أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي في تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت، بأنّ نسبة الدمار في قطاع غزة هي 16% فقط، منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى نهاية شهر مايو/أيار 2024. وأضاف جيش الاحتلال أنّ ما نسبته 36% من المباني المؤقتة وغير الدائمة على غرار الحظائر والشقق والمخيمات والمواقع الزراعية في القطاع، قد دُمّر خلال الفترة نفسها.
ووفقًا للبيانات الإسرائيلية، فقد دُمّر 35952 مبنى دائمًا، و84276 مبنىً مؤقتًا فقط، وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّ هذه الإحصائيات تمت باستخدام رسم خرائط جوية بواسطة مجموعة 9900 التابعة لسلاح الجو، وأضاف أنه إلى حدود عشية الحرب، كان هناك 453188 مبنى في القطاع، منها 235427 مبنى مؤقتًا، فيما تمثل البقية مباني دائمة.
وذكر الاحتلال بأنه من المحتمل ألا يكون هناك تغيير كبير في المستقبل بخصوص عدد المباني المدمرة، إذ من المتوقع أن ينهي الجيش نشاطاته التي قد يسفر عنها تدمير في المباني.
كما اعترف الاحتلال بأن آلاف المباني التي دُمّرت لم تكن بالضرورة تتبع للفصائل أو استخدمها مقاومون، لكنه اتخذ قرارًا بتدميرها لأنها تقع بالقرب من الحدود مع إسرائيل، لإنشاء منطقة عازلة بين مستوطناته ومناطق القطاع بمسافة عرضها نحو كيلومتر.
دقق "مسبار" في البيانات التي عرضها جيش الاحتلال، حول نسبة الدمار في قطاع غزة، ووجد أنها لا تتوافق مع تقارير أخرى تحدثت عن نسبة الدمار التي تعرض لها القطاع.
فيما يلي نستعرض مجموعة من التقارير عن نسبة الدمار في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
الأمم المتحدة: أكثر من نصف مباني قطاع غزة تضررت
ذكر مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، أنّ أكثر من نصف مباني قطاع غزة دُمرت أو تعرضت للأضرار، جراء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023. وقال "يونوسات" إنّ ما مجموعه 137297 مبنى في القطاع قد تأثر بالعدوان، أي ما يعادل الـ 55%. ووفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية، أفاد المركز أنّ 36591 مبنى تم تدميره، في حين تضرر 16513 مبنى بشدة، وتضرر 47368 مبنى بشكل متوسط، فيما تعرض 36825 إلى أضرار محتملة.
واستند المركز التابع للأمم المتحدة في تحليله، على صورة التقطتها الأقمار الصناعية في الثالث من مايو 2023، ومقارنتها بالصور الملتقطة للقطاع في مايو 2024. وأشار "يونوسات" إلى أن المقارنات التي أجرتها للصور، أظهرت أن محافظتي دير البلح وغزة تعرضتا لأسوأ الأضرار ما بين الأول من إبريل والثالث من مايو.
أونروا: 62% من مباني قطاع غزة تدمرت
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الحرب في قطاع غزة ألحقت أضرارًا أو دمرت نحو 62% من جميع المنازل، وأضافت بأنّ 84% من المرافق الصحية قد دُمرّت أو لحقت بها أضرار.
وذكرت أونروا بأنّ 625 ألف طفل في قطاع غزة خارج المدرسة، بسبب انهيار نظام التعليم في القطاع، مشيرة إلى حدوث دمار غير مسبوق، مع عواقب وخيمة على الصحة الاجتماعية والنفسية للنساء والشباب والسكان المعرضين للمخاطر.
المكتب الإعلامي الحكومي: 430 ألف وحدة سكنية تضررت
خلافًا لمزاعم الاحتلال، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في تحديثه لأهم إحصائيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يوم 27 يونيو الفائت، الذي يوافق اليوم الـ265 للعدوان، أنّ الاحتلال دمّر 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، فيما أصبحت 80 ألف وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وتعرضت 200 ألف وحدة سكنية أخرى للتدمير بشكل جزئي.
كما تضمنت إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي عدد المقرات الحكومية التي دمرها الاحتلال والبالغ عددها 195، إلى جانب 112 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي و323 تدمرت بشكل جزئي، كذلك 608 مسجدًا دُمر بشكل كلي و209 تم تدميره بشكل جزئي.
جوزيف بوريل: أكثر من 60% من البنية التحتية في قطاع غزة تضررت
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي، إنّ أكثر من 60% من البنية التحتية المادية في غزة تضررت، منها 35% تدمرت بشكل كامل.
وأضاف بوريل أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ألحق دمارًا يفوق ما تعرضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، مشدّدًا على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وتنفذ الإجراءات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية وضمان حماية جميع المدنيين.
وول ستريت جورنال: 70% من مباني غزة تضررت أو تعرضت للتدمير
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أنّ الاحتلال الإسرائيلي أسقط منذ بداية عدوانه، وإلى حدود منتصف شهر ديسمبر 2023، 29 ألف قنبلة وذخيرة وقذيفة، دمر بها نحو 70% من مباني القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أنّ القصف الإسرائيلي ألحق أضرارًا بالكنائس البيزنطية ومساجد تاريخية ومصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس ومنشآت، جلها باتت غير قابلة للإصلاح، واصفة ما تعرض له القطاع بـ"الحرب الأكثر تدميرًا في التاريخ الحديث".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الخبراء قيّموا الأضرار من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية واستخدام الاستشعار عن بعد، وهي طريقة تتم بها مراقبة الخصائص الفيزيائية عن طريق قياس الإشعاع المنعكس والمنبعث من مسافة بعيدة.
ويعدّ قطاع غزة من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في العالم، حيث يعيش 2.37 مليون شخص، بحسب التقديرات التي أعدتها الإدارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية في غزة مع نهاية 2022، في قطاع تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًّا، تشكل نحو 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية.
ويوجد في غزة 44 تجمعًّا سكانيًّا، منها غزة ورفح وخانيونس وبني سهيلا وخزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة ودير البلح وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا. ويعدّ القطاع واحدًا من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، إذ تبلغ نسبة الكثافة فيه 26 ألف ساكن في الكيلومتر المربع، أما في المخيمات فترتفع إلى حدود 55 ألف ساكن تقريبًا داخل الكيلومتر المربع الواحد.
اقرأ/ي أيضًا
إسرائيل تستغل المحتجزين في غزة لأغراض دعائية لمواصلة حرب الإبادة
رغم النفي الإسرائيلي.. أدلة على استخدام الاحتلال الكلاب العسكرية في مهاجمة الفلسطينيين