أعلنت حركة حماس نبأ اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، فجر اليوم الأربعاء، وقالت إن العملية تمت إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا باللغة العبرية مع ترجمة للعربية، ادعت أنه منقول عن الإعلام العبري، مفاده "الصاروخ الدقيق الذي استهدف إسماعيل هنية أطلق من قاعدة العديد في قطر".
لم ينشر الإعلام العبري أن الصاروخ الذي استهدف هنية أطلق من قاعدة العديد
تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول وتبين أنه غير منشور في أي وسيلة إعلام عبرية.
وبالبحث عن الخبر باللغة العبرية كما هو مكتوب في الادعاء "הטיל המדויק שכוון לאיסמעיל הנייה שוגר מבסיס אל עודיד בקטאר"، عن طريق نسخه على محرك البحث غوغل، لم تظهر أي نتائج في هذا الخصوص.
ولم تعلن أي مصادر رسمية عن إطلاق الصاروخ الذي استهدف هنية من قاعدة العديد في قطر. ومن جهة أخرى نفى مختصون في اللغة العبرية وجود أي أنباء بهذا الشأن في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ماذا قال الإعلام الإسرائيلي بعد اغتيال هنية؟
أفادت وسائل إعلام عبرية، أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر وزراء الحكومة بعدم التعليق على خبر اغتيال هنية، ولم تعلن إسرائيل بشكل رسمي، حتى الآن، عن وقوفها وراء الهجوم رغم تأكيد إيران وحماس لذلك.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، في تل أبيب، في رده على استفسارات حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس "لن نعلق على اغتيال إسماعيل هنية".
وبمراجعة ما جاء في وسائل الإعلام العبرية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية، بينما امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الحادثة، وقال لمصادر إنه لا يرد على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية.
كما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أنه في هذه المرحلة قررت السلطات إغلاق المجال الجوي من خط الخضيرة وحتى الشمال، وأضاف مصدر عسكري أن سلطة المطار أصدرت تعميمًا بالموضوع. كما تجري قيادة الجبهة الداخلية تقييمات للوضع بناء على التقارير.
وقالت هيئة البث، أيضًا، إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، سيجتمع عصر اليوم الأربعاء، على خلفية اغتيال هنية.
بلينكن ينفي علم الولايات المتحدة باغتيال هنية
وقاعدة العديد في قطر، هي قاعدة عسكرية قطرية جوية تقع في مدينة الوكرة، وتُعرف أيضًا باسم مطار أبو نخلة. وتضم هذه القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية بالإضافة إلى قوات جوية أميركية وسلاح الجو الملكي البريطاني.
وتعليقًا على حادث اغتيال هنية، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن علم بلاده المسبق بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، أن الولايات المتحدة لم تتلق تحذيرًا مسبقًا بشأن الهجوم على هنية، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ماذا قالت إيران عن وقائع اغتيال إسماعيل هنية؟
وحسب ما جاء في وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، فإنه في حوالي الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي، استهدفت "قذيفة موجهة محمولة جوًا" المكان الذي كان يقيم فيه إسماعيل هنية، والتي قتلت حارسه الشخصي، أيضًا. وأشارت بأن هنية كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران.
وأضافت إيرنا أن المزيد من التحقيقات جارية لتحديد تفاصيل العملية والموقع الذي أطلقت منه القذيفة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن استهداف إسماعيل هنية تم عبر صاروخ أطلق من بلد إلى بلد وليس من داخل الأراضي الإيرانية.
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اغتيل بقصف جوي استهدف مكان إقامته شمالي العاصمة طهران.
وعقب اغتيال هنية، أكدت السلطات الإيرانية إجراء تحقيقات واسعة لمعرفة تفاصيل عملية الاغتيال. ولم تعلن بعد نتيجة التحقيقات التي توصلت إليها أو موعد محدد للإعلان عنها.
من جهتها، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بأن لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن اغتيال هنية. فيما نقلت صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية، عن مسؤولين إيرانيين أن قائد فيلق القدس يعقد إلى جانب لجنة الأمن القومي، اجتماعًا بمقر إقامة المرشد الأعلى.
وأمر المدعي العام الإيراني بتعيين فريق خاص للتحقيق في مختلف زوايا حادثة اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وقال المدعي العام الإيراني، إنه "سيتم التعامل قانونيًا مع أي إهمال أو أخطاء ومحاسبة العناصر التي ارتكبت العمل الإرهابي".
قطر تدين اغتيال إسماعيل هنية في طهران
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات اغتيال هنية في طهران، معتبرة إياه "تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني".
وأكدت الوزارة في بيان أن "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام". وشددت على موقفها الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب.
وعبرت قطر عن تعازيها قيادة وشعبًا لذوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه الشخصي ودولة فلسطين وشعبها.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد بغزة يدفع للتساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه".
وجاء ذلك في منشور في حسابه على موقع إكس، أضاف خلاله أن "السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادّين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".
وفي بيان لاحق، قالت وزارة الخارجية القطرية إن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جرى خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين دولة قطر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، وأهمية مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
اقرأ/ي أيضًا
قطر لم تعلن رفضها دفن إسماعيل هنية وإقامة صلاة الجنازة عليه في الدوحة
اغتيال إسماعيل هنية: أبرز الادعاءات التي طاولت هنية منذ الحرب على غزة