هذا المقال ترجمة لمقال من النسخة الإنجليزية لموقع مسبار.
أظهرت نتائج دراسة حديثة نُشرت في المجلة الكندية للطب النفسي، أنّ نصف مقاطع الفيديو في موقع تيك توك حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، هي مقاطع مُضللة. وفيما هدفت الدراسة إلى التحقّق من صحة مقاطع الفيديو المتداولة عبر "تيك توك" حول الاضطراب، تبيّن أن هذا المحتوى هو من بين أكثر الموضوعات الصحية شيوعًا على الموقع.
وقيّم الفريق البحثي مئة مقطع فيديو رائج عبر الموقع حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقد حصدت مقاطع الفيديو أكثر من 2.8 مليون مشاهدة، وبمعدل 31000 إعادة نشر لكل منها. ولاحظ الباحثون أنّ مُقدمي الرعاية الصحية المعتمدين أنشؤوا فقط 11 مقطع فيديو من أصل المئة الخاضعة للدراسة.
إلى جانب ذلك، أجرى الباحثون تصنيفًا لمقاطع الفيديو تضمّن ثلاثة أقسام: تجارب مُضللة وتجارب مفيدة وتجارب شخصية. ووفقًا لتقرير الدراسة، صُنّف 52% من مقاطع الفيديو على أنها تجارب مُضللة، و27% تجارب شخصية، بالإضافة إلى 21% من مقاطع الفيديو التي صُنفت على أنها مفيدة لاحتوائها على معلومات دقيقة علميًا حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
ومن ناحية أخرى، لاحظ الباحثون أنّ معظم مقاطع الفيديو المُتداولة كانت مفهومة من قِبل المشاهدين، في حين أنّ قابلية تنفيذ تلك التجارب كانت منخفضة. وأضاف الباحثون أنّ غالبية المقاطع المضللة تم تحميلها من جهات غير مختصّة ولا علاقة لها بالرعاية الصحية.
تحظى مقاطع الفيديو المتعلقة بالتجارب الشخصية بأعلى مستويات التفاعل
أظهرت الدراسة أيضًا أنّ القنوات غير الصحيّة حمّلت معظم مقاطع الفيديو المُضلّلة، ولم تُوصِ الجمهور بضرورة إجراء تقييم طبي أو نفسي قبل عزو الأعراض إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
واكتشف الباحثون أنّ مقاطع الفيديو المتعلقة بالتجارب الشخصية حظيت بأعلى مستويات التفاعل والمشاركة، بينما كانت مقاطع الفيديو المضلّلة هي الأكثر شيوعًا منها، ما يعني أنّ المشاهدين ينجذبون أكثر إلى مقاطع الفيديو التي يُنشئها الأفراد ذوو الخبرة الحيّة، وهنالك انجذاب أقل إلى مقاطع الفيديو المؤسسية أو التي أُنشئت بواسطة مقدّمي الرعاية الصحيّة.
أشار أحد التقارير الصادرة عن الفريق البحثي، أنّ النشطاء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ومُنشئي الفيديو المستقلين لديهم تأثير كبير فيما يتعلق بنشر المعلومات الصحيّة عبر الإنترنت.
ونظرًا لأنّ نصف مقاطع الفيديو التي تم تحليلها كانت مُضلّلة، فقد حذّرت الدراسة من قدرة تلك المعلومات الخاطئة في إثارة القلق لدى الجمهور من جهة، أو إلى زيادة الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية من جهة أخرى.
وفي تجربةٍ أخرى، وجدت دراسة مُماثلة لمقاطع فيديو يوتيوب عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أنّ 38% من المحتوى الذي تم تحليله مُضلّل، وأنّ 5% فقط من مقاطع الفيديو كانت مفيدة. وأشارت الدراسة أيضًا إلى وجود عدّة دراسات أخرى أظهرت أنّ مقاطع فيديو تيك توك تحتوي على معدلات عالية من المعلومات الخاطئة حول الحالات الطبية، بما في ذلك الأمراض الجلدية وداء السكري.
كما وجد العلماء أنّ خوارزمية "تيك توك" تُوجّه المستخدمين إلى المعلومات المُضللة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انتشار الأخبار الزائفة وتجعل من الصعب على مُدققي الحقائق الكشف عن الكمّ الهائل من المحتويات المُضللة.
المصادر: