` `

كيف دحض مقطع فيديو رواية الشرطة الفرنسية حول مقتل نائل؟

نور حطيط نور حطيط
سياسة
2 يوليو 2023
كيف دحض مقطع فيديو رواية الشرطة الفرنسية حول مقتل نائل؟
وثق شاهد عملية قتل نائل في نانتير وهو ما دحض رواية الشرطة الفرنسية (يوتيوب)

في صبيحة يوم الثلاثاء 27 حزيران/يونيو الجاري، قرابة السّاعة الثامنة صباحًا، قُتل شاب قاصر يُدعى نائل، يبلغ من العمر 17 عامًا، على يد شرطيّ، في نقطة تفتيش مرورية في ضاحية نانتير غربي باريس.
تسببت الحادثة في جدل كبير حول قانون استخدام السلاح في حالات مشابهة، وخرجت مظاهرات في عدة مدن فرنسية للاحتجاج على عملية القتل والمطالبة بالعدالة لنائل، مع التشكيك في رواية الشرطة الفرنسية.

صورة متعلقة توضيحية

رواية الشرطة الفرنسية عن حادثة مقتل نائل؟

ادعت الشّرطة الفرنسية بدايةً أنَّ نائل، رفض الامتثال لأوامر الشرطة وأنَّه حاول دهسهم، ودفاعًا عن النفس، قامَ أحد أفراد الشرطة بإطلاق النار عليه.

ونقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن مصدر من الشرطة، أنّه على الساعة الثامنة صباحًا و15 دقيقة، في شارع جوليو كوري في نانتير، حاول أفراد الشرطة فحص سيارة مرسيدس كانت تسير في ممر للحافلات، لكن السائق رفض التوقف. بعد ذلك، تمركز رجل شرطة بالقرب من سيارته، عندما بدأ السائق في استئناف مساره، واندفع نحو  الشرطي، الذي أطلق النار عليه وأصابه في صدره. 

فيديو يفند رواية الشرطة الفرنسية عن مقتل نائل

بعد فترة قصيرة من الحادث، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعيّ، مقطع فيديو يظهر رواية مختلفة.

ووثق المقطع توقيف شرطيان فرنسيان لسيارة صفراء من طراز "مرسيدس AMG"، وكانَ أحد الشرطيين يتكئ على نافذة السائق، مصوبًا مسدسه نحو السائق المراهق. وعندما حاول السائق الانطلاق بسيارته، أطلق الشرطي النار من مسافة قريبة عليه.

وأكدت وكالة فرانس برس، مقطع الفيديو وقالت إنّ أحد الشرطيين احتجز سائق المركبة تحتَ تهديد السلاح. وبعد أن قام السائق المراهق بإعادة تشغيل سيارته، أطلقَ الشرطي النار عليه من مسافة قريبة. 
وأضافت أنّ جملة قيلت قبل عملية القتل وسمعت في الفيديو  يقول فيها الشرطي "سأزرع الرصاصة في رأسك"، دون تمكن الوكالة من تحديد أي شرطي على وجه الخصوص صرّح بهذه العبارة.

وفق صحيفة لوباريزيان الفرنسية، فإنَّ الشاب نائل لم يكن بفرده في السيارة، إذ ألقت الشرطة القبض على صديقه في الخلف، والآخر همَّ بالفرار مذعورًا، وأكد أنّه سيحضر إلى مركز الشرطة يوم الاثنين ليقدّم روايته.

وفي 29 يونيو الفائت، عقد باسكال براش، المدعي العام في نانتير، مؤتمرًا صحفيًّا، أوضح فيه أنّ "الشروط القانونية لاستخدام السلاح في القضية غير مستوفاة".

وتمّ إحالة رجل الشرطة المشتبه به إلى التحقيق، في اليوم ذاته، ووجهت له تهمة "القتل العمد"، ووضع رهن الحبس الاحتياطيّ.

