أعلنت إيران يوم 31 يوليو/تموز من الشهر الفائت، خبر اغتيال الرئيس السابق لمكتب حركة حماس السياسي إسماعيل هنية، في طهران، خلال وجوده للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
واتهمت إيران وحركة حماس، إسرائيل، بتنفيذ عملية الاغتيال، وامتنعت الأخيرة عن التعليق على الخبر، ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن اغتيال هنية، حتى الآن.
ومن جهتها، صرحت إيران على لسان مسؤوليها بأنها سترد على إسرائيل في الوقت المحدد. وقال المرشد الأعلى للثورة في إيران آية الله علي خامنئي، مهددًا إسرائيل "لقد أعد الكيان الصهيوني لنفسه عقابًا شديدًا ونعتبر الثأر لدماء هنية واجبنا"، وأضاف أنّ "الثأر واجب على طهران لأنه وقع في العاصمة الإيرانية".
وانتشرت في الأثناء ادّعاءات مضللة وزائفة، حول الرد الإيراني في شكل تصريحات ومشاهد وصور، تحقق منها "مسبار".
فيديو قديم لقائد القوات الجوية الإيرانية
انتشر يوم 31 يوليو الفائت، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعى ناشروه أنه لقائد القوات الجوية الإيرانية سردار علي زاده، وهو يقول "كونوا مستعدين لإخبار الصهاينة ما هي عقوبة سفك دم ضيف في منزلنا"، كردٍ إيراني أول على اغتيال هنية.
وتبيّن أنّ مقطع الفيديو المتداول قديم، ويرجع لقائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أثناء مؤتمر خاص عقد بداية يوليو الفائت، لاستقبال مجموعة من أسر ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تقرير قديم لكشف الحرس الثوري عن قاعدتين تحت الأرض
وتداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الثاني من أغسطس الجاري، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه لكشف الحرس الثوري الإيراني عن قاعدتين للصواريخ والطائرات المسيّرة تحت الأرض، حديثًا.
ولكن اتضح أن مقطع الفيديو قديم ويعود إلى تقرير نشرته قناة الجزيرة في الخامس من مارس/آذار عام 2022، حول كشف الحرس الثوري الإيراني قاعدتين للصواريخ والطائرات المسيّرة تحت الأرض، آنذاك. مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحرس عن قاعدته العسكرية للطائرات المسيّرة.
فيديو قديم لتجهيزات عسكرية إيرانية
نشرت حسابات وصفحات في الثاني من أغسطس، أيضًا، مقطع فيديو زعمت أنّه يوثق تجهيزات إيران للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وبالتحقق، تبيّن أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إن مقطع الفيديو قديم، نشرته وسائل إعلام وصفحات إيرانية لأول مرة عام 2016، ويعرض منظومة الصواريخ إس-300، بالقرب من منشأة فوردو النووية.
لم تقل صحيفة فايننشال تايمز إن إيران قبلت أن يكون ردّها رمزيًا
نقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأول من أغسطس الجاري، تصريحًا على لسان دبلوماسي غربي، قالت إنّ صحيفة فايننشال تايمز نشرته، وجاء فيه أنّ “إيران قبلت بعد الضغوطات الدولية، احتواء الوضع والرد على إسرائيل بعد اغتيالها إسماعيل هنية، ردًا يكون رمزيًا”.
وتبيّن أنّ التصريح مضلل، بم تنقله الصحيفة ولم يرد على لسان أي مسؤول إيراني.
لم يعلن الحرس الثوري عن التوقيت الرسمي للرد على إسرائيل
وتداولت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، في 15 أغسطس/آب الجاري، منشورًا ادعت فيه أنّ الحرس الثوري الإيراني أعلن عن التوقيت الرسمي للرد العسكري على إسرائيل، وأنه سيكون الأسبوع المقبل.
لكن تبين أنّ الادعاء زائف، ولم يعثر مسبار على أي مصادر موثوقة نقلته.
إيران تتوعد بالرد على اغتيال هنية
في تقرير حديث نشر يوم 12 أغسطس الجاري، أفادت أكسيوس، نقلًا عن البيت الأبيض بأنّ الضربة العسكرية الإيرانية على إسرائيل، يرجح لها أن تكون في الأيام المقبلة، أي ما قبل استئناف محادثات هدنة وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في غزة، التي جرت الخميس 15 أغسطس الجاري، بين ممثلين لإسرائيل ووسطاء قطريين ومصريين.
ووفق تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية، نُشر يوم 13 أغسطس الجاري، رفضت إيران المناشدات الغربية التي تطمح لتحييدها عن مهاجمة إسرائيل ردًا على اغتيال إسماعيل هنية.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز يوم 13 أغسطس الجاري، عن ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة قولهم إنّ "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الناتج عن المحادثات المأمولة هذا الأسبوع هو وحده الذي سيمنع إيران من الانتقام المباشر من إسرائيل بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية على أراضيها".
ويضيف التقرير على لسان أحد المصادر الإيرانية المطلعة قوله إنّ "إيران وحلفاء مثل حزب الله سيشنون هجوما مباشرا إذا فشلت محادثات غزة أو رأت أنّ إسرائيل تماطل في المفاوضات، ولم تحدد المصادر المدة التي ستسمح بها إيران لإحراز تقدم في المحادثات قبل الرد".
اقرأ/ي أيضًا
الصورة ليست لموكب رئيسي الشاباك والموساد في قطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار