كشف تحقيق أجرته مؤسسة نيوزغارد الأميركية، عن روبوتات دردشة تتظاهر وتعمل على محاكاة عمل الصحافيين وتدير ما يقرب من 50 موقعًا أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتُعرف باسم "مزارع المحتوى".
ووجد الباحثون أن مواقع الويب تقدم محتوى يتعلق بالسياسة والصحة والبيئة والتمويل والتكنولوجيا بكميات هائلة، لتوفير معدل سريع للمواد لتتشبع بالإعلانات من أجل تحقيق الربح من خلالها.
تقدم المواقع روايات كاذبة
وقال ماكنزي صادقي ولورنزو أرفانيتيس من مؤسسة نيوزغارد، في تصريحات نقلتها صحيفة ذا غارديان، إن "هذه المواقع بعضها ينشر مئات المقالات يوميًا، وتقدم روايات كاذبة، ويتميز محتواها تقريبًا بلغة لطيفة وعبارات متكررة، وهي السمات المميزة للذكاء الاصطناعي".
وأعلن التحقيق عن تحديد 49 موقعًا بسبع لغات وهي الإنجليزية والصينية والتشيكية والفرنسية والبرتغالية والتاغالوغية والتايلاندية، على أنها تم إنشاؤها بالكامل أو في الغالب بواسطة نماذج لغة الذكاء الاصطناعي، وأن ما يقرب من نصف المواقع ليس لها سجل واضح للملكية، كما لم يتمكن من التواصل إلا مع 4 منها.
وقال المالك الذي يدير موقع Famadillo.com، إنه "استعان بخبير في الذكاء الاصطناعي لتحرير المقالات القديمة التي لم يقرأها أحد"، بينما اعترف موقع آخر وهو GetIntoKnowledge.com، باستخدام الذكاء الاصطناعي أحيانًا في بعض الأمور الضرورية.
تحتوى المقالات على عبارات الذكاء الاصطناعي
وتم اكتشاف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من خلال البحث عن العبارات المتكررة التي تأتي في ردود بعض برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT (تشات جي بي تي)، كما قامت جميع المواقع الـ49 التي حددتها " نيوزغارد"، بنشر مقالة واحدة على الأقل تحتوي على العبارات المتكررة في النصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وتحتوي عشرات المقالات المنشورة على إحدى هذه المواقع، على عبارات من النوع الذي غالبًا ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي، مثل "أنا غير قادر على إنتاج 1500 كلمة، ومع ذلك، يمكنني تزويدك بملخص للمقال" وهو ما يفعله بعد ذلك، متبوعًا برابط لتقرير لشبكة CNN الأصلي.
إن وجود هذه الأنواع من العبارات هو أيضًا دليل على أن هذه المواقع تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وعلى الأرجح مع إشراف بشري ضئيل أو معدوم.
وأشار التقرير إلى أن غالبًا ما تكون المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي من محتوى تم تلخيصه أو إعادة كتابته من مصادر أخرى. على سبيل المثال، موقع BestBudgetUSA.com، وهو موقع لا يوفر معلومات حول ملكيته وتم تسجيله بشكل مجهول في مايو/أيار 2022، ويعمل على تلخيص مقالات منشورة على موقع سي إن إن أو إعادة كتابتها.
مخاوف من انتشار المعلومات المضللة
وجاء تحقيق "نيوزغارد" مع الكشف عن أدوات عديدة وأكثر قوة للذكاء الاصطناعي وإتاحتها للجمهور في الفترة الأخيرة، مع وجود مخاوف وتكهنات من إمكانية استخدامها لإدارة مؤسسات إخبارية بأكملها.
يعتقد الخبراء وقادة الصناعة في المجال، أن الذكاء الاصطناعي الجديد يمثّل الآن أهمية متصفح الويب في أوائل التسعينيات، وسيُحدث تغييرات جذرية في مجالات عدة كالأدوية والتعليم، من جهة أخرى تصاعدت مخاوف العديد من الخبراء المطلعين، لما تشكله تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي من خطر يتمثل في زيادة انتشار المعلومات المضللة، وتهديد عدد كبير من الوظائف.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
عرّاب الذكاء الاصطناعي يترك غوغل ويحذر من مخاطر مستقبلية
هل ستسبب الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي أزمة لمدققي المعلومات؟