مشاهد مضللة مرتبطة بالضفة الغربية في سياق الحرب على غزة

لطالما ترتّب عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة توتر الأوضاع في الضفة الغربية. وحدث ذلك مرة جديدة عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع أكتوبر الفائت.

ورافق الأحداث المتزامنة في غزة وفي الضفة الغربية، انتشار العديد من الادعاءات المضللة، فنُسبت بعض الصور ومقاطع الفيديو من غزة إلى مواجهات في الضفة الغربيّة، كما استُخدمت صور مشاهد من مناطق في الضفة على أنّها من الحرب الدائرة في قطاع غزة.

فيديو قديم منسوب إلى الاشتباكات الأخيرة في مخيم جنين

تناقلت حسابات على مواقع التواصل مقطع فيديو، ادعت أنّه من المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مخيم جنين خلال الأحداث الأخيرة.

بعد التدقيق والبحث، كشف مسبار أنّ مقطع الفيديو قديم، وأنّه لأحداث وقعت في الرابع يوليو/تموز 2023. ويُظهر المقطع اشتباكات دارت في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، بين مقاومين وجيش الاحتلال، ونشره المصور الصحفي هشام أبو شقرة على منصة انستغرام، في السادس يوليو/ تموز 2023.

فيديو مجتزأ من فيلم وثائقي أميركي

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعى متداولوه أنّه للحظة اختطاف جندي إسرائيلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، في الرابع مارس/آذار الجاري.

وتبيّن لمسبار بعد التحقّق أنّ الادعاء مضلّل، وأنّ مقطع الفيديو قديم ومجتزأ من فيلم وثائقي أميركي أُنتج عام 2007، عنوانه "Redacted". ويروي الفيلم قصة اعتداء جنود أميركيين على فتاة عراقية، ثمّ قتلها مع عائلتها في منطقة المحمودية، قرب العاصمة العراقية بغداد. وليست للمشهد أي صلة بحادثة اختطاف جندي إسرائيلي في رام الله حديثًا.

تداول مشاهد اشتباكات قديمة في جنين على أنها من غزة

في 31 يناير/كانون الثاني الفائت، نشر حساب "إسرائيل بالعربية" مقطع فيديو على موقع إكس، ادّعى أنّه يُظهر مسعفًا بلباس مدني ينقل السلاح إلى عنصر من حماس، خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة.

تحقّق مسبار من الادعاء ووجد أنّه مضلّل، إذ تبيّن أنّ مقطع الفيديو قديم وأنّه من اشتبكات دارت في جنين، بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

مقابلة سي بي أس مع عناصر من حماس في الضفة وليست في غزة

نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها لمقابلة أجرتها قناة سي بي أس الأميركية مع جنود من حركة حماس، داخل نفق في قطاع غزة.

تحقّق مسبار من الصورة واتّضح أنّها من مقابلة أجرتها القناة نفسها مع قائد من كتائب القسام يُدعى أبو عابد، ونشرتها في 15 فبراير/شباط الفائت. لكن المقابلة أجريت في الضفة الغربية، حيث تسمح سلطات الاحتلال لوسائل الإعلام الأجنبية بأداء عملها دون مرافقة، وليس في قطاع غزة، الذي تمنع إسرائيل دخول وسائل الإعلام الأجنبية إليه دون مرافقة جيش الاحتلال.

صورة لمدرعة إسرائيلية دُمّرت في جنين وليست في غزة

نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة، ادّعت أنّها لمدرعة نمر إسرائيلية دمّرتها كتائب القسام بعبوة شواظ، خلال الحرب الجارية على غزة.

بحث مسبار عن أصل الصورة وتبين أنّها قديمة، وأنّ حسابات إخبارية نشرتها في 19 يونيو/حزيوان 2023، وقالت إنّها لآلية نمر مصفحة، تابعة للجيش الإسرائيلي، دُمّرت نتيجة استهدافها بعبوة ناسفة، في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

تصاعد حدة التوتر في الضفة الغربية تزامنًا مع الحرب على غزة

زادت حدّة التوتر في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وتشير إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ 425 فلسطينيًّا قد قتلوا على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، منذ السابع أكتوبر الفائت.

وكثّف الاحتلال خلال الفترة ذاتها عمليات الهدم العقابية للمباني السكنية، في جميع أنحاء الضفة الغربية. ودمّر الاحتلال نحو 82 مبنى سكنيًّا في الضفة، متسبّبًا بتهجير 537 فلسطينيًّا، بينهم 238 طفلًا. 

وأشارت وزارة الصحة إلى أنّ عمليات الهدم العقابية تعتبر شكلًا من أشكال "العقاب الجماعي"، وأنّها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة منذ السابع أكتوبر 2023، في رد فعل انتقامي أعقب عملية طوفان الأقصى، التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة، والتي قُتل فيها نحو 1200 إسرائيلي وأُسر مئات المستوطنين والجنود.

اقرأ/ي أيضًا

الصورة لمدرعة إسرائيلية دُمّرت في جنين وليست من الحرب الجارية على غزة

فيديو قديم وليس للاشتباك الأخير بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم جنين