نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في 12 ديسمبر/كانون الأول الفائت، تحقيقًا، ذكرت فيه أن وحدة الحرب النفسية التابعة للجيش الإسرائيلي تدير قناة على منصة تيليغرام غير خاضعة لقيود رقابة المحتوى، تحمل اسم 72 فيرجنز أنسنسورد، وتعرض مقاطع فيديو ذات طابع عنيف.
وأشارت إلى أنّ القناة توثق تعامل الجنود مع جثث مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، ومشاهد تدمير قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الجاري.
الاحتلال يدير قناة تيليغرام تنشر محتوى عنيفًا خلال الحرب على غزة
وجاء في تحقيق الصحيفة، حينها، أن جيش الاحتلال أنكر إدارته للقناة، إلا أن مسؤولًا عسكريًا كبيرًا طلب عدم الكشف عن هويته، أكّد مسؤولية الجيش عن تشغيلها، منذ يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت. ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله "حقيقة أن الجنود يديرون مثل هذه الصفحة الإشكالية هو أمر فاضح".
وفي الرابع من فبراير/شباط الجاري، نشرت الصحيفة تقريرًا وثقت فيه اعتراف الجيش بمسؤوليته عن إدارة القناة، إذ ذكرت أنه تم فتح تحقيق داخلي لُخصت نتائجه ببيان مكتوب أرسله الجيش إلى هآرتس، جاء فيه أنهم وجدوا أن القناة كانت تدار عن طريق قواتهم، لكن “دون إذن من الإدارة العامة”. كما أفاد البيان أنّه "تم التعامل مع هذا الحادث بالشكل المناسب".
ووفقًا لتحقيق هآرتس، تستهدف القناة الجمهور الإسرائيلي، وتطلب منه إعادة نشر مقاطع الفيديو والصور، فضلًا عن مواد حصرية من تحقيقات أو معلومات متاحة فقط لجهاز الأمن.
كما ذكرت أنه جاء في وصف المشاهد العنيفة التي نشرتها القناة، عبارات من قبيل "يمكنك سماع عظامهم وهي تتكسر. سننشره على الفور، استعدوا"، وأرفقت صور لفلسطينيين أسرهم الجيش الإسرائيلي في القطاع، وصور جثث لمقاتلي حماس بتعليقات تقول "إبادة الصراصير... إبادة فئران حماس... شاركوا هذا الجمال"، وجاء في تعليق آخر "عصير قمامة!!!! إرهابي ميت آخر!! عليك أن تشاهده بالصوت، ستموت من الضحك".
وتزامن اعتراف الجيش الإسرائيلي، بمسؤوليته عن قناة 72 فيرجنز أنسينسورد، مع نشر جندي إسرائيلي مقطع فيديو له وهو يحقق مع مواطن فلسطيني تمت تعريته وتكبيل يديه وقدميه.
قناة أبو علي إكسبرس ذراع أخرى للبروباغندا الإعلامية الإسرائيلية
يشار إلى أن صحيفة هآرتس، كشفت في أغسطس/آب عام 2021، عن صلة قناة تيليغرام تحمل اسم أبو علي إكسبرس بالجيش الإسرائيلي، والتي برز نشاطها إبان أحداث حي الشيخ جراح في مايو/أيار 2021، عقب صدور أوامر إخلاء منازل عائلات فلسطينية لصالح مستوطنين. وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، معركة سيف القدس ردًا على ذلك، حينها.
وتشارك القناة التي ما تزال ناشطة حتى الآن، منشورات باللغتين العبرية والإنجليزية، وتصف نفسها بأنها مختصة في الشأن الفلسطيني–الإسرائيلي أولًا ثم الشأن العربي.
وتعرض محتوى حصريًا يتمثل في مقاطع فيديو مصورة في أماكن وجود قوات الاحتلال، إلى جانب مقالات تهاجم فيها صحافيين وسياسيين إسرائيليين معارضين لقرارات الحكومة الإسرائيلية.
وذكر تحقيق هآرتس، حينها، أن وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان تحول الصحفيين الذين يبحثون عن معلومات حول الأحداث في غزة إلى هذه القناة، رغم إصرارها على أن محتواها لا يأتي من أي مصدر عسكري.
ومن جهتها تنفي القناة كونها على أي صلة مباشرة أو موكلة رسميًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
أشكال الدعاية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة
ومنذ بدء العدوان الجاري على القطاع، في السابع من أكتوبر الفائت، رصد مسبار العديد من أشكال الدعاية التي انتهجها الاحتلال، للترويج للرواية الإسرائيلية، مثل الادعاءات المضللة التي اختلقها حول اعتداء حماس على الأطفال، وعمده إلى تشبيه حماس بداعش لكسب تعاطف المجتمع الدولي في حربها، إلى جانب دعم أذرع الاحتلال الإعلامية لحملة تهدف إلى التشكيك في مشاهد إصابة ومقتل الفلسطينيين، فضلًا عن نشره ادعاءات زائفة حول استسلام عناصر من المقاومة الفلسطينية عبر الاستعانة بالصور المولدة بالذكاء الاصطناعي.
اقرأ/ي أيضًا
تحقيق: فريق تطوع إسرائيلي نشر روايات مضللة عن قتلى 7 أكتوبر لجمع التبرعات
حسابات إسرائيلية تشارك معلومات مضللة مدّعية دعم وكالة الأونروا لحماس