أعلن شاب تونسي يُدعى أحمد قوبعة، أنّه استقال من عضوية هيئة للقادة في الشرق الأوسط وأفريقيا تابعة لشركة ميتا، مالكة منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب وثريد.
وقال قوبعة في منشور له على موقع فيسبوك، إنّ استقالته جاءت بعد قيام ميتا بحذف أكثر من 795 ألف منشور مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتداولت وسائل إعلام محلية وعربية خبر الاستقالة، كما أشاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة، في وقت تواجه فيه شركة ميتا اتهامات بحذف منشورات تدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة.
فما قصته؟
بحث "مسبار" في حسابات الشاب التونسي أحمد قوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن اسم الهيئة التي ذكرها، ووجد أنّ القصة مختلقة ولا أساس لها من الصحة.
إذ لم يعثر على أي مصدر موثوق، يُشير إلى عمله ضمن شركة ميتا أو انتمائه إلى أي مشاريع تتبعها. كما وجد أنّه لا توجد هيئة باسم قادة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تابعة لـMeta for Business من الأساس.
وMeta Business Suite هي أداة "تتيح للشركات التجارية الصغيرة ومنشئي المحتوى، إدارة كل حساباتهم المرتبطة على فيسبوك وإنستغرام. وتوفر مجانًا مجموعة متنوعة من الأدوات التي تُسهِّل إدارة حضورهم على الإنترنت".
كما نفى الصحفي المختص في التكنولوجيا المعلوماتية، محمد علي السويسي، في حديث مع مسبار، وجود هيئة تحمل اسم هيئة القادة في الشرق الأوسط وأفريقيا وتتبع شركة ميتا.
وأضاف السويسي أن شركة ميتا لديها مكاتب في أبرز المناطق والبلدان حول العالم ولكن لا توجد هياكل أو هيئات تابعة لها.
سيرة أحمد قوبعة الذاتية لا تشير إلى ميتا
ويقدم الشاب التونسي نفسه عبر حسابه الشخصي على شبكة التواصل المهني لينكد إن، بأنه خبير في منصات التواصل الاجتماعي والتسويق، وهو طالب ماجستير بالمدرسة الدولية لإدارة الأعمال في محافظة صفاقس جنوب شرقي تونس.
وبالبحث أكثر، وجد مسبار أن الشاب التونسي لم يذكر في سيرته الذاتية أنه يعمل كموظف في هيئة تتبع شركة ميتا وإنما أشار إلى أنه عمل في الفترة الممتدة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى شهر فيفري/شباط 2023 كمدير منصات التواصل الاجتماعي في راديو 216 في صفاقس، وأنه بدأ دراسة الماجستير المهني في التسويق الإلكتروني في سبتمبر 2023.
ونشر قوبعة قبل نحو أسبوع طلبًا على شبكة لينكد إن، يبحث من خلاله عن وظيفة لإدارة مواقع التواصل الاجتماعي، داعيًا نشطاء إلى التفاعل مع مطلبه لمساعدته.
وبعد الجدل الذي أحدثه المنشور، عاد أحمد قوبعة في منشور آخر ليوضح أنّه "لا يعمل في شركة ميتا" وإنما هو جزء من برنامج قيادي يسمى Méta boost.
إلا أنّ مسبار وجد أن Meta boost هي مبادرة أطلقتها شركة ميتا، تُركز على تدريب وتمكين أصحاب الشركات والمؤسسات التجارية الناشئة للترويج لأعمالهم عبر الإنترنت والوصول لأكبر فئة من الجماهير. كما لم ينشر الشاب التونسي دلائل حول انضمامه للمبادرة.
ويأتي تداول الادّعاء بعد أن أعلن مراسل شبكة بي بي سي في شمال أفريقيا، الصحفي التونسي بسام بونني، عن استقالته من المؤسسة عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
وكتب بونني "تقدمت صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لما يحتمه عليّ الضمير المهني".
وتواجه "بي بي سي"، مؤخرًا تهمًا بالانحياز إلى رواية إسرائيل في تغطيتها للحرب على قطاع غزة.
تحديث
أوضح الشاب التونسي لمسبار، أن الإعلام حرف منشوره، وأنه لم يشتغل في ميتا، بل شارك في برنامج دورات تدريبية عن بعد، اسمه شبكة القادة، Leaders Network. وقال إنه نشر عن استقالته من عضوية الشبكة وليس من منصب عمل.
اقرأ/ي أيضًا
منها ممارستها للصحافة: ما حقيقة الادعاءات المتداولة حول نجلاء المنقوش؟
