منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، عمد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صور مولدة بالذكاء الاصطناعي، وإرفاقها بادعاءات مضللة حول الأحداث الجارية في غزة.
تابع مسبار أبرز الصور المضللة التي انتشرت في هذا السياق، ووجد أنها انقسمت بشكل أساسي بين ادعاءات روجت لها حسابات إسرائيلية لخدمة روايتها، وادعاءات نشرتها حسابات عربية على أنها لتقدم فصائل المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال خلال المواجهات البرية بين الطرفين.
الدعاية الإسرائيلية تستغل الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي
روجت حسابات داعمة للدعاية الإسرائيلية لصورة ادعت أنها تظهر نفق أسلحة اكتشفته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عملياتها البرية في غزة، ولكن بالتدقيق في الصورة المتداولة وجد مسبار علامات عديدة تشير إلى أنها مختلقة بالذكاء الاصناعي وليست حقيقية، مثل اتخاذ الأسلحة الموجودة في الزوايا الداخلية للصورة شكلًا منحنيًا مطابقًا لانحناء الزاوية، بالإضافة إلى وجود زوائد في بعض البنادق الظاهرة في الصورة.
كما نشرت حسابات إسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي إكس، صورة ادّعت أنّها توثق التوغل الإسرائيلي في شوارع قطاع غزة، في ديسمبر/كانون الأول الفائت، إلا أن التدقيق في تفاصيل الصورة أشار إلى وجود علامات تدل على أن الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل الدخان الذي يخرج من المنازل بطريقة متشابهة، ورسم العلم الإسرائيلي على دبابة بالإضافة إلى وجود تشوهات في المنازل، وفي البنية الأساسية للصورة، مثل انعكاس الظل فيها.
إلى جانب هذا، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم التاسع من ديسمبر الفائت، صورة ادّعت أنّها لجنود من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، يحتفلون بعيد الحانوكا أو عيد الأنوار عند اليهود من أمام مبنى على شكل شمعدان الحانوكا.
ولكن بالتحقق، تبيّن أن الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي، إذ بدا أحد الجنود وكأنه دون رأس، كما لم يظهر أي دخان متصاعد في الهواء من ألسنة النار الظاهرة في الصورة، وغيرها من المؤشرات التي أشار إليها تحقق مسبار.
صور ذكاء اصطناعي وليست انتصارات للمقاومة الفلسطينية
روجت حسابات عربية منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، صورة ادعت أنها لقتلى من جنود الاحتلال خلال مواجهاتهم مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما تبيّن بالتمحيص في عناصر الصورة أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي وليست حقيقية.
وفي السياق، انتشرت صور ادّعى ناشروها أنّها تُظهر مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين، وتفجير مجموعة من عرباتهم عقب مواجهات مع عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، ولكن تبيّن وجود مؤشرات تؤكد أنها مفبركة وتم توليدها بالذكاء الاصطناعي، إذ ظهرت في الصور عناصر مفقودة من الأشكال، وتشوهات واضحة في ملامح الأشخاص، وخاصة في الأيدي والأرجل والوجوه، كما أن درجة الألوان في الصور غير واقعية وتشير إلى تصميم رقمي غير حقيقي.
كيف نكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي؟
وكان مسبار قد أوضح في مقال تفصيلي أبرز آليات الكشف عن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، من خلال تحديد إخفاقات التقنيات التوليدية، من قبيل التشوهات الواضحة في شكل اليد والأصابع البشرية، وتداخل العناصر المتقاربة بطريقة يصعب تمييز حدود كل عنصر في الصورة، وعدم التناسب بين أجزاء الجسم المختلفة، إلى جانب ظهور الأشخاص ببشرة براقة وعناصر الصورة بإضاءة مثالية، فضلًا عن وجود عناصر مشوهة في خلفية الصور.
اقرأ/ي أيضًا
كيف نكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي؟
الصورة لمدرعة إسرائيلية دُمّرت في جنين وليست من الحرب الجارية على غزة