نشرت حسابات إسرائيلية على موقع إكس، حديثًا، مقطع فيديو ادّعت أنه للحظة إطلاق عناصر من حماس النار بشكل مباشر على النازحين أثناء انتقالهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، عبر الممر الآمن الذي حددته قوات الاحتلال.
بالعودة إلى الفيديو وجد “مسبار” أنّه مجتزأ من سياقه الأصلي، ولا يوثق لحظة إطلاق عناصر من حماس النار بشكل مباشر على النازحين خلال انتقالهم من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه، عبر "الممر الآمن" الذي حددته قوات الاحتلال.
وتبين أنّ المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، هو من شارك المشهد في حسابه على موقع إكس بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشيرًا إلى أنه يوثق لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على النازحين عبر الممر الآمن في شارع صلاح الدين، الذي دعت إسرائيل المواطنين في شمالي قطاع غزة إلى الانتقال من خلاله إلى جنوبي القطاع.
وهو ما أكده في مقطع فيديو آخر، إذ أوضح الصحفي عزايزة، أنّ أفرادًا من جيش الاحتلال كانوا خلفهم وأطلقوا النار في الهواء لإخافة النازحين ودفعهم كي يغادروا بشكل أسرع.
كما علق عزايزة على عدد من الحسابات التي أعادت نشر الفيديو بقوله إنه هو من وثّق ما حصل، مضيفًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، كانت تطلق النار لإخافة الناس ودفعهم للفرار بشكل أسرع. وهو ما دفع بعض الناشرين إلى حذف الفيديو من حساباتهم.
استمرار التهجير القسري لسكان شمالي غزة
يأتي نشر مقطع الفيديو مع استمرار موجات النزوح جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم السابع والأربعين على التوالي، إذ بلغ عدد النازحين ما يقرب من 1.7 مليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الفائت، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
واعتبرت منظمة العفو الدولية أنّ ما تقوم إسرائيل تهجير قسري لسكان غزة ويصنّف ضمن جرائم الحرب.
ويعيش ما يقرب من 930 ألف نازح داخليًا في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات قطاع غزة الخَمس، بما في ذلك الشمال، اعتبارًا من 19 نوفمبر، ويعيش ما يقرب من 770 ألف نازح داخليًا في 99 منشأة في المناطق الوسطى وخانيونس ورفح.
وكان ما يقرب من 160 ألف نازح يعيشون في 57 مدرسة تابعة للأونروا في المناطق الشمالية وقطاع غزة حتى 12 أكتوبر 2023، قبل إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر الإخلاء، ما حدّ من قدرة وصول الأونروا إلى هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين.
وأمر الجيش الإسرائيلي يوم الثالث عشر من أكتوبر الفائت، كافة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حماية أنفسهم، وأكد أنه لن يُسمح بالعودة إلى مدينة غزة، إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك.
ويغادر النازحون مجبرين من شمالي غزة عبر طريق صلاح الدين، الذي يربط الشمال بالجنوب، سيرًا على الأقدام، بعضهم يحمل بعض الممتلكات، لكن غالبيتهم لا يحمل سوى أطفاله وما يلزم من ملابس، ولجأ البعض إلى استخدام عربات تجرها الدواب بسبب النقص الحاد في الوقود، بفعل الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع.
وتلقى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، شهادات لنازحين فلسطينيين تفيد بتحويل إسرائيل ممر النزوح المعلن عنه منذ أيام في غزة إلى مصيدة قتل واعتقال، فضلًا عن عمليات تنكيل ممنهجة وواسعة النطاق والأشكال.
كما استخدام الجيش الإسرائيلي مسنًّا فلسطينيًّا في دعايته حول "الممر الآمن" للنزوح إلى منطقة جنوب وادي غزة، قبل أن يُعدمه.
قوات الاحتلال تقصف مخيمات النازحين
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت صباح اليوم 21 نوفمبر، مدرسة تأوي نازحين في مدرسة حفصة في منطقة الفالوجا غرب جباليا شمالي قطاع غزة، ما أودى بحياة وإصابة العشرات من النازحين، بينهم أطفال ونساء.
وأضافت أنّ 12 مواطنًا على الأقل سقطوا، وأصيب عشرات آخرون، ظهر الاثنين، في قصف شنته مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا في منطقة بلوك 12 بمخيم البريج وسط القطاع.
اقرأ/ي أيضًا
كيف رسمت منظمة ضغط إسرائيلية السياسة التحريرية لعشرات وسائل الإعلام الغربية؟
مسبار يكشف زيف ادعاء الاحتلال بأن السفينة المحتجزة لدى الحوثيين ليست إسرائيلية