خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة LCI الفرنسية، مساء أمس الخميس 30 مايو/أيار، رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خريطة أراد أن يظهر بها صغر مساحة إسرائيل مقارنة بمساحة العالم العربي. لكن أكثر ما لفت الانتباه في الخريطة، التي أظهرت الحدود الجغرافية للدول العربية، كان فصلها للصحراء الغربية عن المغرب، الذي يعتبرها إقليمًا تابعًا له.
أثار المشهد تساؤلات عمّا إذا كانت إسرائيل قد تراجعت عن اعترافها بسيادة المغرب على الإقليم، والذي جاء أيضًا عقب اعتراف أميركي بمغربية الصحراء الغربية.
المغرب يطبع علاقاته مع إسرائيل
تعود أولى بوادر الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية إلى ديسمبر/كانون الأول عام 2020، عندما وقّعت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، اتفاقًا ثلاثيًا مشتركًا بين الولايات المتحدة وكلٍّ من المغرب وإسرائيل. ونصّ الاتفاق على أنّ تطبع الدولتان علاقاتهما، وتعترف الولايات المتحدة بموجبه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتدعم مقترح الحكم الذاتي البديل الذي قدّمه لحلِّ النزاع.
لم يُلزم الاتفاق الثلاثي المشترك إسرائيل بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لكن الحكومة الإسرائيلية اعترفت بها في يوليو/تموز عام 2023. ووجه بتلك المناسبة ملك المغرب، محمد السادس، دعوة رسمية إلى بنيامين نتنياهو لزيارة المغرب.
ازدواجية موقف الإدارة الأميركية من الصحراء الغربية
أمّا الولايات المتحدة فاتسمت مواقفها منذ تولي بايدن الرئاسة خلفًا لترامب، بعدم الوضوح، إذ لم تتراجع من جهة عن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لكنها أكدت من جهة ثانية دعمها جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، إذ تعتبرها إقليمًا لا يتمتع بالحكم الذاتي.
ولدى الأمم المتحدة بعثة تشكلت بموجب قرار، أصدره مجلس الأمن الدولي عام 1991، بعد الاتفاق على خطة تسوية بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية.
ونصّت خطة التسوية الأممية على التحضير لمرحلة انتقالية يُستفتى فيها مواطنو الصحراء الغربية على الاستقلال أو الاندماج مع المغرب، ويشرف على تنظيم الاستفتاء المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.
ما الذي يعيق تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية؟
حالت خلافات حول من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء، دون تنظيمه. وأشارت تقارير إعلامية إلى أنّ كلاًّ من المغرب وجبهة البوليساريو حاولا تغيير التركيبة الديمغرافية للمشاركين في الاستفتاء بهدف التأثير على نتيجته.
وفي حين ترفض جبهة البوليساريو أيّ خطة لا تتضمن خيار الاستقلال، يرفض المغرب قطعًا أيّ خطة استفتاء يكون الاستقلال خيارًا فيه. ويستمر المغرب في رفض تقرير المصير الذي تطالب به البوليساريو، فيما تستمر البوليساريو في رفض مخطط الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب في إبريل/نيسان عام 2007.
توضيح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بشأن الخريطة
اعتذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي، حسان كعبية، مساء أمس الخميس، عمّا وصفة بالخطأ التقني غير المقصود التي ترتب عنه فصل إقليم الصحراء الغربية عن المغرب في الخريطة التي رفعها نتنياهو. وقال كعيبة في منشور على موقع إكس مخاطبًا ملك المغرب والشعب المغربي "إنّ المغرب في صحرائه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها"، مؤكّدًا عدم نيّة إسرائيل التراجع عن "اعترافها التاريخي بمغربية الصحراء".
إقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة الموقف الأميركي من قضية الصحراء الغربية؟
فيديو هتافات جماهير الرجاء البيضاوي عن الصحراء من تونس وليس من الجزائر