في خضم التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، برزت حديثًا حملة منظمة تهدف إلى نشر وثائق مزورة تتعلق بالشؤون السياسية والعسكرية في البلاد. وحذر بيان للسفارة الأميركية في ليبيا من تداول تلك الوثائق، مؤكدًا أنها جزء من حملة تضليل واسعة النطاق تسعى لتشويه الحقائق وإرباك الرأي العام.
رسالة مزعومة من الجنرال مايكل لانغلي
في 28 أغسطس/آب الفائت، انتشرت وثيقة تحمل توقيعًا منسوبًا للجنرال مايكل إي. لانغلي، قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم). وفي الوثيقة، يشير الجنرال لانغلي إلى أن حفتر أظهر مستوى مرتفعًا من الغطرسة وعدم الرغبة في التفاوض، بسبب طموحاته الرئاسية.
كما يشير المسؤول العسكري إلى أن حفتر غير قادر على رؤية الأهداف الاستراتيجية المشتركة. وأعرب لانغلي عن عدم رضاه عن نتائج الاجتماع، وأوصى بمراجعة الاستراتيجية الأميركية في التعامل مع حفتر والجيش الوطني الليبي، لتجنب مزيد من التدهور والاستجابة للتقلبات السريعة التي تمر بها المنطقة.
ونفت السفارة الأميركية ما جاء في الوثيقة، وقالت إن الهدف منها هو خداع الشعب الليبي وإفشال العملية السياسية. وأكدت السفارة أن العلاقة بين الجيش الوطني الليبي والولايات المتحدة تسير على نحو طبيعي، وأن قيادة القوات الأميركية في أفريقيا لم ترسل أي رسائل من هذا النوع.
تزوير موقف الولايات المتحدة من التطورات السياسية
انتشرت وثيقة مزورة أخرى حملت توقيعًا منسوبًا للسفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، أدانت فيها السفارة الأميركية في طرابلس قرار مجلس النواب الليبي بإنهاء تفويض الحكومة التنفيذية، واصفة إياه بالـ "انقلاب غير الشرعي". كما طالبت الوثيقة بفرض عقوبات دولية على رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح.
ونشرت السفارة الأميركية في ليبيا توضيحًا قالت فيه، إنّ الوثيقة مزورة واستنكرت ما وصفته بـ "الاستخدام الاحتيالي للترويسة الرسمية" للسفارة لمحاولة لتضليل الشعب الليبي. وقالت السفارة إن موقف واشنطن من العملية السياسية الليبية لم يتغير، أي أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية في ليبيا، وتدعم الحلول السلمية القائمة على الحوار السياسي الشامل، وفق ما عبرت عنه في وقت سابق.
شائعات حول صحة خليفة حفتر
أحدث الوثائق المزورة التي كشفت عنها السفارة، وثيقة نُسبت إليها، أشارت إلى تدهور صحة المشير خليفة حفتر، وشروعه في تفويض صلاحياته تدريجيًا لابنه صدام حفتر. وتضمنت الوثيقة دعوة إلى تنظيم اجتماع بين القيادة الأميركية وصدام حفتر، لمناقشة مستقبل التعاون العسكري والانتقال السلمي للسلطة.
نفت السفارة الأميركية أي صلة لها بالوثيقة، مؤكدة مرة جديدة أنها محاولة أخرى لتضليل الشعب الليبي وإثارة الانقسامات، خاصة في ظل التوترات الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد.
السياق السياسي لانتشار الوثائق المنسوبة للسفارة الأميركية
يأتي نشر هذه الوثائق المزورة في وقت حرج تمر فيه البلاد بصراعات سياسية، أبرزها أزمة مصرف ليبيا المركزي، التي لم تُحل رغم المساعي الدولية، مثل جهود البعثة الأممية. وقد خلقت هذه التوترات السياسية بيئة خصبة للشائعات وانتشار الأخبار المضللة في الآونة الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا
فيديو دعوة جورجيا ميلوني لإغراق سفن إنقاذ المهاجرين وحصار ليبيا من عام 2019 وليس حديثًا
الصورة للّواء في القوات التابعة للشرق نعيمة العريبي وليست لابنة حفتر