قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال خطاب ألقاه بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول الجاري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده ستنتج يوميًا، بحلول نهاية عام 2024، مليارًا و300 ألف متر مكعّب من مياه البحر المحلاة.
وكان تبون قد أدلى بالتصريح ذاته خلال لقاء جمعه بالصحافة الجزائرية في الخامس من أغسطس/آب الفائت.
تحقق "مسبار" من هذا الادعاء وتبيّن أنّه غير دقيق، إذ تملك الجزائر اليوم 14 محطة لتحلية المياه، تنتج قرابة 2.2 مليون متر مكعّب من المياه يوميًا، ومن المتوقع أن ترتفع طاقة الإنتاج بعد تسليم المحطات قيد الإنجاز إلى 3.7 مليون متر مكعّب فقط في اليوم وليس إلى مليار و300 ألف.
ما هي طاقة الإنتاج اليومية لمحطات تحلية مياه البحر في الجزائر؟
بحسب موقعي وزارة الطاقة الجزائرية والشركة الجزائرية للطاقة، فإن البلاد تحصي اليوم 11 محطة كبرى لتحلية مياه البحر هي: محطة أرزيو في وهران، التي تبلغ طاقة إنتاجها 86 ألف متر مكعّب يوميًا، ومحطات الحامة (الجزائر العاصمة) وبني صاف (عين تيموشنت) ومستغانم وسوق ثلاثة (تلمسان) وهنين (تلمسان) وتنس (الشلف)، التي تبلغ طاقة إنتاج كل واحدة منها 200 ألف متر مكعّب من المياه يوميًا. بالإضافة إلى محطتي سكيكدة وكاب جنات (بومرداس) بطاقة إنتاج 100 ألف متر مكعّب لكل منهما ومحطة فوكة 1 (تيبازة)، التي تبلغ طاقة إنتاجها 120 ألف متر مكعّب. أمّا أكبر تلك المحطات فهي محطة مقطع في ولاية وهران، التي تنتج يوميًا نصف مليون متر مكعّب من المياه.
كما توجد ثلاث محطات صغيرة هي المرسى وباثو كاسيه الواقعتين شرقي مدينة الجزائر، ومحطة قورصو الواقعة في ولاية بومرداس شرقي العاصمة الجزائر. وتبلغ طاقة الإنتاج اليومية الإجمالية للمحطات الثلاث 150 ألف متر مكعّب من مياه البحر المحلاة.
أما طاقة الإنتاج الإجمالية للمحطات الكبرى والصغيرة معًا فتقدر بـ 2.2 مليون متر مكعّب من المياه يوميًا.
كم تبلغ طاقة الإنتاج اليومية لمحطات تحلية مياه البحر قيد الإنجاز؟
يُتوقّع أن ترتفع طاقة الإنتاج الإجمالية بـ 1.5 مليون متر مكعّب يوميًا، مع دخول خمس محطات جديدة حيّز الخدمة مطلع عام 2024 هي: محطات فوكة 2 (تيبازة) وكاب جنات 2 (بومرداس) وبجاية والطارف والرأس الأبيض (وهران)، وطاقة إنتاج كل واحدة منها 300 ألف متر مكعّب من المياه يوميًا.
ويعني ذلك أن المحطات مجتمعة ستنتج بحلول العام المقبل، حوالي 3.7 مليون متر مكعّب من المياه يوميًا، أي حوالي مليار و300 ألف متر مكعّب سنويًا، وليس يوميًّا كما صرح الرئيس تبون.
لماذا لجأت الجزائر لتحلية مياه البحر؟
أُنشئت محطات تحلية المياه الـ 14، في إطار مخطط استعجالي وضعته الحكومة الجزائرية عام 2003 لمواجهة ندرة المياه، التي عانت منها البلاد خلال تسعينيات القرن الفائت. وتقرر في عهد الرئيس تبون تنفيذ برنامج تكميلي للمخطط الاستعجالي، يقضي بإنشاء خمس محطات جديدة لتحلية مياه البحر في ولايات وهران والطارف وبجاية وبومرداس وتيبازة الساحلية.
وفي حين تغطي المحطات الـ14 حوالي 18 في المئة من استهلاك المياه في الشمال الجزائري، يُتوقع أن ترتفع نسبه التغطية إلى 42 في المئة مع دخول المحطات الخمس الجديدة حيز الخدمة العام المقبل. كما تخطط الجزائر لإنجاز محطات أخرى لترفع نسبة التغطية إلى 65 في المئة بحلول عام 2030.
وتتولى إنجاز مشاريع المحطات، الشركة الجزائرية للطاقة "AEC"، وهي مؤسسة تابعة للشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك”.
اقرأ/أيضًا
إمكانيات بنك بريكس المالية لا تفوق إمكانيات البنك العالمي كما صرّح الرئيس الجزائري
كيف تُهدّد عقوبة نشر الأخبار الكاذبة المبادئ الأساسية للديمقراطية في الجزائر؟
