نشرت وكالة الأنباء الجزائرية بتاريخ، 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تقريرًا اتهمت فيه وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) بـ"مواصلة حملتها الموجهة ضد الجزائر".
وذكر التقرير أنّ وكالة فرانس برس بثت روبورتاج بمحتوى يحمل "مغالطات كبيرة وزيفًا إعلاميًّا واضحًا"، مضيفًا أنها سجلت بذلك "انزلاقًا خطيرًا آخرًا يضاف إلى سجلها الحافل بالأخبار الكاذبة الموجهة حصريًا ضد الجزائر"، وفق المصدر ذاته.
وأوضح التقرير الجزائري، أنّ وكالة الأنباء الفرنسية "نصبت نفسها في الفترة الأخيرة جهاز بروباغاندا مسخر بامتياز لخوض حرب إعلامية بالوكالة لفائدة جهات تكن العداء للجزائر، بسبب ثباتها على مواقفها التاريخية إزاء القضايا الدولية العادلة، ونجاحها كفاعل إقليمي واستراتيجي في إحلال السلم والأمن والتوافق الدولي".
يأتي تقرير وكالة الأنباء الجزائرية على خلفية نشر فرانس برس لريبورتاج، حول هجرة الجزائريين غير النظامية نحو إسبانيا، بعنوان "من الجزائر إلى إسبانيا: الحراقة مستعدون للموت في البحر على البقاء في بلادهم".
اعتمدت الوكالة الفرنسية على شهادات لمهاجرين جزائريين غير شرعيين وصلوا إلى شاطئ في ألميريا، جنوب شرق إسبانيا، معززة ببيانات وأرقام رسمية من منظمة الهجرة الدولية حول ضحايا هذه الهجرة من الجزائريين، منها وثيقة داخلية للسلطات الإسبانية راجعتها الوكالة، فيها أن 9664 جزائريًّا دخلوا إسبانيا بشكل غير قانوني منذ بداية العام، بزيادة 20 في المئة عن العام الفائت.
ووفق فرنس برس بالاعتماد على وكالة فرونتكس الأوروبية، فإنّ أول جنسية تدخل إسبانيا بشكل غير قانوني، والثالثة في أوروبا، هي الجزائرية.
كما أشار الريبورتاج إلى ظاهرة "الحراقة العائلية" وهجرة "النساء والأطفال والحوامل والمعاقين" التي "تحيل إلى درجة اليأس في الجزائر، حسب تحليل سعيد الصالحي، نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان".
وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، ردت على الريبورتاج بالقول إنّ فرانس برس "تحاول تحويل الأنظار عن الإخفاقات المتسلسلة التي تسجلها سياسة بلدها في ظل سياق انتخابي غير محمود العواقب، وكيف أنها تتخبط باختلاق مادة إخبارية كاذبة، سعيًا منها لضرب صورة الجزائر، خدمة لأجندات معروفة "معادية".
وأضافت "تتوالى السقطات الإعلامية لهذه الوكالة، المرة تلوى الأخرى، عن طريق برقيات تستهدف الجزائر بمختلف مقوماتها، والتي يتم معالجتها بالشكل الذي يسيء بشكل فظيع لمكانتها وصورتها وتاريخها كوسيلة إعلامية في المحفل الإعلامي الدولي، متخلية بذلك مرة الأخرى عن شرفها المهني والتزامها إزاء أخلاقيات الصحافة بمظهر محرج للغاية".
وذكرت أنّ محتوى "الريبورتاج المجند ضد الجزائر والذي تختلق من خلاله وكالة الأنباء الفرنسية بإيعاز سيناريوهات تشبه روايات الفن السابع حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بالاعتماد على معطيات بعيدة كل البعد عن الواقع، يُظهر مدى اختزال دور هذه الوكالة وتحولها الى مجرد آلة في يد كيانات معادية للجزائر".
وتساءلت "كيف لوكالة إعلامية كهذه أن تهوي الى هذا المنحدر إزاء مواثيق وأخلاقيات المهنة؟، بينما تتجلى كل الحقائق وبوضوح تام المسؤولية الكاملة للبلد الذي ينتمي إليه هذا المنبر الإعلامي العمومي في الكثير من المآسي التي تشهدها دول افريقية ومتاجرته بظاهرة الهجرة لتمرير مخططات انتخابية ظرفية".
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أنّ هذه "الخرجة الإعلامية تندرج أيضًا في سياق سلسلة من الأعمال العدائية والبعيدة عن المتعارف عليه في المهنة، لا سيما وأن وكالة الأنباء الفرنسية قد سبق لها مؤخرًا وأن أبدت تعاطفًا مع منظمة مصنفة في خانة التنظيمات الإرهابية والتي يتزعمها عنصر يقيم في فرنسا ومطلوب من قبل العدالة الجزائرية التي لم تتوان في القيام بالإجراءات الضرورية لتسلمه وفق المواثيق والاتفاقات الدولية المتعامل بها في هذا المجال". في إشارة إلى فرحات مهني زعيم الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل، التي تعرف بحركة الماك، وتنفها الجزائر حركة إرهابية.
ويأتي الجدل حول ملف الهجرة غير النظامية للجزائريين على خلفية ارتفاع في أعداد المهاجرين الجزائريين الذين يعبرون إلى سواحل إسبانيا في الأشهر الأخيرة.
وقالت وسائل إعلام إسبانية، ومنظمات تعنى بالهجرة، إنّ الجزائريين يمثلون النسبة الأكبر من العدد الإجمالي للمهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إسبانيا (شبه جزيرة أيبيريا) وجزر البليار في النصف الأول من عام 2021.
المصادر
