تصدّرت التطورات التي شهدتها تونس خلال الأشهر الماضية، المشهد على الساحة العربية والعالمية، إلى جانب التونسية، عقب إصدار الرئيس التونسي قيس سعيّد مساء 25 يوليو/تموز 2021، عددًا من القرارات التي أعقبها جدل واسع وانتشار كبير للادّعاءات الزائفة والمضلّلة.
شملت هذه القرارات، إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه، وتجميد عمل واختصاصات البرلمان 30 يومًا، ورفع الحصانة البرلمانية عن كلّ أعضاء مجلس النواب، إضافة إلى تولّي الرئيس السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعيّنه بنفسه.
بدوره واصل فريق مسبار جهوده في تتبّع تلك الادّعاءات وتفنيدها، وهذا عرضٌ لأبرز الأخبار المضلّلة التي انتشرت عقب قرارات سعيّد:
بعد صدور القرارات، انتشرت على نطاق واسع صورة جرى تداولها لراشد الغنوشي مع ادّعاء بأنها للحظة خروجه من مجلس النوّاب مُجرّدًا من ملابسه، ليتحقّق منها "مسبار" ويجد أنّها مفبركة. وكذلك الخبر الزائف عن وضع الغنوشي تحت الإقامة الجبرية، وخبر تعيين لطفي العماري مديرًا عامًّا للإذاعة والتلفزة التونسية، وهو ما نفاه العماري.
كما تداولت حسابات على موقع فيسبوك، تصريحًا منسوبًا للسفير الفرنسي السابق في تونس أوليفيي بوافر دارفور، قالت إنّه من معرض ردّه على سؤال طرحه عليه صحفيّ في قناة LCI الفرنسيّة قال فيه "لن يصل إلى الحكم من يهدّد مصالح فرنسا الحيويّة في تونس"، لكنّ الادّعاء زائف ومفبرك كما كشف تحقّق "مسبار".
وانتشر تصريح منسوب إلى المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل، قالت فيه "غريب أمر نوّاب تونس، 10 سنوات لم يسمعوا صوت تونسي واحد، واليوم أصبحوا يدقّون أبواب السفارات ويساومون سيادتهم من أجل الرجوع إلى الحكم وبأي ثمن حتى وإن باعوا بلادهم"، تحقّق منه "مسبار" ووجد أنه زائف ولا أساس له من الصحة.
كما انتشر خبر مفاده صدور أمر في الرائد الرسمي التونسي، استُبدل بمقتضاه تاريخ عيد الثورة من 14 يناير/كانون الثاني إلى يوم 17 ديسمبر/كانون الأول. تحقّق "مسبار" من الخبر ووجد أنه لم يصدر في الرائد الرسمي التونسي أيّ أمرٍ يتعلّق بتغيير تاريخ عيد الثورة.
ولم يُهدِّد راشد الغنوشي أوروبا في مقابلته مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية بعودة العنف والإرهاب إلى تونس إذا لم يتراجع الرئيس التونسي قيس سعيّد عن قراراته. كما لم تنشر ذا نيويورك تايمز تصريحات لبايدن يمدح فيها سعيّد.
وانتشر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للقاء الرئيس التونسي قيس سعيّد بوفد إماراتي يترأسه المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في قصر قرطاج في تونس، يُظهر سعيّد وهو يتحدّث عن التطبيع بوصفه خيانة عظمى. ونُشر مقطع الفيديو تحت عنوان "سعيّد يلقّن الوفد الإماراتي درسًا قاسيًا عن التطبيع والخيانة"، إلّا أنّ "مسبار" كشف أنّ الفيديو مفبرك وتم تركيب الصوت عليه.
