يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليومه الثالث والأربعين بعد المئة، عقب تنفيذ الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كتائب عز الدين القسام، عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وفي السياق، سجّل عدد من الشخصيات العامة مواقف داعمة للفلسطينيين خلال الحرب الجارية، الأمر الذي جعلها في مرمى الادعاءات المضللة التي حازت على انتشار واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى جانب هذا، طاولت الشائعات شخصيات غير مشهورة أعلنت تضامنها مع سكان قطاع غزة ورفضت الحرب الإسرائيلية على القطاع، وقد رصد مسبار أبرز الادعاءات المضللة التي ارتبطت بأشخاص أعلنوا تضامنهم مع الفلسطينيين وجمعها في هذا المقال.
شخصيات عامة طاولتها الشائعات بسبب تضامنها مع فلسطين
في بداية الحرب على غزة، انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه من خطاب حديث للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد فيه بإرسال قوات تركية إلى فلسطين، ولكن بالتحقق تبيّن أن الخطاب المتداول يعود إلى مايو/أيّار عام 2018، وجاء خلال كلمة أردوغان، في القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مدينة إسطنبول حينها، حول قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وتزامنًا مع إعلان الرئيس البرازيلي موقفًا مساندًا لأهالي غزة ووصفه الحرب الإسرائيلية على القطاع بـ"الإبادة الجماعية"، انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يظهر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وهو يبكي، ادعى متداولوه أن سبب بكائه معاناة أهالي غزة في الحرب الجارية.
إلا أن الفيديو في حقيقته يعود إلى نوفمبر/تشرين الأول عام 2022، ويوثق بكاء لولا دا سيلفا، خلال حديثه عن الحرب ضد الفقر والمجاعة في البرازيل، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، آنذاك.
وبعد نشر الشيف التركي الشهير بوراك أوزديمير، مقطع فيديو أعلن من خلاله عن تضامنه مع الفلسطينيين في غزة خلال الحرب الجارية، ادّعى متداولون أن الصور التي انتشرت له حديثًا في مخيمات لاجئين تم التقاطها مع أهالي غزة، على الرغم من أنها توثّق زيارته إلى مخيمات اللاجئين في إدلب شمالي سوريا.
ادعاءات مضللة عن أشخاص تضامنوا مع فلسطين
حازت صورة تضامنية ظهر فيها أستاذ جامعي رفقة مجموعة من الطلبة وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية في فصل دراسي، على تفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولتها العديد من الحسابات باللغتين العربية والإنجليزية على أنها التُقطت في جامعة هارفارد الأميركية، ولكن تبيّن بالتحقق أن الصورة تظهر الأستاذ الجامعي الأردني في الهندسة الميكانيكية مهند الرواشدة، وقد التُقطت في كلية البوليتكنك في جامعة البلقاء التطبيقية الأردنية.
كما لقي مقطع فيديو لقاضٍ مصري، ناصر فيه أهالي غزة وهاجم الاحتلال الإسرائيلي، خلال ترأسه جلسة أقيمت في محكمة شبرا الخيمة، يوم التاسع عشر من أكتوبر الفائت، انتشارًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل، الذين تداولوه رفقة ادعاء مضلل مفاده أن الفيديو يتضمن إصدار القاضي قرارًا بالقتال في فلسطين نصرة للمظلومين في قطاع غزة، خلال العداون الإسرائيلي الجاري.
ولكن بالتحقق اتضح أن القاضي لم يصدر أي قرار رسمي بالقتال في فلسطين، والمشهد المتداول لا يعدو كونه موقفًا تضامنيًا مع الفلسطينيين.
نجوم كرة قدم نسبت إليهم ادعاءات مضللة بالتضامن مع غزة
من جهة أخرى، طاولت الإشاعات شخصيات عامة في كرة القدم حول تضامنهم مع أهالي غزة، إذ نُسب للمدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي، مدرب فريق برايتون الإنجليزي، قولًا زائفًا بأنه ”يدعم القضية الفلسطينية ويتمنى أن يعم السلام في البلاد الإسلامية“، ولكن تبيّن أن الحساب الذي نشر الادعاء منتحل ولا يعود لزيربي، إذ نشر الأخير أنه لا صلة له أو ممثليه بالحساب. وقد طلب النادي من شركة ميتا إزالته في أقرب وقت ممكن.
كما نُسب ادعاء زائف من حساب منتحل إلى مدرب فريق برشلونة الإسباني، تشافي هيرنانديز، يعزي فيه أسر ضحايا القصف على قطاع غزة ويتمنى الشفاء للمصابين.
وفي السياق، انتشرت على نحو واسع صورة للاعب الإسباني كارليس بويول، تحت عنوان "بطل العالم بألوان علم فلسطين"، وتظهره وهو يحمل قميصًا رُسمت عليه خريطة فلسطين ويحمل ألوان علمها، إلا أنه بالتحقق تبيّن أن الصورة التُقطت قبل الأحداث الجارية في غزة، من قبل أحد مصوري نادي ديبورتيفو باليستينو التشيلي، الذي اغتنم فرصة وجود اللاعب الإسباني في البلاد وأهداه قميصًا تذكاريًا تظهر فيه الخريطة الفلسطينية.
ما الذي يمنع بعض المشاهير من إعلان تضامنهم مع الفلسطينيين؟
وتناول مسبار في تقرير سابق أسباب امتناع بعض المشاهير والشخصيات العامة، تحديدًا في هوليوود عن إعلانهم مواقف داعمة للفلسطينيين، إذ أوضح الدور الذي تلعبه ثقافة الإلغاء على التعاملات العلنيّة للمشاهير في هوليوود والتي ترتكز على المقاطعة والعزل الثقافيين للشخصيات التي تتخذ مواقفًا غير متفق عليها مثل التضامن مع الفلسطينيين، والضغط على شركائهم المهنيين للانضمام إلى المقاطعة، لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقّ هذه الشخصيات.
من جانب آخر، لا ينجو مشاهير هوليوود من اتهامات مضمونها معاداتهم للسامية حال إعلانهم أي موقف تضامني مع الفلسطينيين، ففي مطلع عام 2022، نشرت الممثلة الإنجليزية إيما واتسن، صورة عبر حسابها على إنستغرام، تُظهر لقطة من مظاهرة مساندة لفلسطين كُتبت عليها عبارة "التضامن فعل"، أرفقتها واتسون باقتباس عن أهمية التضامن رغم اختلاف التجارب. إذ سارع داني دانون، وهو وزير إسرائيلي سابق في حكومة نتنياهو، إلى وصفها بالمعادية للسامية، وذلك على الرغم من أنّ المنشور لم يذكر شيئًا عن اليهود ولم يُشر إليهم حتى.
وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/أيار عام 2021، خصّصت صحيفة ذا نيويورك تايمز إعلانًا تهجم فيه مموِّل الإعلان، وهو يهودي أرثودوكسي أميركي يُدعى رابي شمولي، على الشقيقتين بيلا وجيجي حديد والمغنية البريطانية ذات الأصول الألبانية، دوا ليبا، اللواتي ندّدن في وقت سابق بجرائم إسرائيل ضدّ الفلسطينيين.
هذا وقد أضاء المقال على تراجع نجمي هوليوود بينيلوبي كروز وزوجها خافيير باردام في عام 2014، عن توقيع رسالة مفتوحة، اتّهمت إسرائيل بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في حربها ضد غزة، وذلك إثر تلقّيهما انتقادات واتهامات بالتحريض على معاداة السامية.
اقرأ/ي أيضًا