حذفت وسائل إعلام غربية تصريحات للإسرائيلية يوخفيد ليفشيتز، التي أطلقت حركة حماس سراحها يوم الاثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قالت فيها "إنها ومن معها من الأسرى تلقوا معاملة جيدة وتم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم". وقالت ليفشيتز في مؤتمر صحفي يوم يوم أمس 24 أكتوبر، إن العناصر الذين احتجزوها مع أسرى آخرين، طمأنوهم بأنهم لن يُلحقوا بهم أي أذى، ووفروا لهم الأكل والشرب خلال فترة احتجازهم. وأضافت "قالوا لنا إنهم يؤمنون بالقرآن، وإنهم لن يؤذونا، وسيعاملوننا كما يعاملون من حولهم".
وردًّا على سؤال وُجّه إليها عن سبب مصافحتها المقاتلين الذين رافقوها أثناء الإفراج عنها، أجابت بأنها فعلت ذلك لأنهم "عاملوها وباقي الأسرى بشكل جيد واهتموا بجميع احتياجاتهم". وتابعت "لقد كانوا طيبين للغاية، كما كانوا حريصين على أن نتناول ما يكفي من الأكل، لقد عاملونا معاملة جيدة، واهتموا بكل التفاصيل".
وفي حديثها عن لحظة أسرها وأخذها إلى قطاع غزة قالت الأسيرة المُفرج عنها "لقد مررت بجحيم لم أكن أعتقد أنني سأنجو منه، ولم أكن أعتقد أننا سنصل إلى هنا". قبل أن تعود وتؤكد أنه تمت معاملتهم معاملة جيدة طيلة وجودهم داخل قطاع غزة.
سي إن إن لم تنشر تصريحات الأسيرة عن تعامل حماس مع الأسرى
وعلى الرغم من أن تصريحات الأسيرة الإسرائيلية المُفرج عنها بشأن تلقيها وباقي الأسرى معاملة جيدة من قبل حركة حماس، تم تداولها على نطاق واسع، إلا أن بعض وسائل الإعلام الغربية لم تذكر ذلك في مقالاتها ونشراتها الإخبارية وتناولت تصريحات ليفشيتز بطريقة انتقائية وموجهة.
وعنونت سي إن إن مقالًا نشرته في موقعها الرسمي بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول بالقول "تقول الرهينة الإسرائيلية المُفرج عنها: لقد مررت بالجحيم". وتجاهلت سي إن إن حديث السيدة الإسرائيلية عن تلقيها معاملة جيدة ورعاية طبية وصحية هي وباقي الأسرى، وركزت في مقالها على روايتها أثناء تعرضها للأسر يوم 7 أكتوبر، في عملية طوفان الأقصى وكيف تم نقلها على دراجة نارية إلى قطاع غزة.
وقالت سي إن إن في مقالها قالت يوخفيد ليفشيتز، التي أفرجت عنها حماس يوم الاثنين، للصحفيين، إنها مرت بالجحيم في غزة. وتابعت، قالت وهي تروي تجربتها للصحفيين خارج مركز سوراسكي الطبي في تل أبيب "كان الأمر صعبًا، لكننا سنتجاوزه".
ونقلت سي إن إن قولها عن الرعاية خلال أسرها “كانت هناك رعاية طبية إلى حد ما"، واكتفت الشبكة بذلك.
بي بي سي تركّز على قول الأسيرة "لقد مررت بالجحيم"
وعبر حسابها على منصة إكس، اختارت بي بي سي كذلك الإشارة في عنوان تغطيتها إلى قول الأسيرة المُفرج عنها بأنها مرّت بالجحيم. ورغم أن بي بي سي ذكرت في مقالها أن السيدة الإسرائيلية قالت إنهم تلقوا معاملة جيدة من قبل حركة حماس، إلا أنها ركزت في البداية على روايتها بخصوص طريقة نقلها إلى داخل قطاع غزها بعد أسرها.
وجاء في المقال "لقد مررت بالجحيم"، تقول يوتشيفيد ليفشيتز، الجدة البالغة من العمر 85 عامًا وناشطة السلام التي أفرجت عنها حماس يوم الاثنين بعد أسبوعين من الأسر". وأضافت ليفشيتز أن مسلحين من حماس اختطفوها هي وزوجها على دراجات نارية واقتيدا إلى "شبكة عنكبوت" من الأنفاق تحت غزة .ووصفت تعرضها للضرب بالعصي أثناء الرحلة، لكنها قالت إن معظم الرهائن يتلقون "معاملة جيدة".
واستخدمت كذلك إن بي سي العنوان الانتقائي نفسه عبر موقعها على منصة إكس، إذ نشرت مقالها وعنونته "الرهينة الإسرائيلية يوتشيفيد ليفشيتز البالغة من العمر 85 عامًا، إن خاطفي حماس ضربوها على ضلوعها بالعصي أثناء اختطافها. وتقول من مستشفى في تل أبيب: "لقد مررت بالجحيم".
ورغم أنها أشارت في مقالها إلى المعاملة الجيدة التي تلقتها الأسيرة ومن كان معها، إلا أنها ركزت في عنوانها هي الأخرى عن لحظة أسرها لا عن طريقة تعامل حماس مع الأسرى.
كما اختارت وكالة رويترز للأنباء وصحيفة ذا نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى العنوان ذاته.
وسبق لمسبار أن تناول في تقرير نشره يوم 13 أكتوبر الجاري، مظاهر تحيّز وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل، في تغطيتها الحرب على غزة. مستعرضًا الانتقائية في استخدام المصطلحات الصحفية خلال نقل الأحداث، والتركيز على هجمات حماس كمبرر للضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين، وأساليب أخرى لجذب التعاطف وحجب الصوت الفلسطيني، يمكنكم الاطلاع عليها عبر الرابط.
اقرأ/ي أيضًا
قناة i24 نيوز تضلّل وسائل الإعلام وتزعم مقتل 40 رضيعًا إسرائيليًا في اقتحام المستوطنات
بلا أدلة.. البروباغندا الإسرائيلية تحاول الربط بين حماس وداعش
