في خضمّ حربها على أوكرانيا، ودخولها لأكثر من مدينة فيها، مؤخرًّا، اتّهمت موسكو على لسان المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، حديثًا، واشنطن بتمويل أبحاث تهدف إلى تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا. وقال كوناشينكوف في تصريح متلفز له، إنّ "الهدف من هذا البحث وغيره من الأبحاث البيولوجية المُموَّلة من البنتاغون الأميركي في أوكرانيا، هو العمل على هندسة طريقة لنشر مسبّبات الأمراض القاتلة بشكل سريّ".
وفي التفاصيل، تحدّث كوناشينكوف عن وثائق حصلت عليها وزارة الدفاع الروسيّة، توضّح بدقّة طبيعة الأنشطة البيولوجية العسكرية الأميركية في أوكرانيا، التي تضمّنت نقل موادّ بيولوجية لأوكرانيا، وخططًا لإجراء بحث على مسبّبات أمراض الطيور والخفافيش والزواحف وحمى الخنازير الأفريقية والجمرة الخبيثة.
بدورها، نفت كلٌّ من واشنطن وكييف هذه الادعاءات، وقالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء 9 مارس/آذار، على لسان المتحدث باسم وزير خارجيتها نيد برايس، إنّ "الكرملين ينشر عن قصد أكاذيب صريحة مفادها أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقومان بأنشطة أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا... لا تمتلك الولايات المتحدة أو تُدير أي مختبرات كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا، فهي تمتثل بالكامل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية واتفاقية الأسلحة البيولوجية، ولا تطّور أو تمتلك مثل هذه الأسلحة في أي مكان".
من هنا، تأتي الحرب الروسية على أوكرانيا، لتعيد الحديث عن نظرية المؤامرة، وهي محاولة لشرح الأسباب الرئيسيّة لأحداث اجتماعية وسياسيّة بارزة، والظروف المرافقة لها، مع ادعاءات بوجود مؤامرات سرية من قبل متآمرين اثنين أو أكثر يملكون عادة النفوذ والقوة" (دوغلاس وآخرون، 2019). فتحدّث مقال نشره موقع قناة سي أن أن بيزنس الناطقة باللغة الانجليزية، عن وجود فعلي لمختبرات بيولوجية في أوكرانيا بتمويل أميركي. وأشار إلى أنّ سبب وجودها ليس بهدف إنشاء أسلحة بيولوجية، إنّما جزء من سبب إنشائها هو لحماية الأسلحة السوفيتية القديمة الموجودة في الجمهوريّات السابقة للاتحاد السوفيتي. وذكر المقال أنّ الحكومتين الأميركية والأوكرانية حاولتا مرارًا وتكرارًا، ولسنوات طويلة، محاربة نظريات المؤامرة حول طبيعة هذه المختبرات.
ويناقش عدد من الباحثين فرضية سعي روسيا لترويج نظرية المؤامرة من أجل تبرير حربها على أوكرانيا، علمًا أنّها ليست المرة الأولى التي توجّه فيها روسيا اتّهامًا من هذا النوع إلى الولايات المتحدة الأميركية. فقد اتهمتها عام 2018 أيضًا، بإجراء تجارب بيولوجية سريّة في معمل في جورجيا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة أخرى، تهدف مثل أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. ففي وقت تحكم المشهد الحالي العديد من الأخبار الزائفة والمنطوية تحت نظرية المؤامرة، بات من الصعب التمييز بين الحقيقة والتزييف.
اقرأ/ي أيضًا:
بوتين لم يُصرّح بأنّه سيمحو فرنسا من على وجه الأرض
البرلمان الروسي لم يقرّ حديثًا قانونًا يجرّم الأخبار الزائفة بشكل عام
المصادر: