` `

إسرائيل تستغل المحتجزين في غزة لأغراض دعائية لمواصلة حرب الإبادة

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
1 يوليو 2024
إسرائيل تستغل المحتجزين في غزة لأغراض دعائية لمواصلة حرب الإبادة
صورة لأسرى إسرائيليين أفرجت عنهم حماس في إطار صفة التبادل مع إسرائيل (إكس)

اطّلع على المقال الأصلي باللغة الإنجليزية هنا

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، باشرت الحكومة الإسرائيلية حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في بلدان غربية كبرى، هدفها حشد الدعم لحملة الإبادة التي تقودها في قطاع غزة. استخدمت إسرائيل بشكل متكرر المحتجزين الإسرائيليين في القطاع لأغراض الدعاية، واستغلتهم لتبرير حربها المتواصلة ضد المدنيين في غزة.

إسرائيل تدعي عدم وجود مدنيين أبرياء في غزة

شاركت حسابات الحكومة الإسرائيلية على منصة إكس، مقطع فيديو استُخدم فيه اقتباس لرهينة تم تحريرها من غزة حديثًا، تؤكّد أنّه "لا وجود لمدنيين أبرياء" في غزة. سبّب هذ التصريح الاستياء على الإنترنت بسبب حصيلة وفيات الفلسطينيين العالية نتيجة حملة الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.

تضمن الفيديو الذي مدته 51 ثانية صورًا ومقاطع مرتبطة بعملية السابع أكتوبر ضد إسرائيل، والعدوان الإسرائيلي الذي تبعها. كما أدرجت في الفيديو مقابلة مع ميا شيم أجريت في ديسمبر/كانون الأول الفائت، بعد وقت قصير من إطلاق سراحها، تقول فيها "ليس هناك مدنيون أبرياء هناك. تعيش الأسر هناك تحت سيطرة حماس".

تمت مشاركته الفيديو، الذي نُشر للمرة الأولى على الحساب الرئيسي للحكومة الإسرائيلية، @Israel، على منصة التواصل الاجتماعي إكس، على نطاق واسع.

وعلى الرغم من أنّ المنشور الأصلي حُذف بعد فترة وجيزة، إلا أنّ نسخًا مشابهة له ظهرت على حسابات أخرى على منصة إكس، تديرها الحكومة الإسرائيلية، من بينها منشورات لسفارتي إسرائيل في ليتوانيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى قنصليتها في لوس أنجليس.

صورة متعلقة توضيحية
منشور القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلوس
صورة متعلقة توضيحية
منشور السفارة الإسرائيلية في كوريا الجنوبية

أثار استخدام الحكومة الإسرائيلية عبارة "لا يوجد مدنيون أبرياء" في مقطع فيديو رسمي انتقادات واسعة، إذ أدانها الكثيرون باعتبارها محاولة لتبرير قتل المدنيين، في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.

وخلافًا للادعاء المنتشر عن "عدم وجود مدنيين" في قطاع غزة، راح ضحية الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الفائت، نحو 37 ألفًا و396 فلسطينيًّا، من بينهم 15 ألفًا و694 طفلًا فقدوا حياتهم، كما بات 17 ألف طفل أيتامًا بسبب الحرب. وقُتلت 10 آلاف و18 امرأة، وفق مكتب الإحصاء الفلسطيني.

صورة متعلقة توضيحية
إحصائيات الفلسطينيين الذين أودت الحرب بحياتهم منذ 7 أكتوبر

في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في 16 أكتوبر الفائت، شوهدت ميا شيم وهي تخضع لعملية جراحية على ذراعها المكسورة، وقالت حينها إنها عولجت بشكل جيد وحصلت على الأدوية اللازمة، وأنّها وجدت أن كل شيء على ما يرام في غزة. وفي مقابلة لاحقة بعد إطلاق سراحها، تحدّثت شيم عن تجاربها الإيجابية في غزة، وأشارت إلى طيبة أهلها وجودة الطعام هناك.

لقطة شاشة من فيديو ميا شيم الذي نشرته كتائب القسام
لقطة شاشة من فيديو ميا شيم الذي نشرته كتائب القسام

لكن موقف شيم تغيّر بعد إطلاق سراحها، إذ تبنّت رواية، قد تكون قسرية، تتماشى مع الدعاية الإسرائيلية.

