هذه الفتاة تتحدث أربع لهجات وليس لغات بعد إصابة في دماغها
الادعاء
فتاة تتحدّث أربع لغات، دون دورات أو دراسة، وذلك بعد إصابتها بتلف في الدماغ.
الخبر المتداول
تداولت عدة مواقع إخبارية منذ 23 يونيو/حزيران الجاري، عنواناً لخبرٍ عن فتاة أصبحت تتحدّث أربع لغات، دون أن تدرسها، وذلك بعد إصابتها بتلف دماغ. وأضاف الخبر أنه بعد شهرين من فُقدانها للقدرة على الكلام، عاد صوتها، لكنه لم يكن يبدو كما كان من قبل وبدلاً من ذلك أصبحت تتحدث بلهجات مختلفة، بدءاً من البولندية إلى الروسية والفرنسية والإيطالية، ونشرت بعض المواقع أن حالة الفتاة حيّرت الأطباء ولم يتوصّلوا لحل مقنع له. وقد نسبت المواقع الخبر لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الخبر المتداول في المواقع المختلفة ووجد أن العناوين تحتوي على إثارة وتضليل. فمُحتوى الأخبار المتداولة مُختلف عن عناوينها، ويُشير إلى إصابة الفتاة بمتلازمة "اللكنة الأجنبية"، إذ أصبحت تتحدّث بلهجة مُختلفة عن لهجة المدينة التي تعيش فيها بعد إصابتها بتلف الدماغ، ولا تتحدّث بلغة مختلفة. وقد نُشر الخبر بالفعل في موقع صحيفة الديلي ميل البريطانية بتاريخ 22 يونيو/حزيران الجاري، لكن تمت ترجمة أجزاء منه بطريقة خاطئة في العناوين المتداولة، إذ أوضحت الصحيفة أن الشابة البريطانية، التي تُدعى إميلي إيغان، أُصيبت بمتلازمة "اللكنة الأجنبية" وأصبحت تتحدث بأربع لهجاتٍ مختلفة، وليس لُغات.
ونشرت صحيفة ميترو تقريراً يحتوي على مقابلة مع الشابة إميلي إيغان بتاريخ 21 يونيو/حزيران الجاري، تحدّثت خلالها عن تغيّر لهجتها الإنجليزية عند استعادتها لقدرتها على الكلام، وأصبحت تلفظ الكلمات بطريقة مُختلفة وبطيئة.
ونشرت المكتبة الوطنية الأميركية للطب PMC"" بحثاً عن متلازمة اللكنة الأجنبية عام 2016، يُشير إلى أن المتلازمة عبارة عن مرض عصبي ومظهر من مظاهر الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والاضطراب في الشخصية، وهو اضطراب في النظام الصوتي وطريقة لفظ الكلمات والأحرف مما يجعل الأشخاص يظنون أن المُصاب بالمتلازمة يتحدث بلهجة أخرى مختلفة عن لهجته الأصلية، وترتبط أعراض المتلازمة بتغيرات في إيقاع الصوت ونغمته ويتضمن أحرفاً صوتية محرفة وطويلة، وتحريك الفك واللسان بطريقة مختلفة أثناء الحديث واستخدام كلمات غير مناسبة لوصف شيء ما، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى تغيير طريقة لفظ الأحرف.