في الرابع من أغسطس/آب الجاري، أعلن الجيش اللبناني ضبط كميات من الأسلحة والذخائر، قال إنّها كانت بحوزة شباب متوجهين للمشاركة في إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأة بيروت. ونشر عن ذلك الموقع الرسمي لقيادة الجيش اللبناني، والحسابان الرسميان على موقعي فيسبوك وتويتر، مع صور لتلك الأسلحة والذخائر.
لكنّ حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي شككت في إعلان الجيش، وتداولت صورة قالت إنّها لنفس المنشور منذ عام 2014، ما يعني، وفقًا لروايتها، أنّ الجيش اللبناني “اخترع خبرًا لا أساس له من الصحة”.
أٌرفقت مع إعلان الجيش اللبناني المنشور على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، سبع صورٍ مختلفة عن بعضها البعض لأسلحة وذخائر. ويكشف سجل التعديلات على هذا المنشور أنّ أول نشر له كان بتاريخ الرابع من أغسطس الجاري.
لكن أيضًا يُظهر سجل التعديلات أنّ تعديلًا على المنشور نفسه قد وقع، كما يبين الشكل التالي. وقد قالت مواقع إخبارية لبنانية إنّ صفحة الجيش اللبناني أجرت تعديلات على صورة بعينها، ظهر فيها شعار حركة أمل على جعبة حربية، وهي نفس الصورة التي يُظهر سجل التعديلات حدوث تعديل عليها.
بالعودة إلى الادعاء الذي تم تداوله على نطاق واسع، الخاص بأنّ هذه الصور سبق للجيش اللبناني نشرها في 2014 على أنهّا أيضًا لمضبوطات. بالبحث والتحقق، تبينت بعض الملاحظات حول هذا الادعاء، مثل:
لا تحتوي صورة الادعاء المتداولة أي كتابة، فقط مجموعة من الصور بطريقة عرض فيسبوك التقليدية، وهذا أمرٌ يثير الشكوك بأن تنشر صفحة الجيش هذه الصور دون كتابة توضح ما هي وما سياقها.
أيضًا نجد أنّ صورة الادعاء تُظهر رقمًا كبيرًا على أنه عدد الصور التي يتضمنها المنشور، وهو 7138. يعني هذا أنّ المنشور يتضمن 7138 صورة بالإضافة إلى الصور الثلاثة الظاهرة، أي بمجموع 7141.
لكن بالتحقق من عدد كل الصور في صفحة الجيش اللبناني، يتبين أنها 7155 صورة حتى وقت إعداد هذه المدونة، بفارق 14 صورة عمّا يزعمه الادعاء. ولا نجد من الصحيح القول إنّ صفحة الجيش اللبناني لم تنشر من 2014 سوى 14 صورة، لأنّ تواريخ الصور على الصفحة موزعة على مدار السنوات اللاحقة لعام 2014.
إضافةً إلى ذلك، يتبين بمقارنة التاريخ الظاهر في الادعاء أنّه 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، في حين أنّ تاريخ إنشاء الصفحة هو 18 نوفمبر 2014. بهذه الطريقة، وإذا اعتمدنا رواية الادعاء، فالصفحة، وبعد خمسة أيام من إنشائها، نشرت 7141 صورة، ثم توقفت عن نشر الصور عن أغسطس 2021!
أيضًا، بالبحث عن الصور الواردة في الادعاء وفي منشور صفحة الجيش اللبناني، لم نجد لها أثرًا قديمًا.
وكانت قيادة الجيش اللبناني، قالت في بيان، إنّ وحداتها اتخذت تدابير احترازية لمواكبة إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، "فأقامت حواجز ثابتة ودوريات بهدف الحيلولة دون قيام أعمال شغب أو صدامات. وفي هذا الاطار، أوقفت ستّة مواطنين عند حاجز الأولي في صيدا، بحوزتهم أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية".
وحلّت في الرابع من أغسطس الجاري، الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، الذي أدى لمقتل أكثر من 190 شخصًا، وإصابة نحو ستة آلاف آخرين وتشريد 300 ألف، وذلك بعد انفجار كمية كبيرة من نترات الأمونيوم. وعُدّ الانفجار أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم.
المصادر:
صفحة الجيش اللبناني على "فيسبوك"
حساب الجيش اللبناني على “تويتر”
اقرأ/ي أيضًا:
