نشر الصحافي الإسرائيلي، إيدي كوهين، على حسابه في موقع تويتر، يوم 13 مايو/أيار الجاري، صورة لصاروخ يسقط على بيت فلسطينيّ خلال العداون الأخير على قطاع غزة، وأرفقها بعبارة "صدق أو لا تصدق.. هذا صاروخ فلسطيني سقط وقتل عائلة فلسطينية".
المخابرات الإسرائيلية تُحذّر عائلة فلسطينية في غزة
بعد نشر كوهين للادعاء، عاين مراسل "مسبار" في قطاع غزة البيت الذي يظهر في الصورة والذي سقط عليه الصاروخ، وتبيّن أنّه يعود لعائلة طه في بيت لاهيا.
وقد أكّد أحمد شحدة طه، صاحب المنزل، في تصريحات لـ"مسبار" أنّ المخابرات الإسرائيلية اتصلت به عبر هاتفه الشخصي من "رقم خاص"، وطلبت منه مغادرة المنزل تمهيدًا لقصفه. وقال طه "اتصلت بي المخابرات الإسرائيلية وطلبت مني إخلاء المنزل، ولكن بعد ذلك، عاودوا الاتصال وقالوا لن نقصف هذه الليلة، ولكن احرص على أن يظل هاتفك متوفرًا كي تتلقى اتصالنا".
وأضاف طه “في اليوم الثاني اتصل بي ضابط المخابرات مرة أخرى، وطلب مني الخروج من البيت، وإخبار الجيران أن يخلوا منزلهم أيضًا، وهذا ما فعلته”.
وأوضح أنّ ضابط المخابرات أخبره أنه سيتم ضرب المنزل بصاروخ تحذيري من خلال طائرات استطلاع، وهو ما تم بالفعل، ثم تمّ قصفه بصاروخ من الطائرات الحربية.
حصل "مسبار" أيضًا على مقطع فيديو، يُظهر طه وهو يتحدث مع ضابط المخابرات الإسرائيلي، قبل قصف منزله بصاروخ من طائرات حربية إسرائيلي. ويوضح مقطع الفيديو، كيف أنّ ضابط المخابرات الإسرائيلية تحدث بلغة عربية قائلًا "القصف سيحدث الآن".
مصوّرون يوثقون قصف إسرائيل لمنزل آل طه في غزة
كما حصل "مسبار" على شهادة من قبل المصور الصحفي، محمد المصري، الذي وثّق لحظة سقوط الصاروخ في الصورة التي نشرها كوهين عبر حسابه في موقع تويتر.
وقال المصري لمسبار "كنت موجودًا حين اتصل ضابط المخابرات الإسرائيلية وطلب من أحمد طه الخروج من البيت تمهيدًا لقصف المنزل". وأوضح أنّ طائرة حربية إسرائيلية هي من أطلقت الصاروخ على منزل عائلة طه، وأحدثت دمارًا كبيرًا.
وقد حصل "مسبار" أيضًا على صورة التقطها المصور بشار طالب وتوثق لحظة استهداف منزل عائلة طه بصواريخ من طائرة حربية إسرائيلية.
وقال طالب لـ"مسبار" “هذا المنزل استُهدف بصاروخين من طائرات الاستطلاع ثم صاروخين من طائرة F-16، وأكّد طالب أنّه كان في المكان عندما تحدث رجل المخابرات الإسرائيلي مع صاحب المنزل على الهاتف.
وأرسل طالب لـ"مسبار" صوره التي توثق لحظة استهداف منزل عائلة طه بصواريخ من طائرة حربية إسرائيلية.
ما هو الصاروخ التحذيري أو الإرشادي؟
"الصاروخ التحذيري" هو صاروخ تُطلقه طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على منازل الفلسطينيين تمهيدًا لتدميرها بشكل كامل. وتُطلق الصواريخ التحذيرية من قبل طائرات استطلاع إسرائيلية، أو من خلال طائرات حربية.
ويدّعي الاحتلال أنّه عبر هذه الصواريخ يُحذّر السكان من البقاء في المكان الذي سيُستهدف، في مسعى لإعطاء الشرعية على عملية القصف. إلّا أنّ تلك الصواريخ الإرشادية تُسبّب دمارًا كبيرًا وأضرارًا جسيمة في ممتلكات المدنيين، وعليه فهي جزء من أسلحة الحرب وليست مجرّد صواريخ تحذيرية كما يزعم الاحتلال.
صاروخ "جي بي يو-31″
والصاروخ الذي سقط على منزل عائلة طه، هو من طراز "جي بي يو-31″ (GBU-31). وتُظهر مكونات الصاروخ الأمامية والخلفية بأنّه مطابق لصواريخ "جي بي يو-31″، الذي أطلق على بيت عائلة طه.
وتُعرف قنابل "جي بي يو-31" أيضًا باسم "جيدام" (JDAM) وتعني ذخائر الهجوم المشترك المباشر، وقد تم تطويرها من أجل اختراق المواقع العسكرية شديدة التحصين.
آثار القصف الإسرائيلي على منزل آل طه في غزة
أظهرت معاينة "مسبار" لبيت عائلة طه بعد قصفه، دمارًا كبيرًا، ووجود حفرة عميقة في منتصف البيت. ولم يتسبب القصف الإسرائيلي لمنزل عائلة طه بسقوط ضحايا أو إصابات.
العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة
شهد قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء التاسع من مايو الجاري، تصعيدًا جديدًا بدأ عقب اغتيال إسرائيل ثلاثة من قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وهم جهاد غنام، وطارق عز الدين، وخليل البهتيني. وبعد انتهاء جولة التصعيد، وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، استشهاد 33 فلسطينيًا، وإصابة 147 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي.
المصادر
المصور الصحافي محمد المصري
المصور الصحافي بشار طالب
عائلة طه
اقرأ/ي أيضًا
فيديو قصف الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة قديم
صورة الصواريخ التي انطلقت من غزة باتجاه الأراضي المحتلة قديمة