لا يقتصر الهدف من تصميم ألعاب الفيديو على الربح التجاري الناتج عن الإعلانات والاشتراكات الشهرية، والترقيات التي يدفع اللاعبون نقودًا للحصول عليها، إذ يُنبه علماء النّفس إلى إمكانية استخدام خوارزميات تصميم الألعاب الإلكترونية في بناء مجموعة ألعاب تنعكس آثارها إيجابيًا على المستخدمين، وطوروا ألعابًا تُحارب الأخبار الكاذبة وطرق انتشارها.
بات انتشار الأخبار الكاذبة خطرًا يُهدد المجتمعات الحالية بعد عجز منصات التواصل الاجتماعي عن ضبط الأخبار الكاذبة والمضللة. وعلى الرغم من تعقيدات تصحيح الأخبار الكاذبة ووجود العديد من منصّات التحقق، إلا أنّ الرقابة لا تزال غائبة عن المحتوى المضلل في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولتسليط الضوء على هذه المشكلة، صمّم علماء لعبة إلكترونية أطلقوا عليها اسم Bad News، تعتمد في مبدئها على وجود لاعبين يقومون بدور منتجي أخبار كاذبة، يبدون مهاراتهم في استخدام أدوات صنع الأخبار الكاذبة، كالشائعة ونشر نظرية المؤامرة والقرصنة (في اللعبة قرصنة بيانات اللاعبين الآخرين وأرصدتهم). يختلق اللاعب من الفريق الأول الأخبار الكاذبة وينشرها بين اللاعبين الآخرين بالاعتماد على الأساليب المستخدمة نفسها للترويج للفبركات على مواقع التواصل؛ مرفقةً أو مؤثرات بصرية أخرى، بينما ترسل اللعبة للمستخدمين الآخرين تنبيهات أن هذه الأخبار كاذبة، فتأتي مهمتهم في تطوير استراتيجيات دفاع ضدها.
وبالتالي فإنها تساهم في تعزيز التوعية الإعلامية لدى جمهور اللاعبين وذويهم على أقل تقدير، بما تشكله الأخبار الزائفة من خطر على المجال الرقمي وعمل مستخدميه.
يعمل اللاعبون في الفريق الأول على جذب أكبر عدد ممكن من المتابعين، ويجب عليه أن يطوّر صدقيّته كلما ترقّى في مستوى اللعبة. ويتطور مستوى اللاعب من مجرد مستخدم مجهول إلى مستخدم يحمل هوية بصريّة خاصة به، ليكون قادرًا على صناعة أخبار ساخرة ومضلّلة ومجتزأة.
يخضع اللاعب لعقوبة تتمثل في خصم نقاط أو متابعين، في حال تبنّى أيًّا من أخلاقيات المهنة بما يمنعه من نشر الخبر الكاذب.
ما يرمي إليه مصمّمو هذه اللعبة بالاشتراك مع علماء نفس مسؤولين عن دراسة سيكولوجيا نشر الأخبار الكاذبة من وراء هذه اللعبة، ليس تدريب المستخدمين على نشر الخبر الكاذب، بل توعية المستخدمين ككلّ بخطر الأخبار الكاذبة. إذ تُرسل هذه اللعبة رسائل يُشبه أثرها ضد التزييف، أثر اللقاح ضد فايروس، وتشكل حائط صدّ يمنع المستخدمين من الوقوع في فخ الاقتناع بصحة الأخبار الكاذبة خارج نطاق اللعبة أيضًا.
تُساعد لعبة Bad News المستخدمين على التعرّف على أوجه البروبغندا والتضليل الإعلامي من جهة، وتعُرّفهم على مسارات إيجاد حلول لمواجهة الأخبار الكاذبة، من خلال ضرب تقييم مصدر الخبر وتصنيفه على أنه عديم صدقيّة، والإبلاغ عنه باعتباره محتوى مضللًا وكاذبًا أو مخادعًا.
المصادر
The Latest Weapon Against Fake News? Video Game. retrieved from https://cutt.us/endDS , on 9/5/2021.
Roozenbeek J, van der Linden S (2018) The fake news game: actively inoculating against the risk of misinformation. J Risk Res 22(5):570–580. https://doi.org/ 10.1080/13669877.2018.1443491
Bad News Game. Official Page . https://www.getbadnews.com/#intro
What Makes a Video Game? Four Key elements. Retrieved from: https://cutt.us/HTOEp on 9/5/2021
