تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو يظهر شابًّا عالقًا في أسلاك شائكة ممتدة فوق سياج معدني. وادّعى ناشرو المقطع أنّ من يظهر فيه هو طفلٌ فلسطينيٌّ يحاول اختراق السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
مؤشرّات ترجح أنّ مقطع الفيديو ليس من حدود غزة مع مصر
وجد "مسبار" مقطع الفيديو المُتداول منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الخامس من فبراير/شباط الجاري، ولم يذكر ناشروه حينها موقع تصويره ولا سياق المشهد الظاهر فيه.
لكن، وبمقارنة المعالم الظاهرة في المقطع، توصّل مسبار إلى عدم وجود تطابق بينها وبين معالم الحدود المصرية مع قطاع غزة. إذ يختلف شكل السياج المعدني الظاهر في المقطع ولونه ونوعه عن شكل ولون ونوع السياج الحدودي بين غزة ومصر.
ويظهر في المقطع المتداول خلف السياج مبنى، في حين يوجد خلف السياج المعدني الحدودي بين غزة ومصر جدار إسمنتي، يفصله عن السيّاج ممر فارغ.
وفي المقطع المتداول، يُلاحظ وجود أبواب تسمح بدخول ومغادرة المنطقة المحاطة بالسياج، وهو ما يتنافى مع وظيفة السياج الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، المتمثلة في حظر التنقُّل والنشاطات العابرة للحدود غير الخاضعة للرقابة الأمنية، وجعل بوابة معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد من وإلى قطاع غزة ومصر.
كما لا يسمح المقطع بتمييز ما إذا كان الشخص الذي تسلّق السياج يحاول اقتحام المنطقة المحاطة به أم الفرار منها.
ولاحظ مسبار أيضًا أنّ الشخص الذي وثّق المشهد كان يتحدث اللغة الإنجليزية ويقول، بلكنة أميركية، عن الشخص الذي تسلّق السياج وعلق بالأسلاك الشائكة، إنّه يريد الموت.
وبناء على المؤشرات أعلاه يُستبعد بالاستناد إلى ما سبق من معطيات أن يكون مقطع الفيديو قد صوّر على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
تهديدات إسرائيلية باجتياج بري واسع لمدينة رفح
جاء تداول مقطع الفيديو عقب صدور تهديدات إسرائيلية بالاحتياج البرّي لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وسط تحذيرات أمميّة من تفاقم الوضع الإنساني ومخاوف من تهجير سكّان القطاع إلى منطقة عازلة على الحدود مع مصر.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ووسائل إعلامية غربية، في وقت سابق، أن مصر تُقيم منطقة عازلة محاطة بجدران خرسانية قرب الحدود مع غزة، تحسبًّا لتدفق كبير للنازحين الفلسطينيين، إثر العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح.
مصر تنفي إنشاء منطقة عازلة لاستقبال النازحين من غزة
نفت مصر الأنباء المتداولة عن إنشائها منطقة عازلة لاستقبال النازحين الفلسطينيين من غزة، مشدّدة على رفضها للتهجير وعدم نيتها للمشاركة فيه.
وجاء في بيان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، أنّ بلاده "تنفي بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية، بشأن إعدادها لتشييد وحدات إيواء للفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، في حال تهجيرهم قسريًّا بفعل العدوان الإسرائيلي عليهم في القطاع".
وأكّد رشوان أنّ مصر "لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أيّ إجراءات تعطي انطباعًا يُروج له البعض تزويرًا، بأنها تشارك في جريمة تهجير الفلسطينيين التي تدعو إليها إسرائيل".
وأضاف "موقف مصر الحاسم منذ بدء العدوان هو الذي أعلنه رئيس الجمهورية وكل جهات الدولة المصرية عشرات المرات، وهو الرفض التام لأي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين من غزة إلى خارجها وخصوصا إلى الأراضي المصرية".
اقرأ/ي أيضًا
دعاية إسرائيلية تروج لمنع حماس وصول المساعدات إلى النازحين في قطاع غزة
ما حقيقة عدم وجود أدلة على إعدام إسرائيل مدنيين في غزة كما ذكرت بي بي سي؟