وسط ترقب العالم للأزمة الأوكرانية الروسية ومتابعة أخبارها، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس 24 فبراير/شباط الجاري، بدء "عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس" شرقيّ أوكرانيا، معلنًا غزو البلاد.
انتشرت منذ ذلك الإعلان العديد من الادعاءات المضللة على شكل صور أو مقاطع فيديو من أحداث سابقة نُسبت إلى مجريات الحرب الراهنة، بالإضافة إلى تصريحات مفبركة منسوبة إلى سياسيين ومسؤولين حول الأحداث الجارية.
منها صورة انتشرت زعم متداولوها أنها لبداية سقوط الصواريخ على أوكرانيا، ولكن تبيّن بالبحث أن الصورة قديمة، وتعود لانفجار في مستودع ذخيرة في مدينة كالينيفكا الواقعة في منطقة فينيتسيا، وسط أوكرانيا، في سبتمبر/أيلول 2017.
كما راجت صورة أخرى ادعى ناشروها أنّها لمنازل مدنيين احترقت نتيجة الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية في مدينة سومي، شرقيّ أوكرانيا، ولكنها في الحقيقة قديمة ونشرتها وسائل إعلام أوكرانية بتاريخ الثاني من فبراير/شباط عام 2020، على أنّها لحريق اندلع في كنيسة في مدينة إرشافا في منطقة ترانسكارباثيا الأوكرانية.
وفي السياق ذاته، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورةً ادعوا أنها لقاعدة جويّة للجيش الروسي بعد أنْ قصفتها القوات الأوكرانية مؤخرًا، ولكن بالبحث تبين أنّها قديمة وتعود إلى عام 2019.
ومن بين المواد المصوّرة التي راجت خلال الأيام الأخيرة، صورٌ لمظاهرة ادعى متداولوها أنها خرجت في مدينة تعز اليمنية، تضامنًا مع أوكرانيا بعد الهجوم الروسي عليها، إلا أنّ تحقق "مسبار" كشف أنّ الصور قديمة ولا علاقة لها بالأحداث الجارية في أوكرانيا.
كما انتشر حديثًا، مقطع فيديو تداوله مستخدمون على أنّه لمحاولة استهداف طائرة عسكرية روسية في أوكرانيا، إلا أنّ تحقق "مسبار" كشف أنّه يعود للعبة إلكترونية تُسمى ARMA3.
بالإضافة إلى مقطع فيديو مضلّل آخر، ادعى متداولوه أنّه لمواطنين أوكرانيين في كييف، يواجهون الدبابات الروسية بالمولوتوف، ولكن تبيّن بالبحث أنه قديم ويعود إلى فبراير/شباط 2014، لمتظاهرين أوكرانيين يلقون بالمولوتوف على آليات أوكرانية، خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، آنذاك.
وانتشر مقطع فيديو آخر، حاز على تفاعل كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، زعم ناشروه أنه لطائرات روسية تُحلّق فوق الأراضي الأوكرانية وسط دوي صفارات الإنذار، إلا أنّه بالبحث تبيّن أنّ مقطع الفيديو تم تعديله بإضافة مؤثرات صوتية لصفارات إنذار. والفيديو الأصلي سبق أن نُشر في الرابع من مايو/أيّار 2020 على أنّه لطائرات عسكرية روسية تُجري تدريبات فوق مطار توشينو في موسكو، استعدادًا لاستعراض عسكري يوم التاسع من مايو 2020.
وتداول مستخدمون تصريحًا منسوبًا لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن استعداده للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، ودعوته لهما إلى ضبط النفس، لكن تبيّن أنّ الادعاء زائف ولا أساس له من الصحة.
وخلال الساعات الأخيرة، انتشر مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنّه يُظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو في قاعدته العسكرية للدفاع عن العاصمة كييف، وزعمت حسابات أخرى أنّه يعود لزيلينسكي وهو يشرب الشاي بين جنوده بعد رفضه عرضًا أميركيًا لإجلائه خارج البلاد، إلا أنّ تحقق "مسبار" أظهر أنّ المقطع يعود للرئيس زيلينسكي وهو يتناول العشاء مع الجنود في جبهة دونباس، خلال زيارته لمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، بتاريخ 17 فبراير/شباط الجاري، أيّ قبل العملية العسكرية الروسية.
من المتوقع أنّ الأخبار المضللة ستستمر بالانتشار خلال الأيام القادمة مع تطوّر الأحداث بين روسيا وأوكرانيا، لذلك نحثكم على متابعة سلسلة التغريدات المتعلقة بتحققات “مسبار” حول الأخبار الزائفة التي تنتنشر عن هذه الحرب.
