` `

ادعاءات مضللة ترافق أزمة المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

هاجر عبيدي هاجر عبيدي
أخبار
9 مايو 2024
ادعاءات مضللة ترافق أزمة المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس
مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء يتجمعون بالقرب من خيامهم في جبنيانة (Getty)

بالتزامن مع تجدد أزمة المهاجرين في تونس تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعاءات مضللة حول أعداد المهاجرين وأخرى حول تدفقهم إلى تونس.

وشاركت حسابات حديثًا، صورة ادّعى ناشروها أنّها لعنصر أمن في الحرس الوطني التونسي، قُتل على يد أفارقة من جنوب الصحراء.

بالتحقّق وجد “مسبار” أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ الصورة لعنصر الحرس الوطني التونسي، محي الدين المرساني، التابع لسرية التدخلات السريعة في جندوبة، والذي توفى اثر نوبة قلبية في مارس/آذار عام 2020.

تحقق مسبار من صورة أمني ادّعى ناشروها أنّه قتل على يد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء
تحقق مسبار من صورة أمني ادّعى ناشروها أنّه قتل على يد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء

كما يعيد ناشرون مشاركة مقطع فيديو ادّعوا أنّه لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في طريقهم إلى تونس عبر الجزائر.

صورة متعلقة توضيحية
ادّعاء بأن الفيديو لمهاجرين غير نظاميين باتجاه تونس

تحقّق "مسبار" في وقت سابق من الادّعاء، ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو ليس لأفارقة في طريقهم إلى تونس، إنّما في طريقهم عبر الصحراء من الجزائر إلى النيجر.

نُشر مقطع الفيديو للمرة الأولى في حساب على منصة تيك توك باسم عبد الكريم كيت، يوم الأول من سبتمبر/أيلول 2022. ووثق هذا الحساب رحلة قطعها أفارقة في الصحراء حتى الوصول إلى النيجر، يوم السابع من سبتمبر.

عدد المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس ليس مليون مهاجر

صرح الناشط السياسي زياد اليحياوي في برنامج "فري تايم"، الذي يبثه راديو6 المحلي، بأنّ المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء أصبحوا يمثلون تهديدًا للأمن القومي التونسي وأن عددهم أصبح يتجاوز مليون شخص.

تثبت مسبار من الرقم الذي قدمه اليحياوي ووجد أنّه مضلل، إذ وفق المسح الوطني للهجرة الدولية الذي أصدره المعهد الوطني للإحصاء في تونس، في السابع ديسمبر/كانون الأول 2021، قُدر عدد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بـ21 ألفًا و466 مهاجر، فيما قدره مركز الهجرة المختلطة بحوالي 57 ألفًا و500 مهاجر وذلك وفق أرقام المفوضية السامية للاجئين.
من جهته أكد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، في تصريح لإذاعة جوهرة إف أم المحلية، حديثًا، أن عدد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس يبلغ 100 ألف.

وبدراسة الأرقام التي تؤكدها المنظمات غير الحكومية حول أعداد المهاجرين في تونس، فإنّ رقم مليون مهاجر، لا يستند إلى أي إحصائيات رسمية.

الأخبار المضللة جزء من مخطط لإشاعة الخوف من الأفارقة

ين الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، أن نشر الأخبار المضللة حول المهاجرين، سلوك متداول منذ السنة الفائتة ويندرج في إطار خطاب تضليلي ودعائي لتشويه صورة المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك من خلال استعمال صور وفيديوهات لأحداث لم تحدث في تونس ويقع نسبها لتونس وكذلك من خلال نسب جرائم إليهم. 
وقال في حديث مع مسبار، إن من يقفون وراء هذه السلوكيات يعون جيدًا أن الإشاعة عندما تنتشر، عملية تصحيحها تكون بطيئة، وبالتالي الهدف واضح وهو نسخ صورة سيئة عن المهاجرين غير النظاميين لدى التونسيين وهو جزء من مخطط لإشاعة الخوف منهم وربطهم بالجريمة وغيرها من التجاوزات.

ويعتبر بن عمر، أن مثل هذه الأخبار المضللة تؤثر على المواطن البسيط الذي يرزخ تحت "المكينة الدعائية" على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منها "فيسبوك وتيك توك" وينساق وراء نظرية المؤامرة فيصبح في موقف دفاع كلما التقى بمهاجر. كما تؤثر الأخبار المضللة، وفق بن رمضان، على المهاجرين أنفسهم الذين تم تنميط صورتهم على أنهم مصدر للجريمة وللأمراض المعدية، وهذا ما يجعلهم في عزلة تامة عن مجتمع العبور ويعمق الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل المواطنين سواء عن حسن أو سوء نية.

وأعرب بن رمضان عن تضامنه “مع المواطنين المتضررين في أملاكهم الخاصة والمتضررين من سياسية الدولة التي اختارت نقل المهاجرين لغابات الزياتين”، وفقه، داعيًا الدولة إلى تحمل مسؤوليتها من خلال نقل المهاجرين إلى مراكز إيواء مفتوحة يتلقون فيها الخدمات الأساسية وتخفيف درجة الاحتقان مع التونسيين. كما دعا الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤوليتها ليس من الناحية الأمنية فقط بل من خلال نقل المهاجرين العالقين في تونس إلى دول أخرى.

أزمة المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

تعيش تونس على وقع احتجاجات متواترة خاصة في محافظة صفاقس، مطالبة بضرورة التدخل السريع لإجلاء المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء بعد أن نصبوا مخيمات في الممتلكات الخاصة للمواطنين التونسيين، الذين أعربوا عن تضررهم من تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد، قد صرح خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي، في السابع من مايو الجاري، أن المهاجرين يتدفقون على تونس بالمئات، مؤكدًا وجود تنسيق مستمر بين تونس والدول المجاورة.

ولفت سعيد إلى أن الهجرة غير النظامية قضية دولية، “لكنها أيضًا داخلية وما كان لها أن تتفاقم أو تستفحل بهذا الشكل لولا الوضع الداخلي غير الطبيعي”.

وتساءل حول كيفية دخول المهاجرين للبلاد وتدفقهم بالآلاف وتوطينهم خارج أي إطار قانوني لسنوات، مشددًا على أن المهاجرين هم ضحايا نظام عالمي غير عادل.

اقرأ/ي أيضًا

الصورة لعنصر أمن تونسي توفي عام 2020 ولا علاقة للمهاجرين الأفارقة بموته

الادّعاءات المضللة حول المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

الأكثر قراءة