تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاءً مفاده أنّ لواءً يُدعى مايكس تومان، يقود قوّات دلتا الأميركية المشاركة في الحرب على غزة، قد قُتل إلى جانب خبير في تفكيك المتفجّرات يُدعى العقيد توم بارجيكر، وثمانية أفراد آخرين من الفريق، أثناء دخولهم نفقًا شمالي بيت لاهيا نصبت فيه حماس كمينًا لهم.
فحص "مسبار" الادّعاء ووجد أنّ الولايات المتحدة لم تُعلن رسميًا عن مشاركة أيّ من قوّاتها في التوغل العسكري البرّي في قطاع غزة. وبالبحث تبيّن أنّ قائد قوات دلتا هو نفسه قائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة واسمه فرانك برادلي وليس مايكس تومان. كما لم يُظهر البحث عن اسم خبير المتفجّرات "توم بارجيكر" أيّ نتائج ذات صلة.
في حين أظهر البحث العكسي عن الصورة المرفقة بالادعاء، أنّ استخدامها تعبيري، وأنّها التُقطت خلال حرب الخليج ويظهر فيها اللواء الأميركي نورمان شوارتسكوف، وبجانبه جندي من قوات دلتا يحمل رشاشًا من نوع "كار-15".
طبيعة النشاط العسكري الأميركي في إسرائيل وقطاع غزّة
بحسب تصريحات أدلى بها مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، يقتصر دور القوات الأميركية الخاصة الموجودة في تل أبيب على مساعدة الإسرائيليين في جوانب عدّة، بينها تحديد هوية الأسرى وموقعهم، بمن فيهم الأسرى الأميركيون. فيما كشف مسؤولون آخرون لصحيفة ذا نيويورك تايمز، أنّ الولايات المتحدة أرسلت العشرات من عناصر القوات الخاصة إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وأنّهم انضموا إلى مجموعة كانت موجودة هناك قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول للمشاركة في تدريب عسكري.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت لواءً بحريًا يتمتع بخبرة كبيرة في العمليات الخاصة، يُدعى جيمس غلين، إلى إسرائيل لتقديم المشورة في العمليات البرّية، إلا أنّه غادرها قبل بدء التوغل في قطاع غزّة.
ويذكر مقال نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أنّ الدليل القوي الوحيد على التدخل الأميركي المباشر في غزّة، كان إلى حينها سلسلة طلعات جوية بطائرات مسيّرة غير مسلّحة حلّقت فوق جنوبي غزة لمحاولة تحديد موقع الأسرى. ويضيف المصدر ذاته أنّ بعض شهود العيان قالوا إنّهم قد رأوا ملصقات للعلم الأميركي على أزياء بعض الجنود المشاركين في العملية البرية في غزة، وأنّ وسائل الإعلام لم تتثبّت من صحة ذلك الادعاء.
وكشف مسؤول أميركي في وقت سابقٍ للصحافي سبينسر إيكرمان، أن الولايات المتحدة تنظر في إمكانية تفعيل مخطط طوارئ، تشارك بموجبه القوات الأميركية الخاصة بشكل مباشر في عملية تحرير الأسرى، لكن ذلك المخطط لا يزال افتراضيًا بحسب المسؤول ذاته.
وكشفت صورة التُقطت خلال زيارة بايدن إلى إسرائيل، في 18 أكتوبر، ونشرها البيت الأبيض قبل أن يحذفها لاحقًا، هويات عناصر من قوات دلتا، ظهرت وهي تُلقي التحية على الرئيس الأميركي.
ما هي قوات دلتا؟
قوات دلتا المعروفة رسميًّا باسم "وحدة العمليات الأولى للقوات الخاصة – دلتا" (1st SFOD-D)، هي إحدى وحدات المهمات الخاصة الأميركية، التي تختصُّ أساسًا في مهمات مكافحة الإرهاب.
تتّسم مهام قوات دلتا بالمرونة، إذ يمكنها المشاركة بشكل مباشر في مهمات إنقاذ الرهائن والمهمات السرية تحت إشراف وكالة الاستخبارات الأميركية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الحماية عالية المستوى للمسؤولين الأميركيين الكبار، أثناء زياراتهم إلى البلدان التي تعيش تحت وطأة الحروب.
من يتولى قيادة قوّات دلتا؟
تخضع قوات دلتا تنظيميًا لقيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، التي يقودها نائب الأدميرال فرانك برادلي منذ أغسطس/آب عام 2022، وتدعم دلتا إداريًّا قيادةُ العمليات الخاصة التابعة للجيش الأميركي (USASOC)، التي يقودها اللواء براين فنتون.
فصائل المقاومة الفلسطينية لم تعلن عن مقتل قائد قوات دلتا
عاد مسبار إلى القنوات الرسمية الخاصة بفصائل المقاومة الفلسطينية على منصة تيليغرام، ولم يجد فيها إعلانًا عن مقتل قائد قوّات دلتا وخبير تفكيك متفجّرات ومرافقين لهما. إذ نشرت قناة سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، في 14 نوفمبر الجاري، نبأ وقوع اشتباكات بين مقاتليها وجنود الاحتلال في منطقة السلاطين غربي بيت لاهيا، في حين يعود آخر تحديث نشرته كتائب القسام حول المعارك الدائرة في بيت لاهيا، قبل انتشار الادعاء، إلى الثامن نوفمبر، وجاء فيه أنّ المقاومين تمكّنوا من تدمير دبّابة في منطقة السلاطين.
ارتفاع عدد ضحايا الحرب على غزة
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع أكتوبر/تشرين الأول الفائت. وأودت الغارات الإسرائيلية إلى حين كتابة هذا المقال بأرواح أزيد من 11 ألفًا و470 فلسطينيًّا، بينهم 4707 طفلًا و3155 امرأة و686 مسنًّا، وتسببت في إصابة أزيد من 29 ألفًا آخرين، بحسب الحصيلة الأحدث لوزارة الصحة الفلسطينية.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة لمجندين إسرائيليين يتفقدان طفليهما حديثي الولادة في إحدى المستوطنات وليست من مجمع الشفاء
الفيديو من احتجاجات ضد الحكومة وليس لمظاهرة داعمة لغزة في بولندا