منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العملية العسكرية على أوكرانيا يوم الخميس 24 فبراير/شباط الفائت، انتشرت مئات الأخبار المضلّلة في شكل صور أو مقاطع فيديو من أحداث سابقة نُسبت إلى الصراع الروسي/الأوكراني الجاري.
الأخبار المضلّلة تروّج صور وفيديوهات لأحداث من سورية وفلسطين على أنّها من أوكرانيا
رصد فريق "مسبار" الكثير من الأخبار المضلّلة التي استخدم مروجوها صورًا ومقاطع فيديو من مناطق الصراع العربية على أنّها من أوكرانيا، منها صورة زعم متداولوها أنها لطفلة أوكرانية أُصيبت نتيجة القصف الروسي، لكن تبيّن أنّها قديمة وتعود إلى عام 2018 لطفل سوريّ كان بحاجة إلى رعاية طبية في الغوطة الشرقية، بعد تعرّض مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة لقصف جوي من قبل قوات النظام السوري.
ومن بين المواد المضلّلة التي انتشرت، مؤخرًا، على أنّها من الحرب الروسية على أوكرانيا، مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يُوثّق لحظة هجوم البحرية الروسية على مواقع الجيش الأوكراني في العاصمة كييف، بصواريخ كاليبر. ووجد "مسبار"، أنّ مقطع الفيديو قديم ونشرته وسائل إعلام روسية بتاريخ 23 يونيو/حزيران عام 2017، على أنّه لإطلاق صواريخ كاليبر من البحر المتوسط، على مواقع تنظيم داعش في محافظة حماة، وسط سورية.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعت أنّه لمسيّرات أوكرانية من طراز بيرقدار التركية، استهدفت دبابات روسية في أوكرانيا، إلّا أنّ الفيديو قديم، ونشره سابقًا موقع كلاش ريبورت، المتخصص في نقل الأخبار الحربية، على موقع تويتر بتاريخ 3 مارس/آذار عام 2020، على أنّه لقافلة عسكرية تابعة لقوات النظام السوري تتألف من دبابات وعربات، تم تدميرها قرب منطقة معرّة النعمان في محافظة إدلب شمالي سورية. ولم يتسن لـ"مسبار" التأكد من صحة المقطع، لكن نشره سابقًا ينفي أنّه من التوترات الروسية الأوكرانية الأخيرة.
كما نشر بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعوا أنّه لطفلة أوكرانية تواجه جنديًّا روسيًّا وتطالبه بالعودة إلى بلاده. لكن الحقيقة أنّ الفيديو يعود للشابة الفلسطينية عهد التميمي حين كانت طفلة، وهي تواجه جنود الاحتلال الإسرائيلي، في قرية النبي صالح عام 2012.
واستخدم مروّجو الأخبار المضلّلة مقطع فيديو للاشتباكات التي وقعت بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في مايو/أيار عام 2021، على أنّه لصواريخ مضادة للطائرات في سماء كييف. إضافة إلى استخدامهم صورة قديمة، تعود إلى مايو 2021، لغارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، على أنّها لبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
انفجار بيروت كان حاضرّا في الأخبار التي نشرها مروّجو الأخبار الكاذبة
وفي السياق ذاته، تداول مستخدمون على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك، مقطع فيديو ادّعوا أنّه يُظهر آثار الدمار الذي خلّفه القصف الروسي على مدينة خاركيف في أوكرانيا. وبيّن تحقّق "مسبار" أن الادّعاء مضلّل وقديم ونُشر في شهر أغسطس/آب عام 2020، لآثار انفجار مرفأ بيروت.
وراج مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يُظهر صاروخ يوم القيامة أو الشيطان الروسي، ولكنّه قديم ومضلّل ونُشر في شهر فبراير 2021، على أنّه لنقل خزان غاز سعودي إلى العاصمة السعودية الرياض. ونشرت شركة غازكو السعودية مقطع فيديو ثانٍ، حينها، قالت إنّه لوصول الخزان الفولاذي بنجاح إلى الرياض.
وانتشرت صورة مع ادّعاء أنّها لمقبرة دبابات روسية في أفغانستان، وأظهر تحقّق “مسبار” أنّها لم تُلتَقط في أفغانستان. إنّما تعود إلى مقبرة دبابات عراقية، من مخلّفات حرب الخليج عام 1991، وموجودة في الصحراء، قرب منطقة الجهراء الكويتيّة، وتعطّلت بعد استهدافها من قبل طائرات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت قناة بي بي سي موندو (BBC Mundo)، الناطقة باللغة الإسبانية، أنّ طائرات التحالف هاجمت أرتال الدبابات العراقية على طريق الموت السريع رقم 80. وهو الطريق الذي يربط مدينة الكويت بمنفذ العبدلي الحدودي، الواقع على الحدود الكويتية العراقية، في فبراير عام 1991، ممّا أدّى إلى تدمير مئات المركبات.
وانتشر أيضًا مقطع فيديو مع ادّعاء أنّه لطائرة روسية أسقطها الجيش الأوكراني بتاريخ 24 فبراير الفائت، وبالتحقق من الادّعاء، تبيّن أنّه مضلّل وقديم ونُشر على موقع يوتيوب في 19 مارس عام 2011، على أنّه لإسقاط مقاتلة كانت تقصف مدينة بنغازي في ليبيا.
أخبار مضلّلة لعرب قُتلوا في أوكرانيا بسبب الهجوم الروسي عليها
راجت صور ومقاطع فيديو عدّة على أنّها لعرب شاركوا أو قُتلوا خلال الصراع الروسي/الأوكراني، منها صورة زعم متداولوها أنّها لأول مقاتل سوري، قُتل خلال مشاركته في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، ولكن بالبحث وجد "مسبار" أنّها قديمة ونشرتها حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، على أنّها لشخص يُدعى مقداد خليل قُتل في صفوف قوات النظام السوري.
ولم يُقتل الشاب التونسي فهمي الدون من مدينة صفاقس، جرّاء القصف الصاروخي على العاصمة الأوكرانية كييف، إذ نشر الشاب التونسي تكذيبًا للخبر في صفحته على موقع فيسبوك.
وانتشر مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لمقاتلين من حزب الله في أوكرانيا يقاتلون إلى جانب القوات الروسية، وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل وقديم، إذ نُشر الفيديو في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، على أنّه لأحد أعضاء حزب الله، وهو يُلقّن مقاتلين من روسيا شعارات دينية في سورية.
كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة مع ادّعاء مفاده مقتل المجندة الأوكرانية في اللواء 75، مارتا يوزكيف متأثرة بجروحها التي أصيبت بها خلال القصف الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف. ووجد "مسبار" أن الادّعاء مضلّل، إذ تعود الصورة إلى العارضة المغربية سكينة لحميدي.
ويمكنكم متابعة المزيد من الأخبار المضلّلة التي جرى تداولها على أنّها من الصراع الروسي/الأوكراني من خلال عدد من المدونات التي نشرها فريق "مسبار" منذ بدء العدوان الروسي على أوكرانيا من هنا وهنا وهنا.