صورة التمساح معدلة ولا توجد مشاهد توثق تنظيف الطائر لأسنانه
الادعاء
الصورة الأولى حديثة التقطتها ناشيونال جيوغرافيك لطائر الزقزاق، وهو ينظف أسنان تمساح من بقايا اللحم العالق بها.
الصورة الثانية لوحة تعود إلى زمن الدولة العباسية، من كتاب عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات للعالم أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني عام 1207م.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورتين ادعت أنَ الأولى حديثة التقطتها ناشيونال جيوغرافيك لطائر الزقزاق وهو ينظف أسنان تمساح من بقايا اللحم العالق بها.
الثانية لوحة تعود إلى زمن الدولة العباسية من كتاب عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات للعالم أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني عام 1207م.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنّه يحتوي على زيف وتضليل، إذ إنَ الصورة الأولى مركبة ولم تنشرها قناة ناشيونال جيوغرافيك، كما أنَّه لم يثبت إلى اليوم أية صلة تكافلية بين التمساح وطائر الزقزاق، ولم توثق أية صورة حقيقية تنظيف الطائر لأسنان التمساح بهذا الشكل.
ووجد "مسبار" العديد من الصور التي يظهر فيها هذا المشهد، لكنها تشير إلى أنَها معدلة رقميًّا وليست أصلية.
وبالبحث عن الصورة الثانية تبين أنّها تعود إلى العصر العباسي، ووردت في كتاب الحيوان للأديب العربي الشهير الجاحظ.
وحول حقيقة القصة المتداولة حول علاقة الطائر بالتمساح، وجد "مسبار" أنّها تعود لهيردوت، المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الخامس قبل الميلاد، الذي وصف طائرًا أسماه "التروشلوس" وهو ينظف أسنان التمساح.
وكتب "عندما يترك التمساح الماء ليخرج إلى اليابسة، يكون في العادة مستلقيًا وفمه مفتوحًا على مصرعيه في مواجهة النسيم الغربي: يدخل في فمه الطائر ويأكل العلق. وهذا يفيد التمساح، فهو مسرور، ويحرص على عدم إيذاء العضلة الطرفية".
وذكر في موقع canyongatedental أن كتابات هيرودوت مليئة بالخيال وعدم الدقة، ربما لأنه كان يسعى للحصول على قيمة ترفيهية مقارنة بالدقة التاريخية.
وبين المصدر ذاته، على الرغم من أنّ الكثير من المصادر تشير إلى أن الطائر هو الزقزاق المصري، لكن لا توجد صور أو مقاطع فيديو له أو لغيره من الطيور التي تُنظف فم التمساح.
وبين أنّ هناك الكثير من صور التماسيح مع الطيور في كل مكان. وتساءل المقال "لماذا تسمح التماسيح للطيور بالتسكع بالقرب منها؟" مردفًا "ربما لأنه لا يضيع وقته في مطاردة مثل هذه الفريسة الصغيرة والمراوغة".
اقرأ/ي أيضًا