يتزامن صعود التيارات اليمينية إلى السلطة أو اقترابها منها في أوروبا، مع انتشار واسعٍ لخطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين، خصوصًا المسلمون منهم والأفارقة. ويلجأ مروجو خطاب الكراهية إلى توظيف محتويات بصرية مضلّلة أو مفبركة، لتشويه سمعة المهاجرين وإذكاء مشاعر رهاب ومعاداة الأجانب.
يستعرض هذا المقال نموذجين عن محتويات مضلّلة نشرت بغرض تشويه سمعة المهاجرين الجزائريين في ألمانيا وفرنسا.
مهاجر جزائري يخرّب سيارة جاره في ألمانيا
انتشر على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، مقطع فيديو لشخصٍ يخرّب سيارة مرسيديس سوداء، ادّعى ناشروه أنّ من يظهر فيه هو مهاجر جزائري يخرّب سيارة جاره في ألمانيا.
الشرطة الألمانية لم تفصح عن جنسية المشتبه فيه في حادثة التخريب
مساء السابع من يوليو/تموز الجاري، تدخلت شرطة مدينة لوبيك شمالي ألمانيا، بعد تلقيها بلاغًا عن رجل مسلح بسكين، يخرب سيارة جاره في موقف مجمّع سكني في ضاحية بونتيكه.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على موقع إكس رجلًا عاري الصدر، يرتدي سروالاً قصيرًا وخفًّا منزليًّا، وهو يغرز بيمناه سكينًا في سقف سيارة مرسيديس كونفيرتيبل سوداء وإطاراتها الأربعة، ويمسك بيسراه كأسًا بها شراب يصعب تمييزه، ويصرخ باللغة الألمانية.
وقالت الشرطة في بيان، إنّها اعتقلت مستأجرًا يبلغ من العمر 44 سنة، يُشتبه في أنّه هدّد أحد ساكني البناية لفظيًّا ثم بسكين، قبل أن يُخرّب بواسطة سكين أيضًا سيارته المركونة في موقف المجمع السكني، وهو يصرخ ويطلق الشتائم.
وفي موضعين اثنين، أشار البيان إلى الشخص بـ "المشتبه فيه من لوبيك" وبـ"الرجل من لوبيك"، دون أن يحدّد ما إذا كان لاجئًا أو مهاجرًا حاملًا لجنسية أجنبية.
وبحسب البيان، فإنّ الشخص وُضع تحت النظر بتهم الشتم والتهديد وتخريب الممتلكات، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة خلفية الجريمة ودوافع التصرّف.
وأظهر بحث مسبار عدم توفّر أيّ معلومات عن جنسية المشتبه فيه في مصادر ألمانية رسمية أو إعلامية.
هل ذبح مهاجر جزائري رجلًا فرنسيًا في مدينة كان؟
في مساء العاشر من يوليو الجاري، اهتز حي ستانيسلاس في مدينة كان جنوبي فرنسا على وقع جريمة طعن بشعة، راح ضحيتها رجل يبلغ من العمر 57 سنة.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مواقع إخبارية، وبلغات عدّة، مقطع فيديو لآثار حادثة القتل، وادّعى ناشروه أنّ الجاني مهاجر جزائري يُدعى محمد، فيما زعم آخرون أنّ دافع القتل كان "دعم فلسطين".
شرطة كان: دوافع الجريمة هي خلاف عائلي
لم تذكر أيّ مصادر إعلامية أو رسمية فرنسية جنسية المشتبه فيه أو اسمه أو أصوله. أمّا دافع الجريمة، وفق التحقيقات الأولية، فهو خلاف عائلي بينّ المشتبه فيه (33 سنة)، وزوج أمّه (57 سنة).