ميا شيم تتراجع عن أقوالها وتدّعي أنّها أجبرت على تصوير فيديو قبل إطلاق سراحها والحديث عن تجربتها
ميا شيم تتراجع عن أقوالها وتدّعي أنّها أجبرت على تصوير فيديو قبل إطلاق سراحها والحديث عن تجربتها

الأسير الإسرائيلي رون بنيامين لم يُقتل في 7 أكتوبر

في بيان صدر في 18 مايو/أيار الفائت، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أنّ رون بنيامين، أسير إسرائيلي في قطاع غزة، قُتل في 7 أكتوبر. وأضاف أنهم انتشلوا جثة رون بنيامين إلى جانب جثث ثلاثة رهائن آخرين، تم التأكد من هوياتهم أيضًا. 

بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن رون بنيامين (يوتيوب)
بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن رون بنيامين (يوتيوب)

ونشرت وسائل الإعلام معروفة، مثل بي بي سي، ادّعاء مقتل رون في 7 أكتوبر 2023.

لقطة شاشة من تقرير بي بي سي
لقطة شاشة من تقرير بي بي سي

لكن فريق مسبار عثر على مقال، نشره موقع Ynet العبري، يدحض هذا الادعاء. ففي الثاني من ديسمبر 2023 نقل الموقع أنّ عائلة رون بنيامين تلقت رسالة رسمية تفيد بأنّه اختُطف واقتيد إلى قطاع غزة، خلال عملية السابع من أكتوبر، وهو ما يتناقض مع التقارير السابقة عن وفاته في اليوم ذاته.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة من تقرير Ynet

وقال شوكي، شقيق رون، لموقع Ynet، إنهم شعروا بالارتياح عندما علموا أنّه على قيد الحياة. "إنه شعور جيد بعد فترة طويلة من عدم معرفة ما حدث له. ومن المضحك أنني سعيد لأنّ أخي اختُطف".

يثير هذا الادعاء احتمال أن تكون ظروف وفاة رون غير واضحة. ومن المحتمل أن يكون قد قُتل إلى جانب عشرات الأسرى الآخرين خلال الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العدوان.

مزاعم إسرائيل المتناقضة بشأن استعادة جثة شاني لوك من غزة

شاركت إسرائيل روايتين متناقضتين بشأن استعادة جثة شاني لوك، الأسيرة الألمانية الإسرائيلية المحتجزة في قطاع غزة، في أكتوبر 2023.

في 30 أكتوبر 2023، ذكر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقابلة مع صحيفة بيلد، أنّ شاني لوك قُتلت بعد نقلها إلى غزة، مدعيًا أنّ الجيش الإسرائيلي عثر على جثتها وجمجمتها، التي زعم أن حماس قطعتها دون أن يقدّم دليلًا على ذلك.

لقطة شاشة من مقابلة بيلد مع هيرتسوغ
لقطة شاشة من مقابلة بيلد مع هيرتسوغ

لكن، في 18 مايو 2024، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي إنّه قد عُثر على جثة شاني لوك، مع جثتي أسيرين آخرين، في غزة قبل استعادتهما.

لقطة شاشة من تقرير لآسوشييتد برس
لقطة شاشة من تقرير لآسوشييتد برس

إسرائيل تستغل فيديو مجنّدات أسيرات لأغراض دعائية

في 23 مايو، نشرت عائلات خمس أسيرات إسرائيليات، اختطفن من قاعدة نحال عوز في السابع من أكتوبر، مقطع فيديو لهن في محاولة يائسة للضغط على نتنياهو، لقبول صفقة الرهائن مع حماس.

ونشرت عائلات المجنّدات مقطع الفيديو للعامة بعدما حصلت عليه من الجيش الإسرائيلي، الذي رفع، لأسباب غير واضحة، السرية عن لقطات الكاميرات التي كانت مثبتة إلى أجسادهن، عند وقوعهن في الأسر.

وذكر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإسرائيلي، أنّ نشر الفيديو يهدف إلى الضغط على الحكومة للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، من أجل إطلاق سراح الأسرى.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة من تقرير للجزيرة

ورغم ذلك، أقدمت حسابات مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية بفبركة الفيديو، وادّعت أن الأسيرات الخمس مدنيات إسرائيليات. واستغلت إسرائيل مقطع الفيديو لأغراض دعائية لمواصلة حملة التطهير، التي تشنها ضد المدنيين في غزة.