صورة متعلقة توضيحية

وقدّم المدعي العام، توضيحات، بعد جلسات استماع متعددة للشهود وضباط الشرطة والراكب الثاني للسيارة، ومن خلال تحليل صور ومقاطع فيديو حصل عليها الادّعاء وأخرى تمت مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال إنّ سائقي الدراجات النارية التابعون للشرطة لاحظوا سيارة مرسيدس "تسير بسرعة عالية في ممر للحافلات باتجاه محطة RER بنانتير"، مشيرًا إلى أنّها "سجلت العديد من الانتهاكات لقانون السير". 
وبين أنّ الشرطة حاولت المرة الأولى إيقاف السيارة عند الإشارة الحمراء، التي أعيد تشغيلها، قبل أن يُخرج شرطيان أسلحتهما لتوجيهها إلى السائق من أجل ثنيه عن إعادة التشغيل". لكن، أثناء انطلاق السيارة، أطلق شرطي النار مرة واحدة على السائق، اخترقت ذراعه اليسرى والصدر وتسببت في وفاته.

ثلاث شكاو ضد الشرطة الفرنسية عقب مقتل نائل

من جانبه، أعلن كلّ من ياسين بوزرو وجنيفر كمبلا وعبد المجيد بنعمرة، محاميّو وممثلو العائلة عن تقديم ثلاث شكاو بتهمة "القتل المتعمد" وتواطؤ الشرطة في القتل المتعمدّ والتزوير في الكتابة"، وطالبوا بإقالة المدعي العامّ، في بيان صحفي عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده المدعي العام الفرنسي في 29 حزيران 2023. 

وعبر المحامون عن أسفهم تجاه التصريحات المضللة الأولية لوصف الحادثة التي أكدت أنَّ نائل حاول دهس الشرطيّ وهذا ما لم تظهره مقاطع الفيديو المنشورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي أكدت صحتها وكالات الإعلام.

ونشرَ المحامي ياسين بوزرو بعدَ مشاهدته مقطع الفيديو الذي تمّ تداوله أنَّ نيّة القتل لا شكّ فيها، خاصة إذا ما تمّ التدقيق في المقطع الصوتي للفيديو الذي يقول فيه أحد أفراد الشرطة “سأطلق النار في رأسك”. وأضاف “لذلك ستكون الشكوى الأولى ضد الشرطي المسؤول عن قتله، وضدّ زميله بتهمة التواطؤ في القتل المتعمد”.
أمّا الشكوى الثانية، وفقه، فستكون ضد الشرطة التي زعمت في تصريحاتها أنَّ نائل حاول قتل أفرادها، وهذا ما تمّ دحضه في الفيديو الذي نُشر. والشكوى الأخيرة، لإقالة المدعي العام في نانتير، "بسبب تصريحاته حول الحادثة".

صورة متعلقة توضيحية

مواجهات واحتجاجات في فرنسا بعد وفاة نائل

يُذكر أنّ فرنسا شهدت احتجاجات مستمرة منذ مقتل نائل، ومواجهات مع قوات الأمن لخمسة أيام متتالية، ما دفع وزارة الداخلية الفرنسية إلى نشر ما لا يقل عن 45 ألف شرطي في عدة مدن.
ووفق حصيلة مرجحة للارتفاع، اعتقلت الشرطة أكثر من 1300 متظاهر، ودعت السلطات الأولياء إلى عدة السماح لأبنائهم بالمشاركة في الاحتجاجات التي تسببت في أعمال سرقة ونهب وتخريب وأدت إلى حرق منشآت.

ودعت جدة نائل في لقاءات إعلامية إلى التوقف عن أعمال العنف والتكسير، وأكدت أنّ المسؤول عن الحادثة هو الشرطي الذي قتل حفيدها.

صورة متعلقة توضيحية

يُشار إلى أنّه في عام 2022، قُتل 13 شخصًا، بعد رفض الامتثال لأوامر الشرطة المرورية وهو رقم قياسيّ تسجله البلاد بحسب وكالة فرانس برس.

المصادر:

tf1info

lefigaro

Agence France-Presse

france24

Francetvinfo

Agence France-Presse

Tv5monde

lemonde

yassinebouzrou

AFP

Leparisien

ClementLanot

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو من الفلبين وليس لحريق في مبنى فرنسي خلال الاحتجاجات الأخيرة

الفيديو قديم وليس لتعزيزات أمنية في فرنسا بعد مقتل نائل

الأكثر قراءة