نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاءً مفاده أنّ صحيفة ذا غارديان البريطانية، نشرت مقالًا مفاده أنّ لباس التخرج الجامعي ونيل شهادة الدكتوراه في كل جامعات العالم، أصله عربي وتحديدًا من مدينة فاس القديمة.
وقالت المنشورات إنّ تقاليد لباس جامعة القرويين، الأقدم في العالم والتي شيدتها فاطمة الفهرية، انتقلت نحو أوروبا، و ظلت معتمدة إلى اليوم.
وأرفق المستخدمون الادّعاء بصورة عن المقال المنسوب للصحيفة البريطانية.
فهل نشرت ذا غارديان أنّ أصل لباس التخرج عربي من فاس؟
بحث "مسبار" عن المقال المتداول ضمن الادّعاء، ووجد أنه غير منشور في صحيفة ذا غارديان البريطانية، كما لا يوجد أي مقال في الصحيفة ينسب لباس التخرج إلى الثوب العربي.
وتبين أنّ المقال منشور في موقع إخباري اسمه "بيت الفن"، الذي يعرف نفسه بأنّه "موطن عالمي للفنانين والمبدعين للتعاون وتبادل الأفكار والمشاركة في إنشاء مستقبل الفن، المستوحى من التقاليد الإسلامية".
يشير المقال الذي نشره موقع بيت الفن تحت عنوان "ملابس التخرج والجامعات في التاريخ الإسلامي"، إلى أنّ ملابس التخرج المألوفة التي يتم ارتداؤها في جميع أنحاء العالم، مستوحاة من الثوب العربي.
وذكر المقال أنّ الطلاب الأوروبيين الذين تعلموا وتخرجوا من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، خاصة جامعة القرويين التي شيدتها فاطمة الفهرية في مدينة فاس القديمة، حين عادوا إلى بلدانهم كانوا يرتدون القميص أو الثوب الإسلامي.
وأوضح أنّ تقليد ارتداء الزي العربي/الإسلامي (الفضفاض) ظل معهم حتى يومنا هذا وانتشر في جميع أنحاء العالم.
وذكر المقال أن القبعة المسطحة المرفقة بثوب التخرج تسمى لوحة هاون، وهي، وفقه، مستمدة من القبعات المسطحة للعلماء المسلمين الذين يضعون القرآن على اللوحة ليرمز إلى أسبقية الكتاب المقدس على العقل.
وبالبحث لم يعثر “مسبار” على مصادر موثوقة وأبحاث علمية تؤكد أو تنفي ما جاء به المقال حول الأصول العربية للباس التخرج. وعثر على تقارير إخبارية أخرى حول أصول اللباس الأوروبية.
لباس التخرج خلال القرون الوسطى في أوروبا
وفق مجلة التايم ربما يعود السبب وراء ارتداء الثوب الطويل والقبعة في حفل التخرج، إلى أصول الجامعات الأوروبية الأولى، التي أسسها رجال الدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
وأوضحت المجلة أنّ العباءات والأغطية، التي غالبًا ما تكون بنية أو سوداء اللون، ويرتديها الطلاب تدل على مكانتهم الدينية، ما يشير إلى اختلافهم عن الناس العاديين في المدينة التي درسوا فيها.
ونقلت المجلة عن كتاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) حول الزي الأكاديمي، أنّ القلنسوات عملت على إبقاء رؤوس العلماء الحليقة دافئة. كما يُعتقد أيضًا أن العباءات كانت ضرورية للحفاظ على دفء الخريجين لأنّ المباني لم تعتمد أنظمة تدفئة مركزية، حينها.
ووفق ذا واشنطن بوست، في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، بدأت جامعتي أكسفورد وكامبريدج في تحديد اللباس الأكاديمي للتخرج.
جامعة القرويين في فاس المغربية
هي مؤسسة تعليمية في مدينة فاس المغربية، أسستها فاطمة الفهرية عام 859، والتي هاجرت مع والدها محمد بن عبد الله الفهري، من مدينة القيروان في تونس إلى مدينة فاس.
وبعد وفاة والدها شيدت فاطمة الجامعة، التي بدأت كمسجد مرفق بمدرسة قرآنية مجاورة ومكتبة، وتحولت القرويين إلى واحدة من أقدم المراكز الدينية والتعليمية الرائدة في العالم الإسلامي، حيث استقطبت أهم المفكرين من بينهم مؤسس علم الاجتماع، عبد الرحمن ابن خلدون وابن رشد وغيرهم، وتعد إلى اليوم مقصدًا للباحثين.
وتضم مكتبة القرويين في فاس آلاف النصوص النادرة والمخطوطات القديمة.
دُمجت القرويين في الجامعات الحكومية الحديثة في المغرب بمرسوم ملكي في عام 1963 بعد نهاية حقبة الحماية الفرنسية في المغرب. وفي عام 1965، تم تغيير اسمها رسميًا إلى جامعة القرويين.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
هل تمثال الملك السومري المعروض في متحف اللوفر في أبو ظبي مسروق من اليمن؟
أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما قصة صورة هذا الأسد؟
