مؤخرًا، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عن تفاصيل الحملة الأمنية التي سيتم اتباعها ضد المهاجرين غير النظاميين في البلاد. وأكد أنّ عملية مكافحة الهجرة غير النظامية هي واحدة من المجالات الرئيسية ذات الأولوية التي حددتها الوزارة، وأنّها ستشمل 81 ولاية وليس إسطنبول فقط.
حملة لترحيل المهاجرين غير النظاميين من تركيا
وبحسب ما أفاد به كايا لصحيفة حرييت التركية، فإن الحملة التي تستهدف كل الأجانب الذين ليس لديهم تصريح بالدخول أو الإقامة أو العمل في تركيا، ستظهر فرقا واضحًا في أعداد المهاجرين غير النظاميين، خلال فترة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر. وعرّف كايا المهاجرين غير النظاميين بأنهم "أجانب دخلوا بصورة غير قانونية، وإقامتهم غير قانونية، وعملهم غير مصرح به". وأفاد بأن الحملة الأمنية تقتضي كشف المهاجرين غير النظاميين والقبض عليهم وترحيلهم.
مشروع إعادة مليون لاجئ سوري
ربطت تقارير إعلامية هذه الحملة بمشروع إعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم طواعية، والذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو/أيار عام 2022، إذ أشار إلى أنّ المنظمات غير الحكومية في تركيا بنت المنازل ووسعت الاستثمارات في البنية التحتية في شمال سوريا، بما يسمح بعودة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلادهم طواعية.
ومنذ الإعلان عن ذلك المشروع، رصد "مسبار" العديد من الادّعاءات المضللة التي ارتبطت بترحيل اللاجئين السوريين من تركيا وبالحملة التي دعت إلى ذلك، والتي تصاعدت بالتزامن مع انعقاد الانتخابات التركية الرئاسية البرلمانية في مايو عام 2023، إذ تعدّ قضية التعامل مع اللاجئين السوريين في تركيا من أبرز القضايا وأكثرها إثارة للجدل.
مشاهد مضللة حول ترحيل السوريين من تركيا
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022 انتشر مقطع فيديو ادّعى ناشروه لاحتجاجات تطالب بترحيل السوريين من تركيا، فيما تبيّن أن مقطع الفيديو مضلل ومنشور على يوتيوب في عام 2019، على أنّه لمتظاهرين أتراك يحتجون ضد اللاجئين السوريين في منطقة أضنة.
ومؤخرًا، انتشر مقطع فيديو قال مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يظهر تقييد السلطات التركية أيدي لاجئين سوريين في تركيا، استعدادًا لترحيلهم إلى بلادهم، ولكن تبين أنه لاعتقال مواطنين أتراك شاركوا في مظاهرة تطالب بالكشف عن مصير ذويهم المختفين، ومحاسبة المسؤولين عن اختفائهم.
كما انتشرت صورة قيل إنّها للاجئين سوريين ألقت القبض عليهم السلطات التركية مؤخرًا، بغرض ترحيلهم إلى سوريا، إلا أن الصورة قديمة، ومتداولة منذ عام 2019.
إلى جانب ذلك، تداول مستخدمون صورة ادعوا أنها للافتة عنصرية عُلّقت على أحد الشواطئ في مدينة أنطاليا التركية تمنع دخول السوريين، إلا أن تحقق "مسبار" كشف أن الصورة قديمة نُشرت في يوليو/تموز عام 2019، وكانت تُظهر لافتة تم تعليقها عند مدخل أحد الشواطئ في مدينة سينوب أقصى شمال تركيا، وقد أزالها صاحب المحل عقب انتشار القضية آنذاك.
مشروع المنطقة الآمنة شمال سوريا
في تقرير خاص، ناقش "مسبار" المخاطر التي تحول دون ضمان أمن اللاجئين السوريين العائدين من الأردن ولبنان وتركيا، كما سلّط الضوء على أبرز معوقات مشروع "المنطقة الآمنة" الذي أشار إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتعهد بإقامته في الشمال، مثل الوضع الأمني غير المستقر رغم التفاهمات بين موسكو وأنقرة والتي تحكم الشمال الغربي من سوريا منذ مارس/آذار 2020، إلى جانب التهديدات قد تطاول اللاجئين العائدين إلى محافظة إدلب والتي تسيطر “هيئة تحرير الشام” على مناطق مختلفة منها.
أعداد اللاجئين في تركيا
إضافة إلى ذلك، سلّط “مسبار” الضوء على صحة تصريحات المعارض التركي كمال كليجدار أوغلو، مرشّح الانتخابات التركية السابقة، حول أعداد اللاجئين السوريين في تركيا، مستعرضًا أحدث البيانات الأممية ومديرية إدارة الهجرة التركية في هذا الصدد.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
اللاجئون السوريون: هل هم السبب في الأزمة الاقتصادية في تركيا؟