وصرّح لورون ألكاراز من نقابة الشرطة "Alliance"، لقناة "France 3 Côte d'Azur"، أنّ المشتبه فيه سيخضع لتقييم نفسي، بعدما زعم أنّه كان يعاني من هلوسات. فيما أكّد داميان سافارزيكس، المدعي العام لمدينة غراس، أنّ نتيجة التقييم النفسي ستسمح باستبعاد فرضية العمل الإرهابي.
ونقلت القناة عن شخص حاول، دون جدوى، إقناع مرتكب الجريمة بالتوقف عن طعن الضحية، قوله، إنّ القاتل أخبره أنّ الضحية "سبّب الأذى لوالدته". وقالت عمادة مدينة كان، عبر حسابها على موقع إكس، إنّ الشرطة اعتقلت المشتبه فيه أثناء محاولته سرقة دراجة نارية، وهنأت الشرطي الذي ألقى القبض عليه.
احتجاجات في فرنسا بعد مقتل مهاجر جزائري على يد شرطي
يأتي تداول الادعاء، بعد أيّام من مقتل مهاجر جزائري بلا مأوى، يُدعى عمار سليماني، على يد شرطي فرنسي خارج الخدمة. وتعود الواقعة إلى صباح 29 يونيو/حزيران الفائت، عندما اكتشف الشرطي أنّ المهاجر، البالغ من العمر 32 سنة، يعيش داخل مرآب منزل جدته في منطقة بوبيني، في ضاحية سين سان دوني شمال غربي باريس. وكانت جدة الشرطي قد اتصلت به وأبلغته أنها تسمع منذ أيّامٍ أصواتًا في المرآب.
وأطلق الشرطي، الذي قال إنّه شعر بالتهديد عندما اقترب منه سليماني حاملًا أداة بيده، سبع رصاصات، أردت خمسٌ منها الضحية قتيلًا.
وأمر قاضي الحريات والحبس بوضع الشرطي رهن الحبس المؤقت بتهمة القتل، خلافًا لتوصيات المدعي العام لبوبيني والمدعي العام لباريس، اللّذين التمسا له الرقابة القضائية، في تقدير وصفه محامي عائلة الضحية بالمشين.
وقال المحامي ياسين بوزرو، الذي مثل أيضًا عائلة نائل مرزوق "خارج الخدمة، أطلق الشرطي النار على رجل سبع مرات، بما فيها طلقة أصابت الرأس واثنتان أصابتا الظهر"، موضحًا أنّ الشرطي أطلق النار من مسافة قريبة.
ورجّح بوزرو أن تكون العنصرية هي دافع الجريمة، بالاستناد إلى مصطلحات، لم يكشف عنها، قال إنّ الشرطي وصف بها الضحية خلال استجوابه.
ونقلت صحيفة "Le Parisien" الفرنسية عن مصادر لم تسمّها أنّ عمار سليماني، الذي كان يقيم بصفة غير نظامية في فرنسا، كان يعمل بائع سجائر متجولًا وأنّه انتقل للعيش داخل مرآب جدة الشرطي قبل عدة أيام من مقتله، مشيرة إلى أنّه لم يقتحم طوال فقرة مكوثه في المرآب منزل العجوز ولم يقدم على أذيتها أو سرقة ممتلكاتها.
وشارك نحو 200 شخصٍ في تجمّع نظم صباح أمس السبت، أمام المحكمة القضائية في بوبيني للمطالبة بالعدالة لعمار. وحضر التجمع شقيق الضحية وعمدة مدينة بوبيني ونواب عن أحزاب اليسار الفرنسي، بينهم علي ديوارا وماتيلد بانو وتوماس بورت، بالإضافة إلى أسا تراوري، شقيقة أداما تراوري، الفرنسي ذو الأصول المالية الذي توفي معتقلًا لدى الشرطة عام 2016.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة ليست لاكتشاف بقايا هيكل امرأة في الجزائر يعود إلى 4000 سنة
الصورة ليست لجزائريين رسموا شعار النازية بعد فوز اليسار بالانتخابات الفرنسية الأخيرة