شاركت صفحات وحسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو ادّعت أنّه لإصابة سيدة فلسطينية بعد إطلاق قناص من حركة حماس النار عليها في قطاع غزة، لمنع الأهالي من النزوح للجنوب واستخدامهم كدروع بشرية. وانتشر الادّعاء باللغات العربية والإنجليزية والعبرية.
وبالبحث وجد "مسبار" أن مقطع الفيديو نُشر للمرة الأولى، عبر حساب ميدل إيست آي على منصة إكس، في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري، تحديدًا عند الساعة الرابعة مساءً و33 دقيقة. ويُوثق، وفق حساب الموقع، استهداف امرأة فلسطينية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع وسط مدينة غزة، عند محاولتها النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه في الـ12 من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت عبر ما عرف حينها بـ"الممر الآمن".
أما الادعاء الإسرائيلي المرفق بالفيديو، يُلاحظ نشره للمرة الأولى في حساب Mossad Commentary على منصة إكس، بعد ساعات من نشره في ميديل إيست آي.
شهادات لصحافيين تنفي مزاعم استهدف قناص من حماس لنازحة فلسطينية
تواصل مسبار مع مصدر الفيديو، وهو مراسل موقع ميدل إيست آي، محمد الحجار، الذي أكد حصوله على المقطع عن طريق زوج ابنة السيدة التي أُطلق النار عليها، فيما لم يستطع الوصول إلى صاحب المقطع الأصلي. وأشار إلى أنه يتابع الحادثة منذ أكثر من شهر وأن السيدة التي تظهر في الفيديو توفيت لاحقًا، رغم محاولات إنعاشها.
من جانبه أكد الصحافي عمر أبو الندى من مدينة غزة، أن مكان عمله قريب جدًا من موقع الاستهداف، بمسافة تقل عن 200 متر. وأضاف “بتاريخ 12 نوفمبر كان القناص الإسرائيلي يتمركز في نقطة تُقابل موقع الاستهداف وأصُيب عدد من المدنيين أيضًا وليس السيدة التي ارتبط بها الادّعاء فقط”.
وأشار أبو الندى إلى صعوبة الحركة والتوثيق في المنطقة، آنذاك، مع تعرض الصحافيين أنفسهم لإطلاق النار أكثر من مرة.
توثيق ميدل إيست آي قنص الإسرائيليين السيدة هالة عبد العاطي
وكشف تقرير ميدل إيست آي، الخميس، 10 يناير/كانون الثاني الجاري، تفاصيل وشهادات من عائلة السيدة هالة عبد العاطي التي قُتلت برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي بينما كانت تُحاول النزوح برفقة حفيدها تيم (5 أعوام)، وأن الرصاصة أُطلقت من موقع يتمركز فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت ابنتها سارة خريس، أنه وقبل يوم واحد من الحادثة، حاصرت الدبابات الإسرائيلية المنطقة السكنية التي يقطنون فيها ونشرت القناصة، ما أجبرهم على النزوح ومغادرة المكان لمحاولة النجاة.
وقالت إحدى قريبات السيدة هالة عبد العاطي إنها شهدت لحظة استهداف القناص الإسرائيلي للنازحين، في تصريحات أدلت بها لقناة الجزيرة. وأضافت أن السكان حاولوا النزوح بسبب محاصرة منطقتهم السكنية بالدبابات، وأن الجندي الإسرائيلي أمر المدنيين بالمرور من طريق اليسار بينما حاولت السيدة عبد العاطي أن تلتفت لمن معها حتى تتحرك معهم في الطريق نفسه، وفي تلك اللحظة استهدفها القناص الإسرائيلي على الفور.
تحقق مسبار من ادّعاءات إسرائيلية حول "الممر الآمن" نحو جنوب قطاع غزة
وكان مسبار قد تحقق من ادّعاءات مشابهة، صدرت عن حسابات إسرائيلية وداعمة لإسرائيل، حول استهداف حماس للمدنيين وعرقلتها لـ"النزوح الآمن".
إذ شاركت، في وقت سابق، مقطع فيديو على منصة إكس، ادّعت أنه للحظة إطلاق عناصر من حماس النار بشكل مباشر على النازحين، أثناء انتقالهم من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه، عبر “الممر الآمن” الذي حددته قوات الاحتلال.
وبالعودة إلى الفيديو وجد “مسبار” أنّه مجتزأ من سياقه الأصلي، ولا يوثق لحظة إطلاق عناصر من حماس النار بشكل مباشر على النازحين خلال انتقالهم من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه. وتبين أنّ المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، هو من شارك المشهد في حسابه على إكس بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، مشيرًا إلى أنه يوثق لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على النازحين عبر الممر الآمن في شارع صلاح الدين، الذي دعت إسرائيل المواطنين في شمالي قطاع غزة إلى الانتقال من خلاله إلى جنوبي القطاع.
وكشف مسبار أن الصورة التي نشرتها الحسابات الإسرائيلية للجندي الذي يساعد المسنّ الفلسطيني بشير حجي، تأتي بغرض الدعاية والتقاط مشاهد لمساعدة الفلسطينيين ثم إعدامهم.
ويظهر في الصورة بشير حجي (74 عامًا)، وهو من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، كان يحاول العبور إلى جنوبي القطاع على طريق صلاح الدين، قبل أن يُعدم ميدانيًّا من قبل جنود الاحتلال.
وعثر "مسبار" على شهادة نجل المسن بشير حجي التي رواها للتلفزيون العربي يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحدث فيها عن تفاصيل قتل والده برصاص قناص إسرائيلي في غزة.
وتستمر تغطية مسبار لأبرز الشائعات والأخبار المضللة حول الادعاءات الإسرائيلية المرتبطة بالعدوان على قطاع غزة، ويمكنكم الاطلاع على التحديثات اليومية لمواد التحقق عبر الرابط.
اقرأ/ي أيضًا
هل يحمي الجيش الإسرائيلي النازحين المتجهين جنوبًا من حماس كما ادعت الصحافية الفرنسية سارة دانيال؟
الصورة ليست لحاجز أقامته حماس لمنع دخول المساعدات إلى شمالي قطاع غزة