كيف تنشر الروبوتات الأخبار الزائفة عبر الإنترنت؟

هذه المدونة ترجمة لمقال من النسخة الإنجليزية لموقع “مسبار”.

تنتشر الأخبار الزائفة بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع مقارنةً بالأخبار الحقيقية في كافّة الموضوعات، كما أنّ المواضيع السياسية لها انتشار وتأثير أضخم من غيرها. ولا يخفى على أحد أنّ منصات التواصل الاجتماعي وفّرت بيئة مثالية لنشر المعلومات المضللة، من جهة أخرى تُساهم الروبوتات في نشر الأخبار الزائفة وتضخيم شعبيتها ورواجها على تلك المنصات.

ما هي الروبوتات؟

الروبوت هو عبارة عن خوارزميّة حاسوب تقوم بإنتاج المحتوى وتتفاعل مع المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي في محاولة لتقليد سلوكياتهم وتغييرها. على تلك المنصات، هناك العديد من أنواع الروبوتات المختلفة، فبعضها خبيث، والبعض الآخر ليس كذلك، إذ عادةً ما تستخدم العديد من الشركات الروبوتات للمساعدة في خدمة العملاء، ولكن هنالك بعض الاستخدامات الضارة التي تتمثل في نشر المعلومات المضللة والأخبار الزائفة عبر الإنترنت.

تتم أتمتة الروبوتات بطريقتين، أحدها آلية بشكل كامل، وأخرى تكون بتدخُّل بشري. ولكن، هناك اعتقاد خاطئ بأنّ جميع الروبوتات تنشر البرامج الضارة والمعلومات المضللة. ومن الجدير بالذكر، أنّ  هناك ملايين من الروبوتات على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مليارات الأشخاص الذين يستخدمون تلك المنصات.

ما مدى انتشار الروبوتات على منصات التواصل الاجتماعي؟

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة ACM، فإنّ منصّات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها قد تحوّلت إلى موطن لملايين الروبوتات التي تنشر المعلومات الخاطئة. وبناءً على إحصاءات نُشرت عام 2017، تبيّن أنّ هنالك 23 مليون روبوت على منصة تويتر، أي نسبة 8.5% من إجمالي الحسابات، إضافة إلى 140 مليون روبوت على منصة فيسبوك، أي ما يعادل 5.5% من إجمالي الحسابات، أمّا على منصة انستغرام، فقد بلغ عدد الروبوتات حوالي 27 مليون، أي قرابة 8.2% من الحسابات.

ووفقًا لدراسة بحثية أخرى، توصّلت إلى أنه تتم أتمتة ما بين 9% إلى 15% من حسابات منصة تويتر النشطة. وبناءً على بيانات نُشرت عام 2019، عطّل “فيسبوك” 6.5 مليار حساب زائف. وأكّدت شركة الأبحاث Ghost Data في تقرير لها، وجود ما يصل إلى 95 مليون روبوت على منصة انستغرام.

كيف تساهم الروبوتات في انتشار الأخبار الزائفة؟

تنشر الروبوتات المعلومات الخاطئة بطرائق عدة، إذ تغرّد بمعلومات كاذبة وتستخدمها للرد على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الحقيقيين في التعليقات. هذه الاستراتيجيات فعّالة لأنّ غالبية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لا يشكّكون ولا يتحقّقون مما يقرأوه. ونظرًا لتظاهر الروبوتات بأنّهم مستخدمون حقيقيون، لوحظ أنّها  تغرّد كمية كبيرة من المحتوى في وقت قصير للغاية.

وفي ظلّ انتشار فايروس كوفيد-19، انتشرت أيضًا تغطيته الإعلاميّة، ما أدّى إلى ظهور معلومات متضاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فظهر ما يُسمّى بوباء المعلومات. وبات واضحًا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تفيض بالمعلومات الخاطئة والشائعات حول الفايروس، وتبيّن أنّ العديد من تلك المنشورات تمّ الترويج لها بواسطة روبوتات. فوفقًا لدراسة، وُجد أنّ المسؤولين عن ترويج تلك المعلومات هم روبوتات بنسبة 66%.

إنّ انتشار روبوتات المعلومات المُضللة حول فايروس كوفيد-19 وميل الجمهور إلى تصديقها ونشرها، قد أثّر بشكل كبير على مسار الوباء. إضافةً إلى أنّ تغيّر المناخ هو موضوع آخر تأثّر بانتشار الروبوتات العشوائية، فوفقًا لدراسة حديثة من جامعة براون في الولايات المتحدة، من المحتمل أنّ ربع التغريدات حول تغيّر المناخ تم نشرها بواسطة الروبوتات، وأُنشئت غالبيّة هذه التغريدات بهدف الترويج لإنكار الأزمة، كما تبيّن أنّ 38% من التغريدات التي ناقشت العلوم الزائفة أُنشئت بواسطة الروبوتات.

كيفيّة اكتشاف روبوتات الأخبار الزائفة

على الرغم من حقيقة أنّ روبوتات وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون غير قابلة للاكتشاف، إلا أنّ هناك بعض العلامات التي يجب البحث عنها عندما تصادف منشورًا مشبوهًا. بدايةً، راجع الملف الشخصي وتأكّد من أنّ السيرة الذاتية في الملف لا تحتوي على أي أخطاء إملائية، ثم تحقّق من صور الملف الشخصي، وإذا ما تم إنشاء الملف مؤخرًا أو كان بدون متابعين، فمن المحتمل أنّ الحساب مُنشأ لترويج محتوى مستخدمين آخرين. وتذكّر دائمًا أنّه يمكنك إجراء بحث عكسي عن الصور من Google أو TinEye على أي صورة ملف شخصي تجدها مريبة.

تحقق أيضًا من كم مرة يغرد فيها الحساب أو ينشر أو يعلق؟ قد يشير عدد المنشورات في فترة زمنية قصيرة إلى أن الحساب آلي. كما أنه إذا كان يعيد تغريد المحتوى الذي يثير غضبًا عامًا أو معلومات خاطئة، فمن المحتمل أن يكون روبوتًا. راقب أيضًا المواضيع التي يناقشها؟ إذ يشير استخدام نفس الوسوم (هاشتاغ) ومناقشة موضوعات ومشكلات الوسوم نفسها إلى أنّ الحساب آلي.

كيف نمنع الروبوتات من نشر المعلومات المضللة؟ 

اقترح باحثو جامعة إنديانا بلومنجتون أنّ كبح الروبوتات الاجتماعية قد يكون استراتيجية ناجحة للحد من انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت. قد يتعاون الباحثون الأكاديميون ومنصات التواصل الاجتماعي لمكافحة الروبوتات المبرمجة.

المصادر

BBC
Imperial College London
J Med Internet Res
CITS
The Indian Express
Young Scot
arXiv Vanity
Communication of the ACM
AAAI Publications
Norton