام 1922 وجدت كتابة على جدران مقبرة توت عنخ أمون فيها "سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك".
وأضافت الادعاءات أنّ كل من شارك في الاكتشاف أصيب باللعنة ومات بعدها، ومنذ ذلك اليوم شاع الحديث عن لعنة الفراعنة.
لعنة توت عنخ آمون
هي أشهر اللعنات في العالم المعروفة أيضًا باسم "لعنة الفرعون"، برزت منذ اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك بمصر، وانتشرت القصص بأن أولئك الذين “تجرأوا على انتهاك المثوى الأخير للملك واجهوا لعنة مروعة".
ففي أواخر عام 1922 اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرة الفرعون توت عنخ آمون، الذي توفي عام 1323 قبل الميلاد عن عمر يناهز 18 عامًا، في وادي الملوك عبر النيل من الأقصر في مصر. تم دفن الفراعنة هناك من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
انضم عالم المصريات اللورد كارنارفون ، إلى عالم الآثار وكان يمول المشروع، إلى أن تمكن كارتر وفريقه من دخول غرف الدفن، حيث وجدوا جثة الفرعون المحنطة ولوحات جدارية ونقوشًا ومعدات أخرى.
وفي أوائل عام 1923، افتتح كارتر وصديقه غرفة دفن توت عنخ آمون. وبعد شهرين، مات كارنارفون في القاهرة عن عمر يناهز 56 عامًا وانطفأت الأنوار في المدينة، مما أثار موجة من التكهنات.
وذكرت الصحف أنه كان ضحية "لعنة المومياء" أو "لعنة الفراعنة"، التي من المفترض أنها وعدت بموت أي شخص أزعج الملوك والملكات المدفونين في الوادي.
وقال آرثر كونان دويل، مبتكر شخصية شارلوك هولمز، للصحافة الأميركية إن الروح "الشريرة" التي خلقها القساوسة لحماية المومياء قد تسببت في وفاة كارنارفون.
فماهي الحقيقة؟
وفقًا للمجلة الطبية البريطانية، التي أجرت دراسة في عام 2002 حول معدلات البقاء على قيد الحياة لـ 44 غربيًا حددهم كارتر على أنهم كانوا في مصر عند فحص المقبرة. (قيل إن اللعنة لا تؤثر على المصريين الأصليين)، وقارنت متوسط عمر الوفاة لـ 25 من هؤلاء الأشخاص الذين حضروا عند فتح أو فحص القبر مع من لم يكونوا هناك. ولم تجد ارتباطًا وثيقًا بين التعرض المحتمل للعنة المومياء والبقاء على قيد الحياة، فضلاً عن عدم وجود أية علامة تشير إلى أن أولئك الذين حضروا ميدانيًّا، كانوا أكثر عرضة للوفاة في غضون 10 سنوات.
من جانبه كشف المحقق جيمس راندي في كتابه "موسوعة الادعاءات والاحتيالات وخداع الغيبيات والخوارق" أن "متوسط مدة حياة أولئك الذين قيل إنهم تعرضوا للعنة كان أكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، رغم أنه كان من المفترض أن تصبح هذه اللعنة سارية المفعول مباشرة. وبين أن ابنة كارنارفون، التي كان معه في القاهرة، توفيت في عام 1980، بعد سبعة وخمسين عامًا كاملة.
أما هوارد كارتر الذي لم يكتف باكتشاف القبر وفتحه فعليًا، بل قام أيضًا بإزالة مومياء توت عنخ آمون من التابوت عاش حتى عام 1939، بعد ستة عشر عامًا من ذلك الحدث".
ولم يقتصر الأمر على أن كارتر عاش حتى عمر 64 عامًا، وتوفي بعد معاناته مع مرض السرطان، فإن ريتشارد أدامسون، أحد أعضاء فريق كارتر الذي كان يحرس حجرة الدفن على مدار الساعة لمدة سبع سنوات وكان أقرب الأوروبيين إلى رفات توت عنخ آمون، عاش 60 عامًا أخرى حتى وفاته في عام 1982.
يضيف راندي ، "ماتت هذه المجموعة بمتوسط عمر ثلاثة وسبعين عامًا زائدًا، متغلبين على الطبقة الاجتماعية في تلك الفترة بحوالي عام. وقال "لعنة الفرعون على ما يبدو لعنة نافعة".
ويرجح الكاتب أنّ اكتشاف قبر توت وافتتاحه في عام 1922، كان حدثًا أثريًا كبيرًا. وأنّ كارتر استغل فكرة القبر الملعون لإبعاد المتسللين عن اكتشافه التاريخي. ولم يكن الوحيد الذي قام بذلك، وفق الكاتب، إذ إن كل قبر افتتح ارتبطت به لعنة لغايات مختلفة منها إبعاد السارقين وإخافتهم.
يقول بعض المنظرين الذين يسعون للحصول على تفسير علمي أن موت كارنارفون قد يكون مرتبطًا بسموم داخل قبر توت. في حين ثبت أن بعض المومياوات القديمة تحمل أنواعًا خطيرة من العفن، وقد تكون جدران المقابر مغطاة ببكتيريا معروفة بمهاجمة الجهاز التنفسي.
لكن يرفض خبراء هذه الفرضية، ويجادلون بأن كارنارفون كان يعاني من مرض مزمن قبل أن تطأ قدمه قبر توت. إلى جانب ذلك، فهو لم يمت، وفق رأيهم، إلا بعد شهور من تعرضه الأول، والسموم كانت ستلحق به قبل ذلك بكثير.
يُذكر أنّ العديد من الأفلام استلهمت قصة "لعنة الفراعنة"، كما أنتج فيلم وثائقي حولها بعنوان the curse of king tut's tomb.
يذكر أنّ هيئة السكك الحديدية المصرية، قالت إن اصطدام القطارين، يوم 26 مارس/آذار الجاري، كان نتيجة استخدام مجهولين كوابح الطوارئ بالقرب من مدينة سوهاج، مضيفة أن هذا الاستخدام أدى إلى توقف أحد القطارين، واصطدام الآخر به من الخلف، لافتة إلى أنها تجري المزيد من التحقيقات بشأن الحادث.
فيما جنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن"، البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، يوم 23 مارس الجاري، خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس.
وقالت هيئة قناة السويس في أول بيان لها، إن جنوح السفينة "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرًا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
المصادر
An Encyclopedia of Claims, Frauds, and Hoaxes of the Occult and Supernatural