الصورة لمنجم الألماس مير في روسيا وليست لبئر كولا
الادعاء
صورة بئر كولا، أعمق حفرة في الأرض ويعود تاريخها إلى العهد السوفياتي.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت مواقع إلكترونية وحسابات وصفحات على "فيسبوك"، حديثاً ومنذ سنوات، صورةً لحفرةٍ كبيرةٍ، ادعت أنها لبئر كولا في روسيا، وأضاف الادعاء أن البئر تم حفره في العهد السوفيتي وانطلقت الأشغال فيه عام 1970.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الصورة المتداولة وتبين أنها مُضللّة، فهي تعود لمنجم ألماسٍ تابع لشركة ألروسا "Alrosa"، أول منتج للألماس في العالم، ويقع المنجم في أقصى شرق روسيا، وتحديدًا في منطقة ميرني في جمهورية ساخا، وهو الاسم الرسمي لمنطقة ياكوتيا التي تبعد أكثر من 4 آلاف كيلومتر عن العاصمة الروسية موسكو.
وتظهر في الصورة المتداولة الفجوة الكبيرة لمنجم "مير" المهجور في منطقة ميرني، الذي يبلغ قطره مايزيد عن 1 كيلومتر وعمقه 525 مترًا.
وتوقف المنجم عن النشاط ليصبح مهجورًا في عام 2017 عندما قتل فيضان في المنجم ثمانية أشخاص.
وبتعميق البحث عن بئر كولا الذي تحدث عنه الادعاء، وجد "مسبار" أن عمقه يبلغ 12 ألف متر تحت الأرض، وقطره لا يتجاوز 23 سنتيمترًا.
وباستعمال خرائط غوغل، تبين أنه يقع شمال غربي روسيا في شبه جزيرة كولا، داخل الدائرة القطبية الشمالية، وهي محاطة من الغرب بفنلندا ومن الشمال ببحر بارنتس.
ومن الشرق والجنوب يحده البحر الأبيض ويبعد حوالي 1283 كيلومترًا عن العاصمة الروسية موسكو.
يذكر أن بئر كولا أو ما يعرف بـ " Kola Superdeep Borehole " هو مشروع أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1970 وكان يهدف إلى التعرف على محتويات قشرة الأرض، ولا علاقة له بالآبار الاستكشافية النفطية أو غيرها من الآبار في مجال الطاقة.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، واصلت الدولة الروسية أعمال الحفر، وعثر العلماء على حفريات مجهرية لـ 24 نوعًا من العوالق وحيدة الخلية ميتة منذ فترة طويلة في جميع أنحاء حفرة البئر على عمق 6.7 كيلومترات، كما عثروا على ماء مخزّن في معادن القشرة العميقة للأرض، وهي ليست المياه الجوفية المعروفة من قبل، فعلى عكس المياه الجوفية، تأتي هذه المياه من المعادن نفسها.
وتوقفت أعمال الحفر سنة 1994 بعد 24 عامًا لأسباب تقنية، إذ اعترضت أشغال الحفر صخور يبلغ عمرها 2.7 مليار سنة، وواجه العلماء مشكلة كبيرة في حرارتها التي توقعوا أن تكون في حدود 100 درجة مئوية، ولكنها تجاوزت ذلك بكثير لتبلغ 180 درجة مئوية، وهي عقبة لم يتمكنوا من التغلب عليها ووضعت حدًّا لأعمال الحفر.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو لا يُظهر هياكل عظمية لطاقم طائرة غرقت أثناء حرب قديمة