تتداول حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لسفينة حربية تركية رست في قاعدة الإسكندرية، استعدادًا لمرافقة سفن حربية مصرية إلى الصومال، لتأمين البلاد ضد الأطماع الإثيوبية.
فهل رست السفينة التركية في مصر لمرافقة سفن حربية مصرية إلى الصومال؟
بحث "مسبار" عن مقطع الفيديو الأصلي، وتبين أنّه يوثق وصول السفينة التركية "قنالي أدا" إلى قاعدة الإسكندرية، في 19 أغسطس/آب الفائت، لإجراء تدريبات مع سفن حربية مصرية، في إطار التعاون العسكري بين تركيا ومصر.
ولم يذكر أي مصدر رسمي أو غير رسمي، بأن وجودها يأتي ضمن استعدادات لمرافقة سفن حربية مصرية إلى الصومال، بالتزامن مع الأزمة المصرية الإثيوبية.
السفينة الحربية التركية "قنالي أدا" تزور قاعدة الإسكندرية
نشر السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، مقطع الفيديو في 19 أغسطس الفائت، عبر حسابه على إكس وقال إنه للحظة "استقباله سفينة "تي سي جي قنالي أدا" الحربية التركية في قاعدة الإسكندرية البحرية".
والتقى السفير على متن السفينة قبطانها، المقدم سيركان دوغان، والحرس الشرفي، كما قام الوفد التركي بجولة على متن سفينة البحرية المصرية، جمال عبد الناصر ويخت المحروسة.
وأقام حفل استقبال على متن السفينة التركية، شارك فيه أفراد من قيادة القوات البحرية المصرية وسلطات الإسكندرية المدنية والعسكرية وممثلي البعثات الدبلوماسية والملحقين العسكريين.
وقال السفير إن زيارة سفينة "قنالي أدا" لميناء الإسكندرية تأتي في إطار علاقات الصداقة والأخوة بين تركيا ومصر، وأضاف أن العلاقات بين البلدين تستمر في كافة المجالات، تحت قيادة الرئيسيين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي.
وأجرت سفينة "قنالي أدا"، في ختام زبارتها لمصر يوم 20 أغسطس الفائت، تدريبات عبور مع فرقاطة "الفاتح" التابعة للقوات البحرية المصرية.
وأشارت وزارة الدفاع التركية إلى أن السفينة زارت 23 ميناءً بحريًا في 19 دولة، في الفترة ما بين الثامن من إبريل/نيسان و21 أغسطس من العام الجاري، في نطاق الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات بين تركيا واليابان، والذكرى 134 لرحلة سفينة أرطغرل إلى اليابان.
تصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا
جاء تداول الادّعاء، بعد تصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا، إثر الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.
وأرسلت مصر، حديثًا، شحنة كبيرة من المعدات العسكرية إلى العاصمة الصومالية مقديشو، في خطوة اعتبرتها إثيوبيا تهديدًا مباشرًا لمصالحها الأمنية في المنطقة.
وقال سفير الصومال في مصر، علي عبدي، إن الشحنة التي أرسلتها مصر كانت كبيرة، واصفًا الخطوة بالمهمة، واعتبرها "أولى الخطوات العملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية"، التي عُقدت في القاهرة في 14 أغسطس الفائت، بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود. وأكد السفير الصومالي أن مصر ستكون أولى الدول التي ستنشر قوات لدعم الجيش الصومالي في إطار البعثة الأفريقية القادمة.
ومن الجانب المصري، وجه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في الأول سبتمبر/أيلول الجاري، خطابًا إلى مجلس الأمن، إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بشأن المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة. وقال عبد العاطي إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي عن حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، غير مقبولة للدولة المصرية وتمثل تهديدًا لاستقرار الإقليم.
من جهته، دعا وزير خارجية إثيوبيا، تاي أتسكي سيلاسي، مصر، إلى تجاوز الخلافات، موضحًا أن أبواب بلاده مفتوحة للحوار والتفاوض معها لإنهاء الخلافات بشأن سد النهضة. وأضاف أن الخلافات مع الصومال يجب أن تُحل عبر المفاوضات، مطالبًا بعدم الاستعانة بقوى خارجية لتهديد أمن بلاده، حسب وصفه.
وتشهد العلاقات بين إثيوبيا والصومال توترًا منذ يناير/كانون الثاني الفائت، بسبب توقيع أديس أبابا اتفاقًا بحريًا مع إقليم أرض الصومال "بونتلاند" الانفصالي. وبموجب الاتفاق، حصلت إثيوبيا على حق استئجار منطقة ساحلية وإنشاء قاعدة عسكرية مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، الأمر الذي قوبل برفضٍ قاطع من الحكومة الصومالية، التي اعتبرت الاتفاقية انتهاكًا صريحًا لسيادتها.
إقرأ/ي أيضًا
فيديو الداعية محمد حسان وهو يحث المصريين على دعم القيادة السياسية ليس عقب التصعيد الأخير مع إثيوبيا
المشاهد من الصومال وليست لظهور تنظيم داعش خلال الحرب الجارية في السودان