كما تأكّد "مسبار" من أنّ "ذا واشنطن بوست" لم تنشر تصريحًا لبايدن يقول فيه إنّه "لم يرَ رئيسًا عربيًّا مثل قيس سعيّد، وأنه رغم الإغراءات والمليارات لكنّه اختار الشعب". كما لم تؤكّد ذا إندبندنت تعرّض رئيس الوزراء التونسي المُقال هشام المشيشي للاعتداء بالضرب في القصر الرئاسي لحمله على التنحّي من منصبه.
ولم يُنظّم المحامون التونسيون وقفة احتجاجية ضد قرارات سعيّد. ولم يُصدر سعيّد قرارًا بإحالة مفتي تونس إلى القضاء بسبب قضايا فساد. ولم يُصدر قرارًا بعدم تمويل المسلسلات لأنّ وزارة الصحة أولى بها. لم يدعُ القيادي السابق في حركة النهضة رضوان المصمودي الجيش الأميركي للتدخّل في تونس.
وانتشر ادّعاءٌ زائفٌ يقول بأنّ الغنوشي فوّض صلاحياته البرلمانية إلى النائبة الأولى سميرة الشواشي، وبالتحقّق تبين أنّ المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي نفى الخبر عبر منشور له على موقع فيسبوك، وأكّد أنّ الغنوشي لم يفوّض صلاحياته الدستورية لأي شخص.
كما تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي ادّعاء مضللًا مفاده أنّ الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي صرّح بالقول "يجب عزل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وتولّي راشد الغنوشي رئيس البرلمان رئاسة الجمهورية بالنيابة بصفة مؤقتة في إطار فترة انتقالية"، ولكن بالتحقّق تبيّن أنّ الادّعاء مضلّل.
ولم تُعلن السعودية تكفّلها بديون تونس. كما لم تقُل "ذا نيويورك تايمز" إنّ سعيّد منشغل بتعزيز سلطته، ولا وقت لديه لمعاناة التونسيين. ولم تمنع تونس مرور الطائرات الفرنسية عبر أجوائها.
وتداولت مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا يدّعي أنّ وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بلاغًا، تُحذّر فيه رعاياها في تونس؛ بسبب وجود خطر هجوم في المنطقة، وصفته بعض الصفحات بالإرهابي. وقالت حسابات إنّ الخارجية تلمّح إلى "قرب حدوث انقلاب في تونس وأزمة داخل القصر". ووجد تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء يحتوي على انتقائية وإثارة، إذ إنّ الخارجية الفرنسية حذّرت مواطنيها المقيمين في تونس أو المسافرين إليها وإلى عدّة بلدان أخرى من خطر التعرّض لهجوم، وطلبت منهم التحلّي بأقصى قدر من اليقظة.
أحداث منوّعة شهدتها تونس طاولتها الأخبار الكاذبة
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً قالت إنّها لجثث ضحايا فايروس كورونا المستجد في تونس، وعلّقت عليها "تونس تودع أبناءها بهذه الطريقة المؤلمة". ووجد تحقّق "مسبار" أنّ الصورة مضلّلة.
ولم تسجّل تونس صفر حالة إصابة بكورونا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021. ولم تكن تونس الأولى عالميًّا في نسبة وفيات وإصابات كورونا خلال شهر أبريل/نيسان 2021.
ولم يذكُر مقال صيني أنّ تونس أصرّت على اختيار الحكم جاني سيكازوي في مباراة تونس ومالي الأخيرة. ولم يُعاقِب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سيكازوي بثلاث سنوات.
كما فنّد "مسبار" خبرًا زائفًا يدّعي أنّ تونس ستوافق قريبًا على قانونية السماح للرجال بالزوجة الثانية لتقليص نسبة العنوسة، ولم يصدر عن أيّ جهة رسمية مشروع قانون يبيح ذلك.
ولم تكن تونس أوّل بلد عربي وأفريقي يُطلق قمرًا صناعيًّا، إذ تُعدّ مصر أوّل دولة، عربيًّا وأفريقيًّا، دخلت هذا المجال من باب الاتصالات.