` `

للأسبوع الثاني.. الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة والأخبار الكاذبة أيضًا

محمد العتر محمد العتر
سياسة
7 مارس 2022
للأسبوع الثاني.. الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة والأخبار الكاذبة أيضًا
ترافق الأخبار الكاذبة الحرب في أوكرانيا للأسبوع الثاني (Getty)

ما تزال الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة للأسبوع الثاني، منذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء ما سمّاها عملية عسكرية في أوكرانيا، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022. وللأسبوع الثاني أيضًا تستمر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بالتدفق.

وفي حين تُحفّز الحرب نشر التزييف والتضليل بشكل عام، لا يخلو انتشار الأخبار الكاذبة من بعض التوجيه والاستخدام في سياق الحرب نفسها ومن خلال أطرافها.

في هذا السياق، تكوّنت شبكة من الحسابات الوهمية الروسية والبيلاروسية على مواقع التواصل الاجتماعي، بغرض نشر معلومات مضللة حول الحرب في أوكرانيا. وفيما يُعد ذلك أسلوبًا رائجًا منذ سنوات عبر ما يُعرف بـ"الجيوش الإلكترونية" أو "الذباب الإلكتروني"، عمدت تلك الشبكة إلى تكتيك جديد لإبعاد الشكوك عنها، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي لخلق وجوهٍ تبدو حقيقية لكنها ليست كذلك، لتوضع صورًا على حسابات تلك الشبكة، وتُهيَّأ لها هويّات زائفة على أنها حسابات لصحفيين أوكرانيين ينقلون الأخبار من ميدان الحرب.

استغرق الأمر وقتًا قبل أن تُكتشف العملة، وتعمل شركتي ميتا وتويتر على إزالة تلك الحسابات من منصاتهما، إذ أعلنت منصة فيسبوك حذف 40 حسابًا تابعًا لتلك الشبكة، فيما قالت منصة تويتر إنها حذفت أكثر من 10 حسابات مرتبطة بتلك المجموعة.

وقبيل بدء الهجوم الروسي، أشارت تقارير إعلامية إلى استخدام روسيا للتضليل كسلاح للسيطرة على السردية الإعلامية والترويج لروايتها حول الحرب، مثل نشر وسائل إعلام روسية لتقارير وأخبار مضللة لم تستند فيها إلى أي مصادر موثوقة، وبدلًا من ذلك لجأت لتعليقات المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما اتُّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتضليل في حديثه عن الدولة الأوكرانية، حين قال إن الدولة الأوكرانية "مجرد خيال" وأنّها "اختراع الزعيم البلشفي فلاديمير بوتين الذي أعطاها عن طريق الخطأ إحساسًا بأنها دولة، عبر منحها الاستقلال الذاتي داخل الدولة السوفييتية".

وقالت صحيفة ذا نيويورك تايمز، إنّ قراءته لتاريخ الدولة الأوكرانية ليست دقيقة وربما انطوت على تضليل وإغفال للسياق التاريخي لتشكّل أوكرانيا بوصفها دولة.

وهكذا امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار والمعلومات الزائفة والمضللة، والصور ومقاطع الفيديو المفبركة أو المرفقة بادعاءات مضللة، فضلًا عن التصريحات الكاذبة المتعلقة بالحرب والمنسوبة لشخصيات سياسية. 

منها ادعاءات زائفة نُسبت إلى بوتين، منها هذا التصريح الذي قال فيه "سيمسح فرنسا من على وجه الأرض إذا تفوهت بأي كلمة"، ليتبين أنّه ادعاء زائف، وأنّ بوتين لم يُصرّح بذلك ولم تنقله عنه أي وسيلة إعلام رسمية أو موثوقة.

ونُسب إلى بوتين أيضًا تصريح آخر، جاء فيه "لماذا لم يتخذ الفيفا عقوبات على أميركا في 2003 عندما شاركت أكثر من 30 دولة في احتلال العراق". لكن تبيّن أنه تصريح مفبرك لم يصدر عن بوتين، تم تداوله بعد أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استبعاد المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم 2022.

كما تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو ادعت أنّه لبوتين وهو يُعلن طلاقه حديثًا، ليتبين بالتحقق أنّ مقطع الفيديو قديم، يعود إلى يونيو/حزيران 2013، حين أعلن الرئيس الروسي طلاقه من ليودميلا بوتينا بعد زواجٍ دام 30 عامًا.

وفيما يخص الأوضاع الميدانية، انتشرت العديد من الصور المضللة، مثل الصورة التي ادعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أنّها لإرسال القوات الروسية صواريخ من نظام Tochka-U ونظام Tor، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، ليتبيّن بالتحقق منها أنّ الادعاء مضلّل، وأنّ الصورة تعود في الحقيقة إلى تدريبات عسكرية أوكرانية في أبريل/نيسان 2021.

وانتشر أيضًا مقطع فيديو مع ادعاء بأنه لمحرقة متنقلة يستخدمها الجيش الروسي في حربه على أوكرانيا، لكن تبيّن أنّ الفيديو قديم، يعود إلى أغسطس/آب 2013، ولا علاقة له بالحرب الجارية.

كما انتشرت على نطاق واسع، مقاطع فيديو وصور، مع ادعاء بأنها لطائرات مُسيّرة من طراز بيرقدار تم إسقاطها خلال الحرب، من ذلك صورة تحقق منها "مسبار" تبيّن أنها مضلّلة إذ سبق نشرها في عام 2020. وأيضًا مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لعملية إسقاط مُسيّرة بيرقدار أوكرانية، بينما في الحقيقة الفيديو قديم سبق نشره في عام 2021.

ومن أبرز أحداث الحرب ميدانيًا خلال الأسبوع الثاني لها، الانفجار الذي وقع في محطة زابوريجيا النووية في الرابع من مارس/آذار الجاري. وقد رافق الحدث انتشارٌ كبير لادعاءات مضللة، منها صورةٌ ادعى ناشروها أنها للانفجار، لكن تبيّن أنّها لانفجار وقع في روسيا عام 2019، إضافةً إلى صورة أخرى قال مُتداولوها إنها لحريق في المحطة النووية جراء قصفها، لكن تبين أنها صورة قديمة تعود لحريق اندلع في مصفاة نفط في إيران عام 2021.

وانتشر أيضًا مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه للحظة انفجار محطة زابوريجيا، لكن في الحقيقة يعود الفيديو إلى عام 2015، لانفجار موقع تخزين مواد قابلة للاشتعال في الصين.

هذا بالإضافة إلى عشرات الادعاءات الزائفة والمضلّلة الأخرى التي تحقّق منها “مسبار”، والتي بإمكانكم الاطلاع عليها بمتابعة سلسلة التغريدات المتعلقة بتحقّقات “مسبار” حول الحرب.

صورة متعلقة توضيحية

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز الأخبار الكاذبة عن الحرب الروسية على أوكرانيا

أبرز الأخبار المضلّلة التي انتشرت حول الأزمة الأوكرانيّة

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة