أسس محمد زبير، الصحافي الهندي المقيم في مدينة بنغلور جنوبي البلاد، رفقة زمليه مهندس البرمجيات، براتيك سينها، في 2017 موقع ألت نيوز لمكافحة الأخبار المزيفة والذي ساهم بشكل كبير في كشف الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي بخصوص الأديان والنظام الطبقي في الهند، والخرافات التي ليس لها أساس علمي.
نشر الموقع ثلاثة آلاف قطعة حصدت 60 مليون مشاهدة، ما جعله هدفًا للحكومة منذ انطلاقته، لأن تركيزه انصب على مقاطع الفيديو المزيفة التي تستهدف الأقلية المسلمة في الهند.
وصفت الصحف العالمية الموقع بـ"الطبيب الشرعي"، لبحثه عن الأدلة الجنائية الرقمية، وأصول الصور، ومقاطع الفيديو المجهولة، التي تستعمل في تزييف الحقائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى في وسائل الإعلام التقليدية.
وُصف عمل زبير بالمرهق، لقضائه ساعات وهو يفحص الصور، ومقاطع الفيديو التي تحتوي على الكراهية والعنف والتلفيق والدعاية. وقد بدأ في الفترة الأخيرة يشرف على مشروع جديد لتوثيق خطاب الكراهية.
مؤخرًا، سلط زبير الضوء على تصريحات المتحدثة باسم الحزب الحاكم، نوبور شارما، المسيئة للنبي محمد، ما جعله يقضي أيامه بين السجن والمحاكم، فقد نقلته الشرطة إلى بلدة نائية على الحدود بين الهند ونيبال للتحقيق معه، ووجهت له اتهامات جديدة.
وأوضحت المواقع الهندية أن شرطة دلهي اعتقلت زبير يوم 27 يونيو/ حزيران الفائت بسبب تغريدة نشرها في 2018، بتهمة "إهانة المعتقدات الهندية". ثم وجهت له تهمًا أخرى، بما فيها “التآمر الإجرامي، وإتلاف أدلة وتلقي أموال من أطراف أجنبية”.
ومنحته لاحقًا المحكمة العليا الجمعة إفراجًا مؤقتًا لأربعة أيام، بعدما علمت أنه تلقى تهديدات بالقتل. وقال زبير في المحكمة إنه اعتقل بسبب العمل الذي يقوم به ولأنه مسلم.
يوصف زبير بأنه رجل حازم ومثابر، وهو أيضًا كثير النشاط على موقع تويتر ولديه أكثر من نصف مليون متابع، وكثيرًا ما يتعرض للمضايقات من قبل حسابات يُعرّف أصحابها أنفسهم بأنهم “قوميون هندوس”.
وانتقد معارضون ونشطاء وصحف هندية وعالمية اعتقاله، واعتبروا أنه مستهدف لأنه يندد دائمًا بالمتطرفين الدينيين والمحرضين على الكراهية.
ويشير المنتقدون إلى توقيت اعتقاله وتزامنه مع تغريدته الشهيرة التي نبه فيها إلى تصريحات شارما في نقاش تلفزيوني في منتصف مايو/ أيار الفائت.
وأثارت تصريحات شارما غضب المسلمين، ووضعت الحزب الحاكم باراتيا جاناتا في موقف دبلوماسي حرج، إذ عبرت العديد من الدول الإسلامية عن احتجاجها للهند.
وقد اعتقلت الشرطة الهندية زبير بسبب ما قالت إنّها تغريدة، عمرها أربعة أعوام، يعلق فيها على لافتة في فندق غُيرت الكتابة عليها من فندق شهر العسل "هانيمون هوتيل" إلى "هانومان هويتيل".
وجاءت الشكوى من حساب على تويتر مجهول الهوية يدعى هانومان باكت، ويعني “عابد الإله القرد”، الذي وصف تعليق زبير بأنه "إهانة مباشرة" للهندوس.
ولم يكن لدى الحساب المجهول الذي أُنشئ في أكتوبر/ تشرين الأوّل كثير من المتابعين أثناء تبليغ الشكوى. وأغلق الحساب مباشرة بعد التبليغ، ثم أعيد فتحه ولديه الآن 1600 متابع.
موقع ألت نيوز
لعب موقع ألت نيوز دورًا رئيسيًا في خرق الأساطير ومقاطع الفيديو الإخبارية المزيفة حول انتشار كوفيد19 كمؤامرة عالمية.
وبقي الموقع أيضًا في طليعة التحقق من صحة الادعاءات المجتمعية والطائفية التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد سلط الضوء على خطاب الكراهية الذي أدلى به "الرائون" الهندوس في تجمع أخير في هاريدوار.
كما حدد الموقع بشكل واضح الأفراد الذين يديرون الموقع اليميني المتطرف الهندوسي DainikBharat.
وفي تقرير نشره موقع ألت نيوز في يونيو 2017، قال إن وزارة الداخلية الهندية استخدمت صورة للحدود الإسبانية المغربية للادعاء بأنها قامت بتركيب أضواء كاشفة على حدود الهند، ما أدى إلى مهاجمة الوزارة عبر الإنترنت.
تزايد استهداف الصحافيين في الهند
انخفض ترتيب الهند ثماني مراتب إلى 150 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود.
وقالت مراسلون بلا حدود في مؤشر عام 2022، إن "الصحافيين الهنود الذين ينتقدون الحكومة بشدة، يتعرضون لمضايقات وحملات هجومية شاملة"، مضيفة أن المراسلين “يتعرضون بانتظام لعنف الشرطة وزيادة انتقام المسؤولين”.
ويأتي اعتقال الزبير بعد يومين من اعتقال المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان تيستا سيتالفاد من قبل جناح مكافحة الإرهاب في شرطة ولاية غوجارات الهندية. وقد أُلقي القبض عليها بزعم "ارتكاب تزوير وتلفيق أدلة" في قضية تتعلق بأعمال شغب وقعت عام 2002 ضد المسلمين في ولاية غوجارات.
المصادر