خلال شهر أغسطس/آب 2024، نشر "مسبار" 173 مادة تحقق، فنّدت ادعاءات تداولتها وسائل إعلام أو روّجها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي. كما نشر مسبار في إطار سعيه لمكافحة التضليل في الفضاء الرقمي 45 مقالًا، استعرض بعضها أبعاد وسياقات الادعاءات المنتشرة وأوجه التضليل فيها. كما فند بعض الروايات الإسرائيلية المضللة خلال الحرب الجارية على غزة. فيما رصدت تحقيقات أخرى أبرز الادعاءات التي انتشرت حول قضايا حظيت باهتمام واسع.
عدد مواد التحقق حسب التصنيف
تندرج معظم الادعاءات التي فنّدها مسبار خلال شهر أغسطس 2024 تحت تصنيف مضلل، بـ154 ادعاءً، وجاء تصنيف زائف في المرتبة الثانية بـ17 ادعاءً، يليه تصنيف ساخر بمادتين.
عدد مواد التحقّق حسب نوع الادعاء
نُشرت غالبية الادعاءات التي رصدها مسبار خلال شهر أغسطس في شكل أخبار، وتمحور غالبيتها حول الأحداث الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وبلغ عدد الادعاءات التي انتشرت في شكل أخبار 132 ادعاءً. في المقابل ركّز 18 ادّعاء على مواضيع سياسية، وجاءت المواضيع الرياضية في المرتبة الثالثة بـ13 ادعاء، فيما توزعت الادعاءات المتبقية على تصنيفات الدين والروحانيات والصحة والترفيه والعلوم.
عدد مواد التحقق حسب الدولة
شملت مواد التحقق العديد من دول المنطقة العربية، بأعداد متفاوتة وفق الأحداث التي حصلت فيها، وكانت فلسطين ولبنان في الصدارة بـ17 مادة تحقق لكل منهما، بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمواجهات في الجنوب اللبناني وشمالي إسرائيل بين حزب الله وجيش الاحتلال.
ثم جاءت إيران في المرتبة الثالثة بـ16 مادة تحقق جاء أغلبها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران يوم 31 يوليو/تموز الفائت. تليها اليمن في المركز الرابع بـ15 مادة تمحورت أغلبها حول الصراع في البحر الأحمر واستهداف جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية أو التابعة لإسرائيل. ثم جاءت مصر ب12 مادة تحقق حول عدد من القضايا المحلية، والسودان بـ11 مادة تعلقت أغلبها بالحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونشر مسبار 8 مواد تحقق عن السعودية جاء أغلبها بعد عرض فيلم حياة الماعز الذي أثار الجدل على موقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا. بينما توزعت بقية المواد على عدد من الدول كما هو موضح في الشكل.
حسابات تدعي انتمائها لعائلة هنية والرد الإيراني المنتظر على اغتياله
في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، بعد حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. شهد موقع التواصل الاجتماعي إكس، نشاطًا ملحوظًا لعدد من الحسابات التي ادّعت أنها تعود لبنات إسماعيل هنية. وراجع "مسبار" هذه الحسابات وحلل نشاطهم على موقع إكس، وتبين أنها حسابات وهمية ولا يوجد أي رابط بينها وبين إسماعيل هنية.
وحازت قضية الرد الإيراني المنتظر على اغتيال هنية على مساحة واسعة من النقاش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى إثرها انتشرت ادّعاءات مضللة وزائفة تحدثت عن الاستعداد الإيراني وتصريحات غير صحيحة نُسبت لبعض المسؤولين وتحقق منها "مسبار".
الاحتلال ينشر معلومات مضللة عن الصحفي إسماعيل الغول
بعد اغتيال الصحفي الفلسطيني إسماعيل الغول، الذي كان يغطي تداعيات الحرب الجارية على قطاع غزة، نشر الجيش الإسرائيلي بيانًا ادعى فيه أن الغول، الذي راح ضحية غارة إسرائيلية في 31 يوليو/تمّوز الفائت، قد “شارك في عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولعب دورًا فعالًا في توثيق ونشر مقاطع لعمليات المقاومة في غزة”. واعترف جيش الاحتلال باغتياله للصحفي الغول، مدّعيًا أنه ناشط في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأحد عناصر قوات النخبة. وفند "مسبار" مزاعم الجيش الإسرائيلي ووجد أنها تحتوي على العديد من المعلومات المضللة.
الاحتلال ينشر معلومات مضللة حول ضحايا مجزرة مدرسة التابعين
بعد قصفه مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزّة، فجر يوم السبت 10 أغسطس/آب الجاري، والتي راح ضحيته أكثر من 100 شخص وأُصيب العشرات بجروح مختلفة، في المدرسة التي لجأ إليه نازحون بسبب العمليات العسكرية المستمرّة في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن القصف ثم أصدر قائمة بأسماء 19 شخصًا ادّعى أنهم من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي، وقد “قُتلوا في القصف” الذي استهدف المدرسة. تحقق مسبار من الأسماء المدرجة في القائمة، ووجد أنها تشمل ضحايا قُتلوا قبل هذا الهجوم، وأشخاصًا لا صلة لهم بحركة حماس أو الجهاد الإسلامي.
هجوم حزب الله على إسرائيل
شن حزب الله اللبناني هجومًا واسعًا بمئات الصواريخ على إسرائيل يوم 25 أغسطس الفائت، قال إنه جاء في إطار الرد الأولي على مقتل القائد فؤاد شكر. وأضاف الحزب أن عمليته الجديدة بدأت "بهجوم جوي بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقًا".
في هذا الصدد، انتشرت مشاهد مضللة، زعم ناشروها أنها من هجوم حزب الله على إسرائيل منها مقطع فيديو قديم ادعت الحسابات أنه لاحتراق مستوطنة كريات شمونة بعد الهجوم، وصورة انتشرت على أنها لهروب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش إلى الملاجئ بعد هجوم حزب الله.
فيلم حياة الماعز
عرضت شبكة نتفيليكس الفيلم الهندي "حياة الماعز"، الذي يتناول وضع العمالة الأجنبية ونظام الكفالة في السعودية. وقد أثار الفيلم موجة من الغضب في المملكة، واعتُبر مسيئًا لها ويعمل على تشويه صورتها.
ويروي الفيلم قصة عامل هندي يُدعى "نجيب" قد انتقل في بداية التسعينيات إلى السعودية بحثًا عن فرصة عمل، لتتشابك الأحداث بعد أن وقع تحت رحمة رجل زعم أنه كفيله ثم اقتاده إلى الصحراء ليرعى الأغنام في ظروف قاسية على مدى ثلاث سنوات.
إثر الجدل الذي سببه الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي بين رافضين ومؤيدين لعرضه، انتشرت ادعاءات مضللة وزائفة، عمل مسبار على التحقق منها وتفنيدها. مثل خبر زائف عن شراء تركي آل الشيخ لمنصة نتفليكس وحذف فيلم حياة الماعز، وصورة قديمة لسعودي يتناول الطعام مع وافد قالوا إنها بعد عرض الفيلم، وادعاءات أخرى.
خطاب الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
تناول مسبار في مقال حول الأخبار المضللة التي ارتبطت بصعود خطاب الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا، بعد أن وقعت حادثة الطعن الجماعي ضمن حفل للأطفال في مدينة ساوثبورت في ميرسيسايد. عقب هذه الحادثة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة إكس، معلومات مضللة حول هوية المهاجم وانتمائه. وقد كشفت الشرطة أنّ منفذ يدعى أكسل روداكوبانا، يبلغ من العمر 17 عامًا وهو من مواليد كارديف في ويلز البريطانية، لأبوين من رواند.
لكن منذ لحظة إعلان الأخبار عن الحادث حتى عصر اليوم التالي، بدأت تتزايد أعمال الشغب والعنف في شوارع بريطانيا، خصوصًا بعد انتشار روايات تدّعي أن "القاتل هو قاصر أجنبي مسلم"، وصبغت تلك الروايات بخطاب معاد للمسلمين والمهاجرين تصاعد على شكل أحداث عنف وتدمير للممتلكات. وقدم مسبار في المقال قراءة في تسلسل صعود خطاب الكراهية ضد الأجانب والمسلمين بعد تلك الحادثة، نتيجة انتشار الأخبار المضللة في بريطانيا.
كانت هذه أبرز الأخبار والمعلومات المضللة التي انتشرت في أغسطس الفائت، ومن المتوقع أن تستمر أشكال مختلفة من التضليل مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والأحداث في المنطقة العربية والعالم، لذا لا تترددوا بالتواصل معنا حال مصادفتكم أي ادعاء تشكون في صحته.
اقرأ/ي أيضًا