في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الجاري، وخلف أكثر من 46 ألف قتيل إلى حد الآن، انتشرت دعوات للتبرع إلى ضحايا هذه الكارثة الطبيعية على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن بعض الدعوات التي أُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع بالمال، تعود في الحقيقة إلى محتالين، اعتمدوا روابط التصيد الاحتيالي وصفحات تبرع مضللة وصور قديمة للتأثير على عاطفة المتابعين.
وحدد موقع BleepingComputer المختص في الأمن السبراني والتكنولوجيا، العديد من عمليات الاحتيال التي تم تفعيلها على موقع تويتر، إلى جانب إساءة استخدام منصات مثل PayPal حتى تبدو عمليتهم الاحتيالية مقنعة للمتبرعين الذين يأملون في مساعدة ضحايا الزلزال.
وقال المصدر ذاته، إنّ إحدى الحيل، استخدام حملة لجمع التبرعات لصالح المتضررين على موقع تويتر، في حساب باسم "إغاثة زلزال تركيا". ولإضفاء بعض المصداقية، قام الحساب بإعادة تغريد التحديثات من المنافذ الإخبارية القائمة والمسؤولين الحكوميين.
وأشار إلى أنّ ما يجعل عملية احتيال كهذه مقنعة بشكل خاص، بدلًا من استخدام مجال احتيال منفصل أو نطاق تصيد احتيالي، يستخدم المهاجمون منصة مدفوعات جديرة بالثقة مثل PayPal.
التضليل باستخدام محافظ التشفير والصور المضللة
كما شملت عمليات الاحتيال الأخرى الحصول على تبرعات في محافظ تشفير قد لا تصل إلى المستفيدين أبدًا. فعلى تطبيق تيك توك، يتلقى صانعو المحتوى هدايا رقمية عن طريق البث المباشر لتسجيلات البرامج التلفزيونية التي تروي آثار الزلزال المدمر. “إنها حيلة بلا مجهود غالبًا ما تجلب فائدة مالية للمبدعين/المحتالين فقط”، وفق موقع الأمن السبراني.
وفي الوقت نفسه، يستخدم البعض صورًا ومقاطع فيديو حزينة ومؤثرة، من أحداث سابقة لجمع التبرعات وخداع المستخدمين، مثل صورة لطفل يركض وسط حطام مع تعليق "الرجاء المساعدة في تحقيق هذا الهدف".
لكن صورة الطفل ليست من الزلازل الذي وقع الأسبوع الفائت. إذ هي قديمة ونُشرت على موقع تويتر في عام 2018 مع تعليق "أوقفوا الإبادة الجماعية في عفرين"، في إشارة إلى أنّها من منطقة عفرين شمال غربي سوريا حيث أطاحت القوات التركية وحلفاؤها في المعارضة السورية بجماعة كردية، حينها.
كما نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لرجل إطفاء يحمل طفلًا صغيرًا وسط المباني المنهارة، وأضيفة إليها دعوات للتبرع.
وادعت صفحات أنّها لرجل إطفاء جزائري متأثر بعد إنقاذ طفل، وزعمت أخرى أنّها لرجل إطفاء يوناني.
لكن تبين أنّ الصورة المستخدمة للتأثير على المتبرعين ليست حقيقية. وذكرت صحيفة OEMA اليونانية أنه تم إنشاؤها من قبل لواء من فرقة إطفاء بحر إيجة، يدعى Panagiotis Kotridis باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي Midjourney.
ووفق شبكة بي بي سي، غالبًا ما ترتكب تطبيقات صور الذكاء الاصطناعي أخطاءً، إذ أظهرت مثلًا في هذه الصورة، أن اليد اليمنى لرجل الإطفاء تضم ستة أصابع.
وقامت الشبكة بالتحقق من ذلك في مركزها للأبحاث، الذي قام بمحاولة إنشاء صور مماثلة باستخدام نفس البرنامج، الذي طُلب منه "صورة لرجل إطفاء في أعقاب زلزال ينقذ طفلًا صغيرًا ويرتدي خوذة تحمل العلم اليوناني"، فقدم البرنامج سلسلة من الخيارات للاختيار من بينها.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
آلاف الحسابات روجت لمؤامرة تسبُّب برنامج هارب بزلزال تركيا وسوريا
صورة أثارت الجدل لمبنى في قهرمان مرعش صمد أمام الزلزال المدمر .. ما قصتها؟
