صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال خطابه في حفل إفطار الأسرة يوم الثلاثاء 26 إبريل/نيسان الجاري، قائلًا "خلال فترة 2011 - 2012، مؤسسات الدولة خسرت 37 مليار دولار و80 مليار جنيه، وكان وقتها سعر الدولار أمام الجنيه المصري 8 جنيه".
تصريح السيسي غير دقيق
بالبحث عن حقيقة تصريح الرئيس السيسي تبين أنّه غير دقيق، إذ بمراجعة حركة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري منذ عام 2011 و2012، تبين أنّ سعر صرف الدولار لم يصل إلى 8 جنيهات في تلك الفترة، كما صرّح السيسي في خطابه.
إذ بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، شهد سعر الدولار ارتفاعات متتالية نظرًا لحركة الصعود والهبوط التي شهدتها أسواق العملات حينها.
ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري الصادرة خلال عامي 2011 و2012، شهد سعر الدولار ارتفاعات من 5.955 جنيه عام 2011، إلى 6.329 في 2012، ولم يصل إلى 8 جنيهات خلال ذلك الفترة.
بيانات البنك المركزي 2011-2012
وفي نهاية عام 2013 وصل سعر صرف الدولار إلى نحو 6.948، و7.150 في نهاية عام 2014.
وخلال تلك الفترة انتُخب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو/أيار عام 2014 لمدة أربع سنوات بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2014.
بيانات البنك المركزي 2013-2014
وفي عام 2015 استقرّ سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري إلى نحو 7.740 لمدة أشهر، حتى كسر حاجز 7.940 في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
بيانات البنك المركزي الرسمي 2015
الدولار يكسر حاجز 8 جنيهات
ليكسر بذلك سعر صرف الدولار في البنوك والسوق السوداء حاجز 8 جنيهات لأول مرة في مصر في أكتوبر عام 2015، وفقًا لجريدة المال المصرية الاقتصادية وموقع العربي الجديد في تلك الفترة.
تعويم الجنيه عام 2016
وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 قرّر البنك المركزي المصري، تحرير سعر الصرف فيما يُعرف إعلاميًا بـ"تعويم الجنيه"، وأطلق الحرية للبنوك العاملة في السوق لتحديد سعر الصرف من خلال آلية الإنتربنك الدولاري. وقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه إلى ارتفاع قيمة الدولار، وتراجع الجنيه المصري بواقع 50 في المئة أمام الدولار، ليصل الدولار وقتئذ في الشراء، لأعلى سعر وتخطى حاجز 14.50 جنيه.
وظل الجنيه في تراجع أمام الدولار الذي وصل إلى أعلى سعر له في يناير 2017، عندما بلغ الدولار 18.90 جنيهًا، قبل أن يبدأ في التراجع تدريجيًا خلال الأعوام التالية حتى وصل إلى 15.66 جنيهًا في 20 مارس/آذار 2022.
بيانات البنك المركزي 2016-2017
تراجع الدولار حتى 20 مارس 2022
ارتفاع الدولار 21 مارس 2022
وفي 21 مارس الفائت، تراجع الجنيه المصري مرة أخرى أمام الدولار ليتخطي حاجز 18 جنيهًا حتى اليوم، بعد رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة 1% بشكل مفاجئ وذلك في اجتماع استثنائي للجنة السياسة النقدية. وقالت السلطات إنّها محاولة لتجاوز التداعيات الاقتصادية بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
إفطار الأسرة المصرية
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية السنوي، مساء يوم الثلاثاء 26 إبريل الجاري، والذي شهد مشاركة من الشخصيات العامة والمواطنين، ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والوزراء.
المصادر: