` `

الأوبئة تنتشر في العام العشرين كل مئة سنة... معلومات زائفة

حسام الهندي حسام الهندي
صحة
13 فبراير 2020
الأوبئة تنتشر في العام العشرين كل مئة سنة... معلومات زائفة

الادعاء

الأوبئة تنتشر كل مئة عام، في السنة ذات الرقم 20 (1720، 1820، 1920، 2020).

الخبر المتداول

نشر موقع سكاي نيوز عربية، وموقع knowledge Time، تقريراً عنوانه "وباء قاتل كل 100 سنة وسر خطير في رقم 20"، حاول إثبات انتشار الأوبئة والأمراض كل مئة عام، وبالتحديد في السنة التي تحمل رقم 20، على مدار أربعة قرون، كما في عام 1720، إذ ظهر وباء مرسيليا الفرنسية، وعام 1820 انتشر الكوليرا في كل من إندونيسيا وتايلاند والفلبين، وأشار التقرير إلى انتشار الإنفلونزا الإسبانية عام 1920، وصولاً إلى العام الحالي 2020 مع ظهور فايروس كورونا في الصين.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

حاول التقرير تعديل تاريخ  بعض الحوادث لإثبات فرضية علاقة الأوبئة بالرقم 20، كما جاء في حديثه عن وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1920، كواحد من ضمن الأوبئة التي تظهر في سنة 20 كل مئة عام، والحقيقة أنّ وباء الإنفلونزا الإسبانية ظهر ما قبل عام 1918، لكن انتشاره، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كان في 1918، مما دفعها لتسميته وباء 1918، أو وباء الإنفلونزا الإسبانية، وتشير بعض المراجع الطبية إلى انحسار الوباء بداية من عام 1920، ما يخالف فكرة تقرير "سر الرقم 20".

صورة متعلقة توضيحية

وليس وباء الإنفلونزا الإسبانية فقط الذي عدّل التقرير تاريخه، بل امتد الأمر إلى ادعاء انتشار الكوليرا في إندونيسيا وتايلاند والفلبين عام 1820، وهو ادعاء مضلل، حيث تذكر المصادر التاريخية أن وباء الكوليرا انتشر خمس مرات خلال القرن التاسع عشر، وكان أول انتشار عالمي للوباء مع انتشار المرض خارج الهند، في جنوب شرقي آسيا عام 1817، وفقاً لـ منظمة الصحة العالمية .

صورة متعلقة توضيحية

 وقالت المنظمة، في موقعها على الإنترنت، إن الوباء الأول العالمي للكوليرا بدأ عام 1817 من جنوب شرقي آسيا، وانتقل بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من العالم، وذكر الدكتور ديمان باروا، الذي عمل لسنوات في مجال مكافحة مرض الكوليرا داخل منظمة الصحة العالمية، في كتابه تاريخ الكوليرا، إن أول تفشٍّ وبائيٍ للمرض كان في عام 1817، وليس في عام 1820، كما ذكر التقرير.

إلى جانب تغيير التاريخ، كانت هناك انتقائية في اختيار الأوبئة، فاختار التقرير وباء الطاعون العظيم الذي ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية عام 1720 وقتل خلال أيام 100 ألف شخص، وفقاً لتقرير "سر الرقم 20"، وهي معلومة تاريخية صحيحة، وكان هذا الطاعون من أشهر الحوادث التاريخية، لكن لماذا تم اختيار هذا الوباء بالذات؟ فلم يكن الانتشار الأول للطاعون، سبقه في الانتشار طاعون لندن العظيم عام 1665، وطاعون فيينا في عام 1679، وتلاه في القرن نفسه الطاعون العظيم في شرق أوروبا عام 1738، والطاعون الروسي عام 1770. 

صورة متعلقة توضيحية

غياب الإحصائيات يعد أبرز أسباب التشكيك فيما ورد في التقرير وفرضيته، فلم يوضح تقرير "سر الرقم 20" هل تم اختيار الحوادث الواردة بناء على عدد الضحايا إجمالاً أم الانتشار في عدد من المدن والدول، أو نسبة الضحايا من عدد السكان؟

على سبيل المثال، اختار التقرير طاعون مارسيليا 1720، كمثال على انتشار الوباء في القرن الثامن عشر، إذ نجد أن هناك عدداً من الأوبئة التي قضت على عشرات الآلاف من البشر خلال هذا القرن، وليس طاعون مارسيليا وحده، من بينها وباء الجدري العظيم في الأميركيتين الشمالية والجنوبية بين عامَي 1775 و1782، وكان انطلاقة للجدري في الأميركتين، ووفقاً لـ "إليزابيث فين"، مؤلفة كتاب (POX AMERICANA: The Great Smallpox Epidemic of 1775–1782)، فإن مرض الجدري قتل نحو 125 ألفاً من أميركا الشمالية.

تصنيف الخبر

زائف

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة