افتتح مؤتمر عالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) حول المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، وعنوانه "الإنترنت لبناء الثقة"، يوم أمس الأربعاء 22 فبراير/شباط في باريس، بحضور ممثلين عن حكومات وشركات عاملة في المجال الرقمي والمجتمع المدني.
وجاء المؤتمر استجابة لدعوة إلى التحرّك أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لمكافحة نشر المعلومات المضللة والتنكّر لحقائق مثبتة علميًا.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، في كلمتها الافتتاحية "لقد غيرت المنصات الرقمية الطريقة التي نتواصل بها ونواجه العالم، والطريقة التي نواجه بها بعضنا البعض". مضيفة "فقط من خلال التقييم الكامل لهذه الثورة التكنولوجية يمكننا التأكد من جعلها ثورة لا تقوم على حساب حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية، ولكي تبقى المعلومات منفعة عامة علينا أن نفكّر ونتحرك معا الآن".
وحذرت اليونسكو من أنه على الرغم من فوائدها في الاتصال وتبادل المعرفة، فإن منصات وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على خوارزميات "غالبًا ما تعطي الأولوية للمشاركة على السلامة وحقوق الإنسان".
وكانت الصحفية الاستقصائية الفلبينية والحائزة على جائزة نوبل، ماريا ريسا، والتي كانت إحدى أشد منتقدي الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي وأساليبه العنيفة في الحرب على المخدرات، ضمن المتحدثين في المؤتمر، وقالت إن وضع قوانين تمنع شركات التواصل الاجتماعي من "نشر معلومات مضللة على منصاتها" تأخر كثيرًا.
وأكدت منظمات حقوق الإنسان أن الدعاو ي المرفوعة ضد ماريا ريسا تُعتبر رمزًا للمضايقات التي تتعرض لها الصحافة المستقلة في بلادها. وقالت ريسّا "ها هي المشكلة: هناك الكثير من الناس مثلي (...) الكثير من الأشخاص يقاتلون يوميًا لمجرد القيام بعملهم. من دون الوقائع لا حقيقة، ومن دون الحقيقة لا ثقة، ومن دون الثلاثة لا حقيقة مشتركة ولا ديمقراطية".
وأوضحت أنه في ذروة حملة المضايقات التي تعرضت لها، كانت تتلقى حوالي 98 رسالة كراهية في الساعة. مشيرة إلى أن "60 في المئة من العنف على الإنترنت الذي يستهدفها يرمي إلى تقويض مصداقيتها كصحافية، و40 في المئة منها تهجمات شخصية خاصةً لأنها امرأة، وشتائم مبتذلة ودعوات للاغتصاب والقتل".
وفي رسالته إلى المؤتمر، تطرق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا، إلى الهجمات العنيفة على المؤسسات الديمقراطية في البرازيل في 8 يناير/كانون الثاني.
وقال "ما حدث في ذلك اليوم كان تتويجًا لحملة بدأت قبل ذلك بكثير واستخدمت كذخيرة وأكاذيب وتضليل". وأضاف "لقد تمت رعاية هذه الحملة وتنظيمها ونشرها إلى حد كبير من خلال العديد من المنصات الرقمية وتطبيقات المراسلة". مؤكدًا "يجب أن يتوقف هذا. يحتاج المجتمع الدولي، من الآن فصاعدًا، إلى العمل لتقديم إجابات فعالة لهذا السؤال الصعب في عصرنا".
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين في باريس إلى صياغة مبادئ توجيهية من شأنها أن تساعد المنظمين والحكومات والشركات على إدارة المحتوى الذي يقوض الديمقراطية وحقوق الإنسان، مع دعم حرية التعبير وتعزيز الوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
كيف أصبح نشر المعلومات المضللة تجارة؟
روبوتات المحادثة يتجاوز خطرها نشر المعلومات المضللة إلى الإهانة والتهديد