المرزوقي لم يدعُ فرنسا لقطع علاقاتها مع تونس
الادعاء
منصف المرزوقي في مظاهرة في باريس يدعو فرنسا للتدخل والضغط على الرئيس قيس سعيد و الشعب التونسي، ولقطع كل علاقاتها مع تونس و منع الرحلات القادمة منها.
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حديثًا، تصريحًا منسوبًا للرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي خلال مشاركته في مظاهرة ضد قرارات الرئيس الحالي قيس سعيد، يدعو فيه فرنسا إلى “التدخل و الضغط على الرئيس قيس سعيد و الشعب التونسي، وقطع كل علاقاتها بتونس ومنع الرحلات القادمة من تونس”.
كما زعمت دعوته "طرد كل التونسيين الموجودين في فرنسا و الداعمين للانقلاب ومطالبة تونس بدفع القروض التي تخصها وإعطائها مهلة لذلك".
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادعاء المتداول وتبين أنّه مضلل، إذ لم يدعُ المرزوقي فرنسا خلال مظاهرة رافضة لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول، إلى الضغط على الرئيس قيس سعيّد والشعب التونسي، وقطع علاقاتها بتونس أو منع الرحلات القادمة منها. كما لم يطلب من السلطات طرد التونسيين الموجودين في فرنسا والمساندين لسعيد أو الضغط على تونس لدفع قروض تخصها.
ووجد "مسبار" أنّ المرزوقي ألقى كلمة خلال المظاهرة تحدث فيها عن تنامي المشاعر المعادية لفرنسا في دول تونس والجزائر والمغرب، مشيرًا إلى أهمية الصداقة بين هذه الدول وفرنسا، لكنها وفق رأيه مشروطة بالكف عن دعم نظام قيس سعيد، وقال "إنّ فرنسا الديمقراطية لا يمكن أن تكون بأي شكل من الأشكال إلى جانب نظام دكتاتوري".
وأضاف "من مصلحة تونس ومصلحة فرنسا أن يفشل هذا الانقلاب في أسرع وقت ممكن".
وقال "أدعو أصدقاء تونس إلى بذل جهودهم من أجل إغلاق هذا القوس".
ودعا الحكومة الفرنسية والطبقة السياسية إلى "أن تكون إلى جانبنا دائمًا في إطار استقلالية قرارنا الوطني".
يُذكر أنّ تصريحات المرزوقي أثارت جدلًا في تونس واعتُبرت دعوة لتدخل طرف أجنبي في تونس، وأدانها المكتب التنفيذي لنقابة السلك الدبلوماسي التونسي، الذي اعتبر أنه يحرّض فيها سلطات دولة اجنبية لاتخاذ تدابير عقابية ضد بلاده والسعي لإفشال القمة 50 لمنظمة الفرنكوفونية المقرر تنظيمها بتونس الشهر المقبل".
وطالبت نقابة السلك الدبلوماسي التونسي من رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، سحب جواز السفر الدبلوماسي الممنوح للمرزوقي نظرًا لإخلاله بواجب التحفظ والمس من مصالح البلاد وهي أفعال تتعارض مع المهام الدبلوماسية النبيلة كما تخالف أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، وفق البلاغ الصادر عن السلك.
ونشرت الصفحة الرسمية لحزب حراك تونس الإرادة، توضيحًا قالت فيه إنّه تم انتزاع كلام المرزوقي من سياقه وأنّ ما دعا إليه الرئيس الأصدقاء الفرنسيين هو الكف عن الوقوف مع الانقلاب الفاشل والامتناع عن دعمه، حيث لا يستقيم لدولة ديمقراطية مثل فرنسا أن تدعم نظامًا منقلبًا على الدستور والديمقراطية، مع التأكيد حرفيًّا في ختام كلمته على أن الإطار الذي يتنزل فيه خطابه هو "دائمًا استقلالية قرارنا الوطني".
اقرأ/ي أيضًا
لم يُطلق القضاء العسكري سراح الصحفي التونسي عامر عياد
محكمة المحاسبات لم تراسل حركة النهضة وقلب تونس لإسقاط قوائمهما في البرلمان