بورقيبة لم يمنع الحجاب في الأماكن العامة كما ادّعت مارين لوبان
الادعاء
مارين لوبان تصرح “السيد بورقيبة حظر الحجاب في الأماكن العامة في الجزائر”.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
صرّحت مارين لوبان، المرشحة عن حزب الجبهة الوطنية اليميني في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، خلال حوار أجرته مع إذاعة فرنسا الدولية، بتاريخ 12 إبريل/نيسان الجاري، ردًا على سؤال حول وعدها الانتخابي بحظر الحجاب في الأماكن العامة، وأنّ ذلك سيجعل فرنسا "الدولة الوحيدة التي تحظر الحجاب في الشارع، في المترو"، قائلةً "المعذرة، لكن السيد بورقيبة حظر الحجاب في الجزائر".
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من تصريح مارين لوبان ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ الراحل الحبيب بورقيبة هو أول رئيس للجمهورية التونسية، وشغل المنصب من 1957 إلى 1987، وليس رئيس الجزائر كما قالت لوبان.
وبالبحث لم يجد "مسبار" أي قوانين تمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة في تونس طيلة فترة حكم بورقيبة، عدا المنشور عدد 108 المتعلق بحظر ارتدائه في المدارس والإدارات العمومية، وليس في الأماكن العامة.
بورقيبة والمنشور 108 لعام 1981
المنشور عدد 108 هو الصادر عن وزير التربية التونسي بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 1981 بإيعاز من الرئيس التونسي حينها، الحبيب بورقيبة، والذي أمر بحظر ارتداء الحجاب بوصفه “لباسًا طائفيًّا”، في المدارس والإدارات العمومية.
ووُجهت تعليمات إلى جميع مديري المعاهد "بالحرص بما ينبغي من الجد والحزم ضدّ ظاهرة الحجاب"، التي اعتبرها المنشور، كما جاء في نصه، أنّها تمثل "ضربًا من الشذوذ والانتساب إلى مظهر متطرف هدام".
وجاء في نص المنشور أيضًا "لقد لاحظنا مؤخرًا أن الطالبات يذهبن إلى مؤسساتهن بزي غريب تمامًا عن تقاليد اللباس لدينا، من خلال ارتداء الثوب، وهو ما يمكن الخلط بينه وبين الملابس المذهبية التي تدل على الانتماء إلى تيار يتميز بالطائفية. لباس يتعارض مع روح عصرنا والتطور الصحي للمجتمع".
وتم تجديده بالمنشور 102 لعام 1986، والخاص بمظهر المُعلّمين والأعوان الإداريين والتلاميذ.
ولا يُعدّ المنشور 108 الصادر عن وزارة التربية الوحيد الذي منع ارتداء الحجاب، إذ سبقه منشور للوزارة الأولى اعتبر الحجاب "زيًا طائفيًّا منافيًا لروح العصر"، ولحقته مناشير عديدة صادرة عن وزارات متعددة على غرار وزارة التعليم العالي، والصحة العمومية.
منع ارتداء الحجاب عهد بن علي
وبعد حقبة الحبيب بورقيبة، تواصل العمل بالمنشور 108 في عهد زين العابدين بن علي، كما ظهرت العديد من المناشير الأخرى التابعة للوزارات لمنع ارتداء الحجاب فيها، على غرار المنشور 98 الذي أصدرته وزارة الصحة عام 2003، الذي يحظر ارتداء الحجاب لموظفي ومواطني خدمات الصحة العامة في جميع أنحاء تونس.
وفي عام 2006 أعادت السلطات تفعيل المنشور 108 للتعامل مع "موجة" ارتداء الحجاب. ونقل شهود عيان لوكالة فرانس برس حينها، حالات "نزع للحجاب وسط الشارع" في محافظة صفاقس. كما ذكرت تقارير إخبارية وحقوقية أنّ محجبات تعرضن للاعتداء في الطريق العام.
اقرأ/ي أيضًا
هل وُضع عمران خان تحت الإقامة الجبرية بعد حجب الثقة عن حكومته؟
ما حقيقة تصريح الرئيس الجزائري بأنّ بلاده ليس لديها مشكلة مع إسرائيل؟