هذا المبنى لم يكن مسجداً في يوم من الأيام
الادعاء
تحويل مسجد من الطراز العثماني إلى بيت حيوان الفيل في حديقة حيوانات بودابست.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت حسابات على موقعيّ فيسبوك وتويتر، منذ الأسبوع الأول من يوليو/ تموز الجاري، منشوراً مفاده أنه في العاصمة بودابست المجرية، تم تحويل مسجداً من الطراز العثماني إلى بيت حيوان الفيل في حديقة حيوانات بودابست، وبعض هذه المنشورات تمت إعادة تغريدها آلاف المرات.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من المنشورات ليجد أنها مضللة؛ فحديقة حيوان بودابست والحديقة النباتية هي واحدة من أقدم حدائق العالم؛ فعمرها ما يقرب 150 عاماً من التاريخ. وتعود الفكرة الأولى لتأسيس الحديقة إلى عام 1820، وهذا بعد انتهاء الاحتلال العثماني للمجر بسنوات طويلة؛ إذ انتهى عام 1718.
كما مرت بعدد من التغيرات الشاملة بسبب الحروب المتتالية، ما جعل مبانيها التي نسبتها المنشورات إلى وقت الاحتلال العثماني للمجر تتم إزالتها بالكامل .
ففي المرة الأولى لإعادة إعمارها كانت حين استولت عليها إدارة العاصمة بودابست في عام 1907، وتم ذلك بين عامي 1909-1912، وافتتحت المباني التاريخية للحديقة، ثم جاءت الحرب العالمية الأولى وسلسلة الأزمات الاقتصادية اللاحقة. وتراجعت عملية التنمية رغم التطورات في ثلاثينات القرن الماضي التي دأبت إدارة الحديقة وقتها على متابعتها، لكن سرعان ما تم تدمير حديقة الحيوانات بالكامل في الحرب العالمية الثانية: لم يبقَ أي من بيوت الحيوانات على حالها مع 15 حيوانًا فقط على قيد الحياة من أصل 2000 عينة بعد حصار بودابست من قبل قوات الاتحاد السوفيتي عام 1944.
تم تحديث الحديقة المتداعية خلال خمسينات وستينات القرن الماضي خطوة بخطوة، وكانت مبانيها متداعية مع عدد قليل من الحيوانات حتى تغير النظام السياسي عام 1989 في المجر، وهنا كانت حديقة الحيوان في حاجة ماسة إلى التجديد الكامل، وبدأت هذه العملية في عام 1994 عندما تم تعيين مكلوس بيرسانيي مديراً عاماً للمؤسسة، وبالفعل أعاد بناء المباني التاريخية التي تساهم في الجو الفريد لحديقة الحيوانات المعروفة في جميع أنحاء العالم، ويمكن الآن مشاهدة المباني الجديدة بنفس رونقها القديم.