صورة متعلقة توضيحية

وردًّا على ذلك، وصفت حماس الفيديو بأنّه "مقتطع تم التلاعب به" و"لا يمكن التحقّق من صحته"، وقالت إنّ نشره هو جزء من جهود إسرائيل لتشويه صورة المقاومة. كما اتهمت حماس إسرائيل بتحرير اللقطات بشكل انتقائي لدعم مزاعم الاعتداء، مشيرة إلى أنّ إصابات المجنّدات طفيفة ومتوقعة في مثل هذه المواقف.

ونشر فريق مسبار مقالًا بعنوان "جوانب مضللة في الفيديو الإسرائيلي للمجندات الخمس اللواتي احتجزتهن حماس في 7 أكتوبر". ودحض المقال الادعاءات الإسرائيلية المنشورة على نطاق واسع عن الفيديو المذكور.

إسرائيل تستخدم الإعلانات المدفوعة لحشد الدعم ومواصلة قتل المدنيين في غزة

منذ 7 أكتوبر، أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي في الدول الغربية الكبرى، لحشد الدعم لحربها على غزة. تم تداول صورة طفل ميت ملطخ بالدماء، ومخفي الملامح على موقع إكس، مصحوبة برسالة من وزارة الخارجية الإسرائيلية نصها “هذه أصعب صورة نشرناها على الإطلاق. وبينما نكتب هذا، نحن نرتجف”.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة من تقرير لبوليتيكو

وكجزء من استراتيجيتها، دفعت إسرائيل العشرات من الإعلانات التي تحتوي على صور وحشية ومحركة للعواطف عبر منصات مثل إكس ويوتيوب، وفقًا للبيانات التي استعرضها موقع بوليتيكو. أصبح الدفع مقابل الإعلانات عبر الإنترنت التي تستهدف بلدانًا ومجموعات سكانية محددة أداة أساسية للحكومات لتضخيم رسائلها.

وفيما يزيد قليلًا عن أسبوع في شهر أكتوبر، عرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية 30 إعلانًا، تمت مشاهدتها أكثر من أربعة ملايين مرة على إكس، وفقًا لبيانات المنصة. وكانت مقاطع الفيديو والصور المدفوعة هذه، والتي بدأت في الظهور في 12 أكتوبر، تستهدف البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عامًا في بروكسل وباريس وميونيخ ولاهاي.

وتصور الإعلانات حماس على أنّها "مجموعة إرهابية شريرة"، على غرار تنظيم داعش، وتصور نطاق وأنواع الانتهاكات، بما في ذلك الصور الشنيعة. وتضمّن مقطع فيديو آخر مدفوعٌ أيضًا، نُشر على إكس، نصًّا يماثل بين "داعش" و"حماس". "لقد هزم العالم داعش. العالم سيهزم حماس"، جاء في خاتمة الإعلان.

على موقع يوتيوب، أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 75 إعلانًا مختلفًا، بعضها مزعج أكثر من غيره. واستهدفت هذه الإعلانات المشاهدين في الدول الغربية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وفي أكتوبر 2023، ركّزت إسرائيل بشكل أساسي على أوروبا من خلال روايتها الهادفة لكسب الدعم، ووجهت ما يقرب من 50 إعلان فيديو باللغة الإنجليزية إلى مواطني دول الاتحاد الأوروبي.

تمثّل هذه المنشورات تصعيدًا للخطاب الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ نشرت الحسابات الرسمية، التي تسيّرها إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشكل متكرر مقاطع فيديو وإعلانات مصورة للتأثير على الرأي العام.

وتجدر الإشارة إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين اتهموا في وقت سابق بتجاوز الخطوط الخطابية. فبعد عملية 7 أكتوبر، صرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مؤتمر صحفي أنّ "الأمة بأكملها هي المسؤولة"، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني. واستشهدت محكمة العدل الدولية في وقت لاحق بكلماته في تقرير ينتقد سلوك إسرائيل، على الرغم من أنّ هرتسوغ ادّعى أنّ كلماته أُخرجت من سياقها.

لقطة شاشة من تقرير لإن بي سي نيوز
لقطة شاشة من تقرير لإن بي سي نيوز

اقرأ/ي أيضًا

كم عدد صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل؟

رغم النفي الإسرائيلي.. أدلة على استخدام الاحتلال الكلاب العسكرية في مهاجمة الفلسطينيين

الأكثر قراءة